اتفقت شاعرات خليجيات على أن العادات والتقاليد أجبرتهن على كتابة القصيدة خلف اسم مستعار، كون نظرة المجتمع إلى كتابة المرأة الشعر غير مقبولة، خصوصاً في الغزل، بيد أن منهن من وجدن في نشر قصائدهن بأسماء غير حقيقية فائدة لهن، للتعبير عن مشاعرهن من دون حياء. وقالت الشاعرة حصة هلال (ريمية): «في بداية مشواري كنت أكتب قصائدي وعائلتي لا تعلم بأنني شاعرة، كون الفكرة غير مقبولة لديهم، وطرحت ديواني الأول وهم لا يعلمون، وحينما أبلغت أختي والدي اندهش وغضب مني»، محذّرة الشاعرات اللاتي يكتبن بأسماء مستعارة من الخطأ الذي وقع فيه غيرهن، من خلال الكتابة بأحاسيس صادقة، وتختبئ خلف أبياتها بمشاعرها العاطفية الخاصة، وهذا لا يكون مقبولاً لدى عائلتها في حال علمهم بشاعرية ابنهم المخبأة تحت اسم مستعار. وذكرت الشاعرة بنت أبوها أن للاسم المستعار ضرورته لبعض الأسماء سواءً الرجالية أم النسائية، إذ إن الظروف الشخصية للشاعر أو الشاعرة هي التي تحكمه، مؤكدةً أنه ليس لظهورها باسمها الحقيقي ضرورة تستوجب ذلك. وأضافت: «الهدف هو وجود الشعر من خلال هذا اللقب، والأهم بالنسبة إلى المتلقي القصيدة، والاسم المستعار جسر للتواصل بما نشعر به تجاه الأشياء، ولإثبات أحقيتنا في ما نكتب فقط، فالاسم الحقيقي أو المستعار لن يضيف إلى الشعر شيئاً يذكر»، مشيرة إلى أنها فخورة بالعادات والتقاليد، التي لا تعتبرها سبباً لإخفاء اسمها الحقيقي، خصوصاً أن عائلتها تعرف شاعريتها. ولفتت الشاعرة الإماراتية ريانة العود إلى أن سبب كتابة الشعراء الرجال بأسماء مستعارة في بداية مشوارهم لمعرفة مدى قبول الناس لشعرهم، وحينما يرى انطباع الناس ويرى الوقت المناسب لإعلان اسمه الحقيقي فسيعلنه، أما بالنسبة إلى المرأة فالعادات والتقاليد، ونظرة المجتمع لها، تجبرها على التخفي خلف اسم مستعار. وأكدت أن اختيارها اسماً مستعاراً لبناء كيان خاص بها، «إذ إنني أخرج على القنوات الفضائية، والمجلات، لكن بعض الشاعرات في الفترة الأخيرة يكتبن بأسماء غير حقيقية، بهدف التعبير عما بداخلهن»، مشيرةً إلى أن شعراء يستغلون الكتابة بالاسم المستعار في قصائد تسبب الفتن بين الناس. وترى الشاعرة بنت الأشراف أن الشعراء والشاعرات يكتبون بأسماء مستعارة في حالات عدة تختلف باختلاف ظروفهم، إما من أجل العادات والتقاليد التي تمنع المرأة أو الفتاة من كتابة شعر الغزل أو ما شابهه، والظهور به إعلامياً، أو الخوف من الفشل، أو من أجل التفاخر بعائلتها أو بنفسها، وفي مرات يظهرون بأسماء غريبة للفت انتباه المتلقين إليهم. وأوضحت الشاعرة أنفاس الجروح أن الشاعرة تكتب باسم مستعار لأنها تحكمها القبيلة، والشاعرة في الوقت الحالي مظلومة بسبب نظرة بعض العقول المريضة إليها، كون المرأة في اعتقادهم يجب ألا تكتب الشعر، وهذا بحد ذاته إجحاف في حق المرأة، فهي تملك مشاعر وأحاسيس مثل الرجل، ومن حقها التعبير عن كل ما يحلو لها.