(الباقي علكة) عنوان لحملة أطلقتها مجموعة من الشبان والفتيات على موقع التواصل الاجتماعي ال(فيس بوك)، يهدفون من خلاله المحافظة على العملة المعدنية كجزء من الموروث والهوية إضافة للحد من جشع التجار الذين غيبوا هذه العملة واستبدلوها باللبان أو المناديل الصغيرة أو الحلوى. كما قال عدد منهم ل «عكاظ». وشرحت مشاعل الشبيب عضو تدريس في جامعة الملك سعود في الرياض، هذه الحملة قائلة «استحدثت حملة (الباقي علكة) في شهر نوفمبر في موقع التواصل الاجتماعي، ولاقت أصداء ممتازة لدى جميع فئات المجتمع، كما أنها لاقت تأييد عدد كبير من المهتمين بإعادة الهيبة للعملة المعدنية السعودية». سألتها على من تقع مسؤولية استبدال العملة المعدنية بسلعة في المحلات التجارية، وكيف يمكن إيقاف هذا التصرف، أجابت «ليست المشكلة في الباقي العلكة، إنما المشكلة في الأسعار، وكأن التاجر قد حسب التكلفة والعائد بأمانة ودقة، فالمدهش والمؤلم المسكوت عنه أن معظم السلع الغذائية تجد مضافا لريالاتها الهللات، مثلا (72 هللة، 66 هللة، 15 هللة.. إلخ) حيث لا نجد لها تداولا، ولم نعد نرى القروش والربع حتى نصف الريال، وهنا تبدأ المطالبة بتعديل ثمن السلعة بما هو متعارف عليه ومتوفر من العملة النقدية والورقية». نحتاج أصواتكم وزادت مشاعل «هذه الظاهرة يلاحظها الجميع في الأسواق الاستهلاكية والصيدليات والبقالات التي تبيع السلع والبضائع للمستهلكين، وفي المحاسبة أمام صندوق الدفع غالبا ما تكون الفاتورة محتوية على كسور وهللات، فيعمد المحاسب إلى إرجاع الباقي على شكل سلعة وغالبا ما تكون علكة، وإذا لم تكن من مستخدمي اللبان، فإنك تجد نفسك مضطرا للتنازل عن باقي المبلغ الذي يكون على الأقل من هللة إلى 49 هللة، وإن أردت أن تعيد شيئا من المشتريات فإن الكسور تظل تلاحقك، وتجد نفسك محرجا أمام الآخرين الواقفين في الطابور، وأحيانا قد يضع المحاسب العلكة مع مشترياتك دون أن يبلغك، أو يستفزك عاطفيا بسؤالك: هل ترغب في التبرع؟، وهكذا لم يعد أمامنا خيارات كثيرة في العملة المعدنية»، مشيرة إلى أن هدف الحملة هو إيجاد التفاعل مع المجتمع المحلي بتلبية احتياجاته من خلال التعرف إلى المشكلة التي تواجه المستهلك حول استبدال العملة المعدنية بسلعة وتشخيصها، والمشاركة في وضع الحلول المناسبة لها في نطاق اختصاص الحملة، وبينت أن «من اعتاد التفريط في نصف ريال بلا مبالاة يمكنه التفريط في مليون ريال باللامبالاة نفسها»، مؤكدة تضطلع الحملة بدورها الوطني في مصلحة الناس، ونهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف منها: صدور قرار حكومي يمنع استبدال العملة المعدنية بسلعة. نشر المعرفة عن أهمية العملة المعدنية كقوة اقتصادية وطنية بين فئات المجتمع. السعي إلى توفير العملة المعدنية في وسط المجتمع من قبل البنوك ومنافذ البيع. نشر ثقافة أن الحصول على الباقي من العملة المعدنية حق من حقوق المستهلك. الحد من جشع التجار واستغلالهم للمستهلك. خلق فرص تجارية يعتمد دخلها على العملة المعدنية. وأوضحت أن الحملة تطمح إلى صدور قرارات نافذة بوقف تبديل العملة المعدنية بسلعة؛ ما يعيد الهيبة للعملة بشكلها العام، وخلق فرص عمل للشباب عن طريق العملة المعدنية بجميع فئاتها (النصف، الربع، القرشين)، وإعادة تقنين عملية التبرع بالبواقي من إجمالي مبلغ الفاتورة للجمعيات الخيرية على أن تكون هناك شفافية بشرح آلية التبرع والجهة المستفيدة مع إصدار قوائم مالية سنوية تنشر في الصحف المحلية عن دخل الجمعية الخيرية من البواقي مع ذكر إجمالي دخل الجهة المانحة، ونشر ثقافة الادخار لدى النشء وطلاب التعليم العام. مصمم شعار الحملة صمم شعار الحملة الفنان التشكيلي سعيد بن دايل، وشرح فكرته قائلا «فكرة الشعار تكمن في إيصال الفكرة من الحملة (صرفت عملة.. لا تجعلها علكة)، لإيصال رسالة مفادها كيف أصبحت العملة المعدنية الوطنية فى ميزان واحد مع العلك، وهذا فيه امتهان وتقليل إلى درجة لا تستحب منا تجاه عملتنا، إذ من الواجب علينا الرفض القاطع عند عرض العلكة علينا من قبل البائع، كما حاولت أن يكون الشعار مبسطا وسهلا، مفهوما من الجميع ويكون مؤثرا في الوقت ذاته»، مشيرا إلى أن انضمامه لهذه الحملة كانت بهدف إيضاح المعادلة الصعبة «التي وضعت عملتنا فى غير ما أوجدت من أجله وبات البعض يستهجنها حتى أنها لم تعد متداولة بغير هذه الطريقة ومغلفة بغلاف العلكة أو الأشياء الصغيرة الأخرى». وأشار سعيد إلى الحماس الذي لاحظه من قبل الشباب والشابات الذين تفاعلوا مع الحملة «في سبيل إنقاذ العملة المعدنية الوطنية من هذا الابتذال الذي تتعرض له». تبلد الحس «كثيرا ما يحسب التاجر التكلفة على المواطن بهذا الشكل: 56 هللة 76 هللة، ولا يفكر المواطن في استرجاع المتبقي، بحيث يجد نفسه مخيرا بين العلك أو التبرع به. في دول خارجية تمثل العملة المعدنية قيمة يستطيع الأطفال اللعب بها في الملاهي العادية، أما هنا، فإن الطفل لا يستطيع الحصول على أي شيء بها غير العلك أو الحلوى، وهنا يرميها ولايهتم بها، بل إن حسه الوطني تجاه العملة المعدنية تبلد لأنه لا يستفيد منها، وفي النهاية همشت العملة المعدنية إلى أن أصبحت دون قيمة تذكر».