أصبحت الظروف المعيشية التي يعيشها الكثير من الشباب هذه الأيام تمنعهم من الوصول إلى ما يتمنونه ويطمحون إليه من اللحاق بركب الحياة وتحقيق أبسط متطلباتهم والتعايش مع المجتمع بالشكل الجيد والذي يؤمن النظرة لهم كشباب منتجين وفاعلين في أمور حياتهم فضلا عن تدبر أمور الحياة بأفكارهم ومد يد العون لبعضهم البعض والتكاتف في حل الأزمات التي يمرون بها .. وهناك شباب استطاعوا بالفعل أن يتغلبوا على مشكلة غلاء المهور وارتفاع الإيجارات السكنية وما يماثلها من أمور شراء أثاث وشراء سيارة من خلال إقامة جمعيات للحصول على المال بشكل سريع ومن دون فائدة مالية ترهق جيوبهم في المستقبل .. وفي سياق الموضوع يتحدث الشاب يحي الشهري فيقول:» إن فكرة الجمعية كانت تراودني قبل الزواج، وقد استطعت من خلالها دفع المهر وإقامة مناسبة زواجي، فلقد أقمت جمعية مع زملائي في العمل وتعمدت لفعل ذلك للحصول على المبلغ المالي بشكل سريع ودون الاعتماد على البنوك والتورط بالقروض والتي تكون فائدتها كبيرة جدا ومدة سدادها تصل إلى سنوات، وقد اختصرت الجمعية علي الطريق في إكمال نصف ديني، وهأنا والحمد لله متزوج وأعيش حياتي بكل سعادة لأنني استطعت من خلال هذا المشروع أن اصل إلى ما كنت أريده وفي مدة قصيرة»، ومن جانبه تحدث الشاب أحمد الفيفي عن فكرة الجمعية فقال :» هي فكرة جميلة وبسيطة يستطيع منها الشاب الوصول إلى التمويل الذي يريده بأسرع وقت، وقد اشترطت عند دخولي للجمعية أن أكون أول من يحصل عليها، لأتمكن من دفع الإيجار المتعثر علي، واستطعت جمع عدد كبير من الشباب الذين يقعون في مثل حالتي، فلقد وصل عدد المشاركين في الجمعية إلى 12 موظفا يدفع كل موظف منهم قسطا شهريا بمبلغ 1500 ريال، ليصل المبلغ في نهاية كل شهر إلى 18000 ريال أستطيع منه دفع الإيجار بدون تعثر»، وتتحدث المعلمة ( ن . ع ) فتقول :» فكرة الجمعية منتشرة في الوسط التعليمي بشكل كبير، والكثير من المعلمات يقمن بعمل جمعيات بينهن لشراء المستلزمات النسائية من حين إلى آخر، وقد ساعدتني الجمعية في شراء مستلزماتي بنفسي، وأنني وفرت على زوجي عناء تحمل ذلك، وأرى أن الجمعيات تنتشر بين الوسط النسائي بشكل واسع معتمدات في ذلك على الأقارب والجيران، بل وأن الأمر وصل إلى أن عند استلام مبلغ الجمعية يخصص جزء منها لجيران الحي في تحسين مستوى معيشتهم ولو بالشيء القليل واليسير»، ويؤكد الشاب محمد حمدان تميز نظام الجمعية بشروط معينة يلتزم بها كل من يشارك فيها، ومن هذه الشروط الالتزام بدفع مبلغ الجمعية دون تأخير، وأن يتولى جمع الجمعية شخص واحد يقوم هو بدوره بإيداعه في حسابات المستفيدين نهاية كل شهر، ويقول :» الجمعية وفرت علي الاقتراض من البنوك أو الحصول على مبالغ تمويلية ذات فائدة مالية كبيرة من بعض المؤسسات الموجودة والمنتشرة في كل مكان، وتجربتي في الدخول في جمعية مع والدي وإخواتي كان له الأثر الكبير في حياتي، فمن خلالها تمكنت من تأثيث شقتي بالكامل «