مع استمرار الغارات الجوية التركية لليوم الرابع على التوالي على قواعد المتمردين الأكراد في العراق، يرى محللون أن تركيا تبتعد عن الحل السلمي للمسألة الكردية وقد تدخل دوامة جديدة من أعمال العنف. واعتبر كاتب الافتتاحية سولي اوزل في صحيفة «خبر ترك» «ندخل عصرا ستتغلب فيه لغة الحرب والعنف»، محذرا من عواقب تصعيد العنف. وقال إن «الأمر الأخطر هو أن يترك الأتراك والأكراد وغالبية الناس الذين يعيشون في هذه البلاد، في حالة يأس، وهم يؤكدون في كل تصويت أنهم لم يعودوا يتحملون الرعب والحرب». وبعد الكمين الجديد الذي أدى الأربعاء إلى مقتل تسعة عناصر من القوات التركية في جنوب شرق تركيا، أكد اردوغان «لقد طفح الكيل» و»نفد صبرنا». وتحدث عن «عهد جديد» محذرا من أن «الذين لا يبتعدون عن الإرهاب سيدفعون الثمن»، في رسالة موجهة إلى السياسيين الأكراد الذين يعتبرون مقربين جدا من حزب العمال الكردستاني. ثم دعا إلى انعقاد مجلس الأمن القومي الذي يضم أعلى السلطات السياسية والعسكرية في البلاد، والذي دعا بدوره إلى تشديد السياسة المتبعة إزاء حزب العمال الكردستاني. وأكد مجلس الأمن القومي أنه لن يسمح بأي نشاط قد يهدد وحدة الأمة التركية وأن مكافحة «إرهاب حزب العمال الكردستاني ستستمر بكل عزم لكن بدون التخلي عن مبادىء دولة القانون». وعبرت الخبيرة السياسية نوراي ميرت عن تشاؤمها. إن المسؤولين الأتراك «بدأوا برسم طريقين متوازيين بحيث يميزون بين مكافحة الرعب الانفصالي ومواصلة سياسة نشر الديموقراطية» في مؤسسات البلاد ،وقال: إن «التنظيم الإرهابي يريد دوامة جديدة، يريد الحرب ويسعى إلى إراقة مزيد من الدماء والحكومة تتخذ تدابير لكسر هذه الدوامة». وقالت «يبرز بوضوح جو جديد وإطار سياسي يستهدف فيه الذين يريدون السلام أو لا يفكرون مثل الحكومة». لكن في المقابل رأى كاتب الافتتاحية إسماعيل كوجوكايا في صحيفة أقسام أن المسؤولين الاتراك «بدأوا برسم طريقين متوازيين بحيث يميزون بين مكافحة الرعب الانفصالي ومواصلة سياسة نشر الديموقراطية» في مؤسسات البلاد. وقال ان «التنظيم الارهابي يريد دوامة جديدة، يريد الحرب ويسعى الى اراقة مزيد من الدماء والحكومة تتخذ تدابير لكسر هذه الدوامة». الى ذلك اعتبر النائب الكردي ايسل توغلوك من جهته ان «رئيس الوزراء يستخدم فوزه الانتخابي ليتخلص من خصومه». وقال «ان الامال في التوصل الى حل تضاءلت بشكل كبير»، معتبرا ان الاكراد فقدوا الثقة في الحكومة. واعلن الجيش التركي ان الطيران التركي شن امس غارتين على شمال العراق وقصف 85 موقعا للمتمردين الاكراد الذين كثفوا هجماتهم على تركيا، بدون ان يتحدث عن اي حصيلة. وقال بيان لرئاسة الاركان التركية على موقعها على الانترنت انه «تم بدقة وفعالية ضرب 85 هدفا في الصباح وفي المساء». واضاف البيان ان الاهداف كانت في مناطق هاكورك وافاسين-باسيان والزاب شمال العراق حيث يحتفظ حزب العمال الكردستاني بقواعد له يستخدمها لمهاجمة تركيا. وقال البيان: «يُجرى تقييم حجم الأضرار التي ألحقناها بالأهداف عبر طلعات استطلاع فوق المنطقة». وبث الجيش تسجيلات لعمليات القصف هذه تظهر فيه انفجارات في «مخابىء الإرهابيين» وفي «مستودعات المواد الغذائية ومعدات» لحزب العمال الكردستاني.