حذر خبير المياه بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد الغامدي من التوسع في بناء السدود مؤكدا ان ذلك جريمة بيئية تفاقم اخطار مياه السيول عند هطول اى امطار واصفا ذلك اى “بناء السدود” بانه حل دخيل على المناطق الجافة وقال ان الحل الامثل للاستفادة من مياه الامطار يكمن في بناء مدرجات على سفوح الجبال لصد المياه وتجميعها في باطن الارض. واشار الى ان وزارة المياه ساهمت في استنزاف المياه الجوفية كما تعمل أيضا على ضياع مياه الأمطار النادرة والثمينة. ورأى ان تبنى بناء السدود كحل لا يناسب البيئة ولا يساهم في تغذية المياه الجوفية موضحا ان هذه المناطق الجافة كانت خالية من السدود منذ كارثة انهيار سد مأرب وحتى اليوم . وقال السدود تقليد عديم الفائدة في مناطقنا الجافة وبات احد مؤشرات التصحر ومعاناة قادمة تهدد الحياة والنشاط الإنساني . واوضح انه حذر منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي من التوسع في زراعة القمح ولم يؤخذ بذلك وبعد أن تم استنزاف هذه المياه تم إيقاف زراعة القمح.. وتساءلاذا كان ذلك مثال صارخ بين أيدينا.. فماذا تنتظر هذه الوزارات لترجع إلى الصواب الذي يضمن تغذية المياه الجوفية وهو بناء المدرجات على سفوح الجبال لتغذية المياه الجوفية . وراى ان هذا الحل يمثل وسائل ثمينة وفاعلة لصيد مياه الأمطار وتجميعها. وتخزينها في باطن الأرض على ان تحفظ لكل منطقة مياه الأمطار التي تسقط على أرضها وفي غياب هذا الحل، ستتعرض مناطق الدرع العربي إلى المزيد من الفيضانات حيث تزداد كميات السيول. واضاف ان ما يجري الآن هو جريمة بيئية حيث تعمل هذه السدود على حجز المياه عن المناطق الداخلية كما لا تعمل هذه السدود على تخزين هذه المياه في بطن الأرض ولكنها شاهد على ضياع المياه.. واضاف في ظل المياه التي تتجمع خلف جسم السد الذي يمنع جريانها للمناطق الأخرى نشاهد اليوم الفيضانات الضخمة مع أي زخة مطر . واضاف انه في حال استمر الوضع الحالي ستتعرض الطرق إلى الانجراف وكذلك الجسور. وأيضا العبارات.. وستفقد الأرض تربتها غالية الثمن والى الابد وستصبح الجبال جرداء خالية من الحياة النباتية وسينتشر التصحر بشكل لا يمكن علاجه بعد ذلك. وقال لا يكفي أن تؤمن الوزارات كما تدعي مياه الشرب من بناء هذه السدود فالحياة ليست شربا فقط واليوم لدينا الإمكانيات المالية والعلمية لبناء المدرجات في جميع جبال الدرع العربي لان هذه الجبال هي مصدر مهم لتغذية المياه الجوفية في مناطقها وأيضا المناطق الداخلية من المملكة واوضح انه اتضح من البحث أيضا أن المدرجات الزراعية جزء من شبكة متفرعة وعملية وفاعلة لنظام صد وتجميع.. ونظام تخزين مياه الأمطار وتصريف الزائد عن حاجة أهالي المنطقة إلى المناطق الأخرى البعيدة.. دون الأضرار بمكونات البيئة ومنها الإنسان وممتلكاته. ودعا الى تأسيس مشروع وطني لتفعيل هذا النظام في جميع مناطق الدرع العربي.. لمواجهة نقص المياه الجوفية مستقبلا.. وفي حال تجاهل هذه الفكرة أرى أن يتم تهجير جميع المواطنين من قرى منطقة الدرع العربي إلى المدن الرئيسية الساحلية لتسهيل توفير مياه التحلية بغرض الشرب مستقبلا وذلك لتفادي الكثير من مشاكل نقص المياه ولتجنب أخطار السيول التي ستتفاقم سنة بعد أخرى مع تجاهل بناء هذا المشروع المقترح.