دفعت الأسواق العالمية الغالبية من المتعاملين للشعور بالقلق الشديد جراء ما يحدث من تقلباتٍ غريبة في أسواقها وتصريحاتها التي ما إن يظهر أحدها جيدًا يأتي عشرة سيئين خلفها مما يدفع المتعامل لعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح خصوصًا إن كان يغفل الجانب الفني في تعاملاته، حيث إنه من أشد أنواع التحليل دقة في تحديد أفضل مستويات الدخول والخروج بناء على سلوكيات المتعاملين السابقين من خلال عمليات البيع والشراء التي تغيّر اتجاه الحركة بين هبوط وصعود وهو ما يسبّب مقولة «التاريخ يُعيد نفسه». وعندما يجد المتعامل أن السابقين قاموا بشراء السهم أو العملة أو المؤشر عند هذه المستويات وقاموا بتغيير الاتجاه من هابط إلى صاعد فيفترض في نفسه أن هذه المستويات هي مستويات رائعة فيقوم بالشراء بناء على ذلك وقد تسير الأمور على خير إن كانت الأوضاع بشكل عام على حالها أما إن كانت هناك تغيّرات أو أن السهم كان رابحًا في ذاك الوقت ولكنه أصبح خاسرًا الآن فلن يصمد المستوى أمام كميات البيع التي يتعرض لها.. وهنا تأتي أهمية وجود أمر لوقف الخسارة دون المستويات الرئيسية القوية. اليورو مقابل الدولار جاءت حصيلة تراجعات اليورو أمام الدولار الأمريكي في تداولات الاسبوع الماضي بخسارة 127 نقطة، حيث كان افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مستويات 1.2900 والتي بدأ منها مسلسل الهبوط لأربع شمعات يومية متتالية وأكمل في اليوم الخامس هبوطه الذي وصل إلى مستويات 1.2640 والتي تعتبر قريبة جدًا من الدعم الرئيسي الأول للزوج الواقع عند مناطق 1.2623 المتمثلة بقاع الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي وقاع الثمانية والثمانين أسبوعا الماضية، حيث تعرّض عندها لموجة شراء دفعته للتراجع إلى مستويات إغلاقه الأخير عند 1.2773، ولكن رغم ذلك فإن غالبية المتعاملين ينتظرون إغلاقه الشهري الحالي، حيث إن إغلاقه دون مستويات 1.2940 سوف يدفع الكثير من المتعاملين للتخلي عن التوجّه الشرائي خصوصًا أنه يأتي دون أدنى إغلاق شهري في السنة ونصف السنة الماضية وهو ما يدفع لترجيح كسر الدعم الرئيسي الحالي عند مستويات 1.2623 والذهاب دونها.. بقي أن نشير إلى أن مستويات 1.2598 تعتبر من الدعوم القوية جدًا، حيث إنها تمثل حاجز76.4 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي ارتد من مستوياتها في بداية العام الحالي وهو يرجع إليها مجددًا في محاولة منه إما لكسره أو لتأكيد قوته وتشكيل قاعدة لموجة صاعدة. إن الأيام القليلة القادمة سوف تساعد في توضيح ما ستؤول إليه الأمور، حيث إن النظرة الحالية رغم وضوحها إلا أن القرار فيها أمر صعب، حيث بالرغم من اقترابه من مستويات دعم رئيسي إلا أن الاحتمالات كلها مطروحة وبذات النسبة لذا فمن الأفضل التريث قليلًا قبل اتخاذ أي قرار دخول وترك الأمر إلى ما بعد الفترة التي يظهر فيها توافق بين الحركة والسلوك والمؤشرات بشكل عام. اليورو مقابل الين أغلق اليورو أمام الين الياباني عند مستويات 101 ين لكل يورو بعد أن هبط للأسبوع الرابع على التوالي ويخسر بالأخير ما يقارب 215 نقطة حيث كان افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مستويات 103.15 والتي بدأها هبوطًا، وبشكل واضح رغم ملاحظة بعض الشموع المخالفة للمسار إلا أنها ليست ذات تأثير يمكن ذكره واستمر الهبوط إلى مستويات 100.18 قبل أن يرتد باليوم الأخير بشكل مفاجئ ليكسب في ذاك اليوم حوالي سبع وثلاثين نقطة. ما يمكن إضافته أن الارتداد الحالي لم يكن من فراغ بل كان نتيجة ارتطام السعر بحاجز 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والواقع على مستويات 100.41 التي لم يستطع أن يقبع دونها لأربع ساعات متواصلة بل ارتد سريعًا ليغلق فوقها ويكمل صعوده المذكور. تقع أنظار الكثير من المتعاملين على إغلاق الشهر الحالي، حيث إنه إن جاء دون مستويات 99.59 فإن احتمالية هبوطه ستكبر حيث إن المستوى المذكور يُعدّ أدنى إغلاق شهري في العشر السنوات الماضية وتحديدًا من بدايات العام 2001، لذا فإن كسره يفتح الباب للوصول إلى أدنى سعر في ذات الفترة والواقع على مستويات 97 ينًا لكل يورو والتي نتوقع أن تصمد قليلًا، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة أوامر وقف الخسارة الضخمة القابعة دونها والتي ما إن يتم تفعيلها سيحصل انزلاق سعري بما لا يقل عن مائة نقطة إن لم يكن أكثر. الدولار الاسترالي مقابل الأمريكي كسر الدولار الأسترالي مستويات في غاية الأهمية له أمام الدولار الأمريكي، حيث انخفض سعر الدولار الأسترالي إلى ما دون مستوى الدعم الرئيسي الأول الواقع على 0.9987 المتمثل بنقطة تلاقي السعر مع خط الميل السعري الصاعد الواصل بين قاع العام الماضي مع قاع العام الذي سبقه حيث تمّ كسره والتوجّه للمستوى التالي له، والذي لا يبعد سوى أربعين نقطة والواقع على 0.9947 المتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ويبدو عليه أنه يستهدف بشكل مباشر مستويات دعمه الكلاسيكي الأول عند مستويات 0.9661 ومن ثم مستويات 0.9385 التي تعتبر قاع العام 2011 ومن ثم يأتي الدعم الرئيسي الواقع على حاجز 0.9247 المتمثل بمستوى 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه. إن ما تجدر الإشارة إليه أن السعر يسير في موجة تصحيحية بعد أن فشل في تجاوز مستويات القمة الكبرى له عند 1.1078 وبعيدًا عن التعقيد يمكننا ان نقول إن أي موجة تصحيحية تتألف حسب العُرف لدى غالبية المتعاملين من ثلاث موجات فرعية ABC ونحن الآن في الموجة C الهابطة في الموجة التصحيحية الهابطة والتي تستهدف مناطق أدنى من الموجة A الواقعة على مستويات قاع العام الماضي المذكور، وعليه فإن الاحتمال الأكثر ترجيحًا هو كسره والتوجّه لمستويات حاجز 38.2 بالمائة المذكور أعلاه لذا فإن الدخول الشرائي يعتبر مخاطرة ليست جيدة بل التفكير في الدخول البيعي هو الأكثر أمانًا خصوصًا إن كان عند مستويات مقاومة جيدة ومقترنًا بأمر لوقف الخسارة. حالة الذهب لم يكن مفاجئًا هبوط الذهب إلى مستويات 1526 دولارًا وارتداده منها، حيث إنها نقطة الدعم الكلاسيكية الأولى له والمتمثلة بالضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به منذ ما يقارب الأحد عشر شهرًا الماضية والتي اختبره السعر عدة مرات فشل في كسرها الأمر الذي يؤدي لارتداد السعر إلى أعلى مستهدفًا مستويات المقاومة مجددًا إلى أن ما حصل مؤخرًا قد يدفع المتعاملين للتعامل بنظرة سلبية بعض الشيء خصوصًا بعد كسر السعر لخط الميل السعري الصاعد منذ ما يزيد على ثلاث سنوات ونصف السنة وذلك قبل أسبوعين من الآن وهو ما أدى إلى تهاوي السعر بشكل لافت ومتسارع إلى أن اصطدامه بمناطق الدعم التي تعرّض عندها لسيل من أوامر الشراء المتمركزة مسبقًا عند تلك المناطق دفع به للصعود بشكل واضح خلال اليومين الأخيرين من تداولات الأسبوع الماضي لينهي الذهب أسبوعه بمكاسب بسيطة وصلت قيمتها لعشرة دولارات في كل أونصة وذلك حسب سعر إغلاقه الأخير عند مستويات 1591 دولارًا. إن حفاظه على مستويات الدعم الكلاسيكي الأول يعطي انطباعًا إيجابيًا إلى حد ما خصوصًا أنه كما ذكرنا سابقًا وفي عدة مقالات تحليلية أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا وما هو الهبوط الحالي إلا عملية تصحيح للصعود الممتد على مدار المائة والثمانية والأربعين أسبوعًا الماضية وعليه فمن الطبيعي أن يدخل السعر في حالة جني الأرباح قد تستمر لعدة أسابيع أخرى وقد تهبط بالأسعار إلى مستويات ما دون الألف والخمسمائة دولار، وتحديدًا إلى مستويات 1446 دولارًا الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ولكن إلى أن يستتب الوضع تمامًا وتظهر بوادر انتهاء الموجة التصحيحية يجب أن يكون المتعامل في غاية الحذر عند الدخول في أي أمر شرائي حيث لابد أن يكون الدخول من مستويات دعم رئيسية فضلًا عن إقرانه بأمر لوقف الخسارة تحسُّبًا لأي انزلاق سعري فيما لو كان خلف المستوى الكثير من أوامر وقف الخسارة الأمر الذي يزيد من شدة الهبوط جراء تفعيل إنهاء عقود الشراء التي بدورها تعتبر عقود بيع إضافية عن الموجودة أساسًا وسبّبت كسر هذا المستوى.