** خبر لم يُعره الكثير أي اهتمام.. لا يتناول مشاكل الحياة اليومية.. مشاكل تحجب أشياء مهمة.. يسجّل الخبر لكاتبكم بعض النصر والراحة.. كاتبكم طرح الموضوع قبل أكثر من عشرين عاماً.. الخبر: [يُخضع مجلس الشورى.. المطالبة التي قدّمتها لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة.. للحد من بناء سدود جديدة.. لعشر سنوات قادمة.. للمناقشة والتصويت.. في مستهل جلسته العادية السادسة والخمسين]. ** وبشيء من التفصيل: [شدّدت لجنة المياه على الحد من بناء السدود.. حتى تتضح آثار ونتائج السدود المنفذة.. والأخرى التي تحت التنفيذ.. والبالغ عددها (450) سداً.. ويتم التعرّف على ايجابياتها وسلبياتها.. على البيئة والمجتمعات الريفية.. في ظل التغيّرات المناخية التي تشهدها المملكة.. وتضرر المزارع المنتشرة حول الأودية الواقعة خلف السدود]. ** صوت كاتبكم وصل أخيراً.. إلى مسامع البعض.. وصل الصوت لمجلس الشورى.. يؤكد كاتبكم بشكل علمي أن بناء السدود في المناطق الجافة تقليد عديم الفائدة.. وخلال هذه السنين لم أتوقف عن الكتابة.. والمطالبة بضرورة إيقاف بناء السدود.. ولكن هناك أذناً من طين وأخرى من عجين.. وإذا كان مجلس الشورى قد طرح الموضوع للتصويت.. فإن حقائق كاتبكم العلمية تدين بناء السدود.. وترتقي إلى المطالبة بمحاكمة الذين تبنّوا بناء السدود في هذه المناطق الجافة.. العجيب أن الوزارات المعنية.. تتجاهل الرأي العلمي.. تعتبره تغريداً خارج السرب.. وخلال هذه السنوات تلقيت الردود المجحفة والقاسية. قناعتي تتعاظم بأن هذه السدود مضيعة للوقت والجهد والمال.. اعتبرها أداة لضياع مياه الأمطار.. توصلت إلى حقيقة أن بناء السدود احد علامات التصحّر في المناطق الجافة.. اعترف بأن نظريتي هذه ظهرت في وقت.. حيث الجميع مقتنع ببناء السدود كمنقذ من الجفاف.. تابعت.. بكل جهد وتضحية.. الدفاع عن نظريتي من خلال الكتابة.. ومن خلال طلابي والمحاضرات عن إدارة مياه الأمطار.. من المفرح أن عدداً كبيراً من العلماء في الجامعات السعودية وخارجها من أصحاب الشأن والتخصص.. ناصروا نظريتي حول هذه السدود.** قناعتي تتعاظم بأن هذه السدود مضيعة للوقت والجهد والمال.. اعتبرها أداة لضياع مياه الأمطار.. توصّلت إلى حقيقة أن بناء السدود احد علامات التصحّر في المناطق الجافة.. اعترف بأن نظريتي هذه ظهرت في وقت.. حيث الجميع مقتنع ببناء السدود كمنقذ من الجفاف.. تابعت بكل جهد وتضحية الدفاع عن نظريتي من خلال الكتابة.. ومن خلال طلابي والمحاضرات عن إدارة مياه الأمطار.. من المفرح أن عدداً كبيراً من العلماء في الجامعات السعودية وخارجها من أصحاب الشأن والتخصص.. ناصروا نظريتي حول هذه السدود. كانوا يتصلون معلنين قناعتهم بما اطرحه من آراء وأفكار حول هذه السدود التي أصابت الوطن كمرض عضال من جراء السياسة الزراعية والمائية العشوائية. ** زاد تعجّبي من مجلس الشورى.. هل ما زال لديه الشك فيما أدعو إليه منذ أكثر من عشرين عاماً؟!.. ألم تتضح الصورة لديهم؟!.. كما يبدو من الخبر.. لم تتضح آثار ونتائج السدود.. يتحدثون عن إيجابيات.. ولا املك سبباً واحداً ايجابياً لبناء هذه السدود.. ولكن كلها سلبيات على البيئة وعلى المجتمع وعلى المياه النادرة.. وما زال التخبّط يأخذ مجراه من الجميع.. الموضوع ليس خاطرة.. أو فزعة.. أو حفظ ماء وجه.. الموضوع اكبر.. الأمر يتعلق بمستقبل مياهنا الجوفية التي تغذيها مياه الأمطار.. خاصة في مناطق الدرع العربي.. مكةالمكرمة.. جيزان.. نجران.. عسير.. الباحة.. المدينةالمنورة.. وبعض أجزاء أخرى من بعض المناطق القريبة من منطقة الدرع العربي. ** الوزارات المعنية.. وفي كل مرة اكتب عن هذه السدود.. تحاول التهرّب بوضع مبررات توحي بالكثير من الاستنتاجات السلبية.. فهل هناك مصالح شخصية من بناء السدود؟!.. بداية الأمر كانت الوزارات المعنية تدّعي عبر وسائل الإعلام وفي تقاريرها السنوية أن الهدف من بناء السدود هو تغذية المياه الجوفية.. هذا موثّق لديهم.. وبعد نسفي بالأدلة العلمية القاطعة بأن ما يدّعونه اقرب إلى الهراء.. غيّروا النغمة بقولهم.. إن بناء السدود هو من اجل حماية الأرواح والممتلكات.. وبعد مواجهتهم بأن هذا أيضاً فذلكة غير علمية غيّروا النغمة إلى أن بناء السدود بهدف تأمين مياه الشرب للمواطنين.. وهكذا يهربون من سبب إلى آخر.. بشكل يوحي ويقول... * الحقيقة أن بناء السدود جزء من فشلنا في حسن استثمار مياه الأمطار نعمة عظيمة لم تدركها الوزارة المعنية.. ولن تدركها في ظل عقليات متشبعة برأي واحد.. وهناك من يناصر رأيهم لأسباب لا أود الخوض فيها، ولكن الحقائق العلمية أمامي تدين توجّههم نحو بناء السدود.. رغم وضوح الأضرار.. أقلها تضرر المناطق التي تقع خلف السدود من قلة المياه بعد تنفيذ السدود. ** لا ارغب في إعادة ما قلته خلال العقدين الماضيين.. لكن، اسأل مجلس الشورى كيف يمكنه التأكد من ايجابيات وسلبيات السدود على البيئة والمجتمعات الريفية؟!.. المهم أن تعرفوا أن كاتبكم قد طرح أيضاً البديل عن بناء السدود.. وهذا هو الأهم. [email protected]