أصبحت ظاهرة الاستتار خلف اسم مستعار بالنسبة للشاعرات الخليجيات والسعوديات بشكل خاص, الحل الامثل للظهور على الساحة الشعرية بثقة وثبات. كما نرى، في وقتنا الحاضر, اغلب شاعرات الساحة قابعات خلف أسمائهن المستعارة إلا ما رحَم ربّي ممن أُتيحت لهنّ فرصة المشاركة في المسابقات الشعرية حيث يحتّم عليهن الإفصاح عن أسمائهن الصريحة. يعتبر الاسم المستعار عباءة ساترة للشاعرة، يفرض عليها المجتمع ارتداءها كونها امرأة وفقاً لبعض القوانين والمبادئ. ويرى البعض انه من الأفضل ان تستتر الشاعرة خلف اسم مستعار, حيث ان العادات والتقاليد لا تسمح بظهور المرأة بهذا الشكل, على الرغم من أن ممارسة الشعر أمر يعود على المجتمع بالمنفعة، ولا يسيء لهُ بشكل من الاشكال. قد يكون السبب في ذلك ان الناس اعتادوا على أن الرجل هو الوحيد القادر على العطاء شعرياً دون المرأة, وحتى مع تقدّم الوقت, حين استطاعت المرأه ان تثبت وجودها في الساحة وبرزت بشكل ناجح جداً, لم يغيّر المجتمع وجهة نظره في الشاعرة, بل وحاول دفن شاعريّتها وإلغاء وجودها. ما يجلب الأسى فعلاً, هو أن الأهل هم العائق الأكبر في طريق الشاعرات حين يتعلق الأمر بالإفصاح عن أسمائهن.. حيث إنهم حين يوافقون على فكرة كون المرأة شاعرة, يضعون الاسم المستعار شرطاً لظهورها إعلامياً وكأن الأمر عار عليهم, وإن أتينا للإعلام, فأغلبه لا يحترم الشاعرة التي تفصح عن اسمها وان كان يخدمها بشكل افضل من هؤلاء اللاتي يقبعن خلف اسم مستعار, مما يُجبر الشاعرات على اللجوء لهذا الأمر خوفاً على سمعتهن. الاسم المستعار يظلم الشاعرة ويلغي شخصيتها حتى وان كان الإعلام يخدمها من حيث توثيق قصائدها..من وجهة نظري ارى ان الاسم المستعار يظلم الشاعرة ويلغي شخصيتها حتى وان كان الإعلام يخدمها من حيث توثيق قصائدها, حيث انه تستطيع اي فتاة أن تدّعي انها الشاعرة الفلانية، وتنسب القصائد لها بدون مجهود. يفترض بل ويجب على المجتمع اعطاء الشاعرة الثقة المطلقة في الظهور ويدعمها بشكل اكبر حتى تتغلب على الإحساس بالخوف من نظرة الناس لها وتظهر بثبات أكبر مما هي عليه بوجود الاسم المستعار. كذلك بالنسبة للإعلام حيث يجب أن يمنح الشاعرات الفرصة للظهور بثوبهنّ الحقيقي مع قليل من الاحترام والثقة. انا لستُ ضد الاسم المستعار, والدليل انني واحدة من هؤلاء المستترات, ولكنني اتمنى ان تزول هذه الظاهرة حين تتساوى نظرة المجتمع للمرأة الشاعرة بالرجل الشاعر, حينها سنتمكن من الظهور بكل ثقة وأريحية.