اعتاد عادل الغامدي أن ينظر من شرفة منزله كل ساعة تقريباً، موجهاً نظراته واهتمامه إلى جاره، ليطمئن عليه وعلى سلامته، هذا الجار ليس سوى مستودع لبيع الغاز، يحتل مكانه الاستراتيجي، وسط حي سكني، مكتظ بالأهالي، الذين يخشون أي مفاجآت غير سارة من هذا الجار غير المرغوب فيه. وتزداد شكاوى الأحياء السكنية من مستودعات الغاز في مدينة الأحساء، يوماً بعد آخر، محملين إدارة الدفاع المدني المسؤولية كاملة تجاه أي كوارث قد تقع بسبب هذه المستودعات التي ترفض أن تبرح مكانها.. الأحياء السكنية يبدي أهالي محافظة الأحساء استياءهم بسبب قرب محال الغاز من الأماكن السكنية، لما لها من مخاطر واضحة على المواطنين، سواء من الناحية الصحية، أو المخاوف من وقوع كوارث ناتجة من انفجار اسطوانات غاز»، ويتساءل سعد عبد الله العرب «أين اسطوانات الغاز الجديدة الآمنة؟»، مضيفاً «تعد اسطوانات الغاز الحالية خطراً ويشتد ذاك الخطر بقربها من الأحياء السكنية، فلو انفجرت واحدة منها لا سمح الله، لعمت الخسارة الأماكن السكنية المجاورة»، موضحاً «الكل يعرف ضخامة انفجار إسطوانات الغاز، وما الذي سيحدث، فمن الطبيعي أنه سيؤثر وبشكل كبير على الحي بأكمله». أرى من خلال ترددي على محال بيع الغاز أنها غير مهيأة وغير ملتزمة بوسائل السلامة التي تقرها إدارة الدفاع المدني سيارة كبيرة ويلفت عمر الدوسري النظر إلى أنه «بشكل عام، أرى من خلال ترددي على محال الغاز أنها غير مهيأة وغير ملتزمة بوسائل السلامة». ويقول: «لا أتحدث عن وجود عدد معين من طفايات الحريق، وإنما أتحدث عن ضرورة وجود سيارة كبيرة للإطفاء، وهذا ليس من باب المبالغة، ولكن هذا حديث ومطلب كل شخص يتوجس من هول الحريق الذي سينشب لو حدث انفجار ما لا سمح الله، في أي اسطوانة»، مبيناً «في حال حدوث مثل هذه الأمور، ستتعرض المنطقة السكنية القريبة من مستودع الغاز للكارثة»، مؤكداً «من المفترض أن تكون محال الغاز بعيدة عن الأحياء السكنية، مثل محطات الوقود من ناحية، وبعدها عن الأماكن السكنية بمسافة معقولة منعزلة وآمنة». ويقول: «صحيح أنها ستصبح بعيدة عن الزبائن، ولكنها ستظل آمنة وسالمة، وأرى أن هناك نقصا واضحا من قبل الجهات المختصة من ناحية توعية المواطنين بمثل هذه المخاطر الجسيمة في وسائل الإعلام المرئية، وأشكر الصحافة المحلية على تطرقها لمثل هذه المواضيع، التي نراها في كل يوم، ولكن نعجز عن التعبير بأخطارها». سلامة المواطنين ويحذر سامي الجريسان من خطورة مستودعات الغاز في الأحياء السكنية «بجانب منزلي، يوجد مستودع ملاصق لبيتي، وتقدمت بالشكوى عليه، بسبب صعوبة التعامل مع صاحب هذا المحل، لأنه يطمع في الربح المادي، وغض بصره عن سلامة المواطنين، وعندما علم بأمر الشكوى، أبدى اقتراحه بشراء المنزل، فهذا ليس بحل أمثل لهذه المشكلة، إذ من المفترض أن يزال المحل، وينقل لمنطقة أخرى، لوقوعه وسط الحي السكني»، مؤكداً «الغاز ضار على الأطفال، بغض النظر عن المساوئ الأخرى المحتمل حدوثها، ومن الأفضل من وجهة نظري أن تكون محال الغاز في أماكن خدمية محددة في وسط الحي، ولكنها تبتعد بمسافة آمنة عن المنازل، لكي نحد من عدم وقوع كارثة، بسبب تلك الإسطوانات وبالوقت ذاته يسهل تردد الزبائن على تلك المحال بشكل آمن». رقابة دورية ويقول عبدالرحمن الحسين: «من المفترض أن تكون محال بيع الغاز بعيدة عن الأماكن السكنية، ومن المؤكد أن هناك خطراً كبيراً على المنازل القريبة منها، ومن المفترض أن تكون هذه المحال ملتزمة بوسائل السلامة وتكون هناك رقابة دورية من قبل الجهات المختصة بذلك». سلامة المواطنين ويرى سعد عبدالله الميدني أن «هناك تجاوزا بوجود محال الغاز بجانب أماكن سكنية». ويقول: «من المفترض أن تكون هناك أماكن مخصصة لمحال الغاز، شريطة أن تكون بعيدة عن الأماكن السكنية»، مضيفاً «هذه المحال لم تفتح إلا بترخيص، فكيف تحصل عليه رغم قربها من الأماكن السكنية؟، فهل الربح السريع أولى من سلامة المواطنين والحفاظ على حياتهم؟». إغلاق المحل وأضاف علي العتيبي إن «هناك أمورا سلبية عدة على محال الغاز، من ضمنها قربها من الأماكن السكنية، ومعرفة خطرها بالنسبة للمواطنين»، مضيفاً «أسكن بجانب محل غاز، ولا أعرف كيف تم منحه الترخيص بهذه الطريقة، وتتكرر المخالفة في عدم إغلاق المحل في الوقت المحدد له، حيث من المفترض أن يغلق الساعة 12 مساءً، ولكنه يزعج السكان حتى الساعة الواحدة والنصف في أغلب الأحيان، ولدى الجهات المختصة البلاغات المعنية بهذه المشكلة، فإذا كانت محال الغاز بعيدة عن الأماكن السكنية، حتى لو يتاح عملهم لمدة 24 ساعة كمحطات الوقود، فلا توجد مشكلة من وجهة نظري، بحسب نظم وإستراتيجيات واضحة ومدروسة من قبل الجهات المعنية». المناطق السكنية ويضيف عيسى العبدالله في الشقيق «نلاحظ وجود محلات الغاز بالقرب من المنازل، وهذا يشكل هاجسا مقلقا للأهالي، ولا ندري إلى متى تظل هذه المواضيع معلقة، ولا يتم حلها من قبل الجهات المعنية، من الأمانات والدفاع المدني، بإبعاد هذه المحال عن المناطق السكنية، وليكن في المزارع البعيدة»، موضحاً «لا يمنع بعدها عن الأحياء السكنية، صعوبة وصول الناس إليها، فهي سلعة لا غنى عنها، ويقصدها الناس أينما وجدت، ولكن في المقام الأول، لابد من سلامة المواطنين، وهذا أهم من مسألة القرب والبعد، يضاف إلى ذلك أن صوت العمل داخل مستودعات الغاز مزعج أثناء تحميل وتنزيل الاسطوانات، لذا نطالب الجهات ذات العلاقة بحل موضوع قرب محلات الغاز من المنازل».
عواد: أصوات الأسطوانات تُرعب الأطفال في منازلهم يذكر ابراهيم عواد، من بلدة المراح، أن «الوضع لدينا مختلف، فموقع محل الغاز في حينا نموذجي، وبعيد عن المنازل، والوصول إليه غير بعيد ولا مكلف، وعبر طريق مسفلت، فنتمنى هذا الوضع بالعيون»، مضيفاً «لاحظت أن المستودعات القريبة من المنازل هي التي تشكل خطراً، فلا أعرف من هو المسئول عن تحديد أماكن بيع وتوزيع الغاز في الأحساء، فالمواقع غير مهيأة، ويذكر أحد الأصدقاء في الهفوف أن جاره من الخلف محل لبيع الغاز، وأكد لي أن أبناءه يرعبون من صوت اسطوانات الغاز أثناء التحميل والتنزيل»، متسائلاً «لماذا يوافق الدفاع المدني على وجود محلات الغاز بقرب المنازل، وهل يقتصر تأمين السلامة لدى إدارات الدفاع المدني على وضع مخرج للطوارئ أو طفايات حريق بكل زاوية؟».