أكد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، ان مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي الذي يقوم البنك بتنفيذه منذ موسم حج 1403ه بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالمملكة، يعدّ انجازا حضاريا كبيرا في اهدافه التي سعت الى تيسير أداء هذا النسك لحجاج بيت الله الحرام عن طريق توفير الأنعام المستوفية للشروط الشرعية والصحية وفي ذات الوقت الحفاظ على نظافة منطقة المشاعر المقدسة وحماية البيئة، كذلك فان هاجس تطوير آلية أداء النسك يرتبط بعدد من المحاور الهامة والتي يمكن أن تمثل بعدا إستراتيجيا وذلك لأن الأعداد الهائلة التي تذبح خلال أيام التشريق كان يتم ذبحها وتركها في العراء مما ظل يهدد بيئة المشاعر المقدسة جوا وبراً وتربة، فضلا عن أنه يشوه مظهر هذه المنطقة التي تؤمها حشود الحجاج، بالإضافة إلى أن ما كان يذبح قبل إنشاء المشروع لم يكن في كثير من الأحيان مستوفيا للشروط والاعتبارات الشرعية والبيطرية، لذلك بادرت حكومتنا الشريدة بإنشاء هذا المشروع الحيوي وأُسندت للبنك الإسلامي للتنمية مهمة إدارة المشروع، وأشار الى أن خطة المشروع لهذا العام تتضمنت الإفادة من حوالي مليون رأس من الأغنام والجمال والأبقار، وحول تأسيس الشركة المتحدة للجيلاتين والكبسولات الطبية والتي قام المشروع بإنشائها بمشاركة مستثمرين من رجال الأعمال بالقطاع الخاص، باقامة المصنع في منطقة المعيصم بجوار مجزرتي المعيصم (1) والمعيصم (2) المطورتين، ويسير العمل في التنفيذ بتسارع كبير حيث يتوقع تشغيل المصنع بكامل مكوناته في المستقبل القريب، موضحا النجاح في هذه الخطوات في إنتاج مادة الجيلاتين الحلال التي يتم استخراجها من الأضاحي، وكذلك تم البدء في دراسة إنشاء مصنع لتعليب جزء من اللحوم، وتقوم شركة ماليزية متخصصة بتطوير تجربة حفظ وتعليب لحوم الهدي والأضاحي التي تذبح في موسم الحج بأحدث الطرق لضمان جودة المنتج وصلاحيته للاستهلاك والتخزين طيلة 18 شهرا من تاريخ التعليب، دون الحاجة لأي تبريد، بحيث تكون العبوة الواحدة وجبة غذائية متكاملة، ويصل وزنها إلى حوالي نصف كيلو غرام. أتاح المشروع للحاج على مدى 30 عاما فرصة أداء النسك بسهولة ويسر ومن ثم التفرغ للعبادة ومساهمته في إيصال اللحوم التي كانت تهدر في الماضي إلى مستحقيها من فقراء الحرم وفي المشاعر المقدسة وتوزيع الفائض منها على مستحقيها في نحو 27 دولة. وقد اتاح المشروع للحاج على مدى 30 عاما فرصة أداء النسك بسهولة ويسر ومن ثم التفرغ للعبادة ومساهمته في إيصال اللحوم التي كانت تهدر في الماضي إلى مستحقيها من فقراء الحرم وفي المشاعر المقدسة وتوزيع الفائض منها على مستحقيها في نحو 27 دولة، ويشرف على أعمال المشروع لجنة الإفادة من الهدي والأضاحي التي تتكون من عدد من الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة بأعمال الحج، ويلقى المشروع كل الدعم اللازم من قبل حكومة المملكة بمتابعة وزارة المالية بموجب مذكرة التفاهم المبرمة مع البنك الإسلامي للتنمية، وحسب رئيس مجموعة اسلامي التنمية فان الجدوى من المشروع كانت متحققة بفضل الله منذ اقامته، حيث بلغ حجم الاستفادة خلال الفترة الماضية ما يقدر باكثر من 15مليون ذبيحة، كما ان التطلعات تبعث على التفاؤل بتحقيق اضعاف ذلك في الموسم الحالي والاعوام القادمة، خاصة بعد انتشار الوعي بالمشروع وتسهيل خدمات الدفع تنسيقا مع مصرف الراجحي بكافة فروعه في المملكة وشركة العمودي للصرافة وكذلك جمعية هدية الحاج والمعتمر في مدينة مكةالمكرمة، بالاضافة الى تنفيذ عملية شراء السند بواسطة أجهزة الصرف الآلي المنتشرة في كافة أرجاء المملكة باستخدام خدمة «سداد»، واوضح ان عمليات التطوير مستمرة في عدد من الاتجاهات فمن ذلك انشاء الموقع الالكتروني على شبكة الإنترنت www.adahi.- rg لتمكين الراغبين من شراء ما يرغبون من النسك (هدي، أضحية، فدية، صدقة) من خارج وداخل المملكة، وأيضا لتمكين الراغبين من التعرف على رسالة وأهداف المشروع ومرافقه وكافة المعلومات الخاصة به، حيث يتم تزويد العميل بإفادة عن تنفيذ نسكه عبر خدمة الرسائل القصيرة (SMS)، ويعمل المشروع على تطوير أدواته ووسائله لتمكين المستفيدين من خدماته بكل سهولة ويسر وبالتنسيق مع بعثات الحج في بلدان العالم الإسلامي المختلفة، ورسائل التوعية الاعلانية في مختلف وسائط الاتصاليات وبلغات متعددة. وفي جانب الاستعداد يقوم المشروع بطرح منافسة عامة بصفة سنوية لتوريد الأغنام لمجازر المشروع بمكةالمكرمة وتوثق هذه المنافسات بكراسة شروط ومواصفات واضحة ومحددة تستهدف أن تكون الأغنام الموردة مستوفية لاشتراطات الشرع والصحة وكذلك شرط وزن الذبيحة، وقد تؤثر الظروف السائدة في سوق الأغنام والمتعلقة بأوضاع وظروف استيراد الأغنام من الأسواق الخارجية المسموح بالاستيراد منها وفق تعليمات جهات الاختصاص بالمملكة، وبالرغم من تأثير ارتفاع الأسعار في سوق الأغنام، إلا أن المشروع دائما يولي اهتماما كبيرا بتخفيف العبء على الحاج ويعمل على تقليل التكاليف المترتبة على هذا الجانب بقدر المستطاع لمراعاة مصلحة جميع الأطراف وذلك من خلال المنافسة بين الموردين لرغبتهم كسب المشاركة في هذا المشروع الرائد، مع العلم بأن مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي مشروع خدمي غير هادف للربح، وحدد المشروع قيمة الخروف لهذا العام بنحو 430 ريالا أو ما يعادل 115 دولارا أو 89 يورو، فيما فتح أسعار الجمال والأبقار حيث يقوم الحاج بشرائها من التاجر مباشرة في المعيصم بمنى. وقال الأمين العام للهيئة الدكتور عدنان بن خليل باشا إن الهيئة أيقنت من خلال تجاربها العديدة في الأعوام الماضية أن هذا المشروع الحيوي حقق نجاحاً مطرداً وأشاع الفرح في قلوب آلاف الأسر خصوصاً في قلوب الأطفال الذين ينتظرون مثل هذا المشروع بفارغ الصبر، وأضاف إن الهيئة درجت على تنفيذه في مختلف المناطق الفقيرة نظراً لأن هذه الفئة ولظروفها المادية الصعبة لا تقدر على اقتناء الأضاحي، مشيرا إلى أن هذا النجاح الذي حققته الهيئة في هذا المضمار وبعد عون الله سبحانه وتعالى كان بدعم الميسورين من أبناء المملكة. ولفت الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية الانتباه إلى أن 16.300 أسرة من الأسر الفقيرة في باكستان ستستفيد من هذا المشروع 12 ألف أسرة في الصومال وعدد مماثل من الأسر في كينيا و6 آلاف أسرة في لبنان و4,200 أسرة في أوغندا وكذلك في كل من سريلانكا ونيجيريا وبنجلاديش و4 آلاف أسرة في ملاوي و3.500 أسرة في زيمبابوي و2.100 أسرة في البوسنة وألفي أسرة في موزمبيق 1.800 أسرة في جنوب أفريقيا إضافة إلى 1,200 أسرة في الأردن و600 أسرة في ليستو.