عندما يرى الإنسان الحياة من منظور عام، فإنه يتساهل بكيفية التأقلم والتكيف معها، ولكن لا تطول هذه الرؤية عندما يتعمق في تفاصيل تلك الحياة، ويصدم بطرق وأساليب تكيفه فيها. هناك الكثير من الأفراد ممن لا يتأثرون بتلك الصدمة، لأنهم قد وضعوا خططا لكيفية تيسير أمور حياتهم بمفردهم، وفي الجانب الآخر لا ننسى أن هناك أفراداً تأثروا باختلاف الواقع الذي يتطلب إلى تهيئة السبل لتعدي صعوبة التعايش مع نكبات المجتمع والانخراط فيه، هذا ما حدث مع إبراهيم علي المنيف البالغ من العمر 38 عاماً، والذي يسرد لنا حالته فيقول:" تزوجت في رمضان الماضي ولله الحمد، وكنت سأصبح أبا .. ولكن توفي الجنين في بطن أمه بأمر الله أولاً، وبسبب عدم العناية بالأم من ناحية التغذية بشكل جيد لعدم مقدرتي المادية، كما أن زوجتي مصابة بمرض السكري، وأنا مصاب باضطراب في الشخصية عضوي المنشأ، وأشكو من إغماءات متعددة نتيجة تشنجات صرع متكررة، وظروف معيشتي هي التي سببت لي كل هذه الأمراض، فضلا عن أنني لا أستطيع العمل بسببها، كما أسكن في منزل غير مهيء للسكن قد صرف لي من قبل إحدى الجمعيات الخيرية، واضطررت لاستلاف المال لتهيئة المنزل، وعندما ذهبت للمرة الأولى للجمعية طالبا المساعدة استقبلوني بالتعقيدات، فطلبوا مني إحضار إيجار سكن أقل من عشرة آلاف ريال، فأحضرت لهم ذلك مقابل منزل متهالك يحتاج إلى الكثير من التعديلات، وذلك لأن الإيجارات ترتفع في كل عام ضعف العام الذي يسبقه، فدفعت لي الجمعية الإيجار لأول ثلاثة أشهر، والآن انتهت فترتها، وصاحب المنزل يطالبني بدفع الإيجار، وعندما ذهبت للجمعية لمتابعة الموضوع قالوا لي إن العقد لم ينته بعد .. وإذا طالبك صاحب المنزل بدفع الإيجار أحضره إلينا"، لماذا انتظر حتى يضغط علي صاحب المنزل! بالإضافة إلى أن الإيجار قد حل، وكان ردهم في آخر زيارة قبل شهرين حول التأخير في صرف الإيجار أنه بسبب المالية، ولم يعطوني أي رقم للمعاملة حتى أتابعها بنفسي"، ويتابع إبراهيم :" أمور معيشتي كل يوم في استياء، وقد توفت والدتي ولم أستطع تفريحها بزواجي لعدم تمكني من تيسير أمورها، والمهر حتى الآن لم أستطع دفعه لزوجتي، ولا أملك أي دخل مادي سوى إعانة من الشؤون الاجتماعية وقدرها (1200) ريال فقط، فكيف لي أن أهيئ أمور حياتي وأنا لم أستطع تهيئة حياة المولود وهو في بطن أمه؟، وتبعا لكل ذلك فقد اضطررت للاستلاف حتى وصل المبلغ إلى (11523) ألف ريال، وما زال المنزل يحتاج للإصلاحات، فماذا علي أن أفعله؟ وكل ما أطلبه من الله سبحانه وتعالى أولاً ثم من أهل الخير والمسئولين تقديم يد المساعدة بما يقدرون عليه "