الحديث عن ارامكو السعودية من أكثر ما يحرك شجوني. فشركة ارامكو علمتني أن أضع حزام السلامة قبل أن يكون اجباريا حتى في أمريكا. و مكتبات ارامكو علمتني حب القراءة. و عرفت قوانين البيسبول من ارامكو. في المدارس كان لباس الكشافة و الوجبة و الدفاتر و الرحلات لمرافق ارامكو مجانا. و تعلمنا و نحن أطفال أن لا نرمي شيئا في الأرض. و عرفنا طعم كيك ارامكو. الكل من خارج ارامكو أحب ارامكو و أنظمتها. مع أنهم رأوها من خارج السور و ليس من داخل ستاينيكي هول. و قد قرأت كل كتاب عن ارامكو. و أعطيت أكثر من ثلاثين محاضرة عن ارامكو و جامعة البترول. و الغريب أنني لم أكن الوحيد الذي أعطى هذا النوع من المحاضرات. بل كثير من الطلبة السعوديين في الخارج ممن ليس لهم أي علاقة بأرامكو. فقد كانت ارامكو تمثل تطور المملكة صناعيا و اقتصاديا و حضاريا. و كانت ارامكو هي الوجه المشرق لتطور المملكة. و الكل كان يستعين بمكتب ارامكو بهيوستن الذي كان يرسل لنا فلم 8 ملم عن ارامكو و بعض المطبوعات. و في العام 1978م سألني مدرس عمليات ناقلات النفط في الجامعة.... لماذا كل الكتب عن ارامكو هي من تأليف موظفين سابقين أمريكان و لا يوجد كتاب لموظف سعودي من ارامكو؟. قرأت كل كتاب عن أرامكو. و أعطيت أكثر من ثلاثين محاضرة عن أرامكو و جامعة البترول. و الغريب أنني لم أكن الوحيد الذي أعطى هذا النوع من المحاضرات. بل كثير من الطلبة السعوديين في الخارج ممن ليس لهم أي علاقة بأرامكو. فقد كانت ارامكو تمثل تطور المملكة صناعيا و اقتصاديا و حضاريا. و قبل عدة شهور تشرفت بأن أكون أحد المدعوين لاجتماع في ارامكو و بحضور الأساتذة فؤاد الذرمان و هيثم الجهيران من ارامكو و خبير العلاقات العامة الأستاذ محمد الطحلاوي و غيرهم. و في هذا الاجتماع تشرفت بلقاء رئيس شركة ارامكو بين عامي 1973-1978م السيد فرانك جونغر و الذي كان في طور تأليف كتاب عن شركة ارامكو. وخطرت لي فكرة أن يكون أحد أجزاء الكتاب من تأليفي. ولكن من المحتمل أن أكتب كتابا عن ارامكو بعد التأكد من بعض المعلومات. حيث لم يسبق لي العمل في هذه الشركة. وسؤالي لبعض موظفي ارامكو السابقين ممن كانوا من الرعيل الذين شاهدوا ارامكو من بدايتها. لماذا لا تكتبون مذكراتكم. الكل يعلم عن ماذا فعلت ارامكو. و ماذا تنتج. ولكن نريد أن نرى وجهة النظر الاجتماعية و تأثير ارامكو على شخصية الموظف السعودي. لماذا لا يكتبون عن تجاربهم. وعن المصاعب التي واجهوها. وعن شركة (كاسوك) الأمس وشركة ارامكو السعودية اليوم. فهناك صفحات من تاريخ ارامكو يجب أن لا ننساها. [email protected]