فضل باعة خضار وفواكه سعوديون، إغلاق أكثر من 750 محلا في سوق الخضروات والفواكه بالدمام، بعد خسائر تكبدوها جراء منافسة باعة جائلين أجانب لهم. فيما طالب باعة سعوديون ما زالوا يعملون في أسواق الدمام والخبر والقطيف، بمنع الأجانب من منافستهم، وبخاصة أن هذا النشاط محصور على السعوديين. الوافدون يزاحمون السعوديون في أسواق الخضروات بالدمام (تصوير: حسن الدبيس) وأكد الباعة على أمانة المنطقة الشرقية ضرورة إيجاد حلول جذرية لوقف الباعة الجائلين، خصوصاً أنهم لا يتقيدون بأنظمة الأمانة، إضافة إلى مخالفتهم الشروط الصحية المختلفة. وقال الباعة إنهم سبق وتقدموا بخطابات وشكاوي عدة إلى الأمانة ومكتب العمل، إلا أن الوضع لم يتغير، بل ازداد سوءاً بعد أن قام عدد من الباعة الجائلين بنشر بضاعتهم بالقرب من محالنا التجارية، ما سبب وقوع صدامات عدة معهم حيث يكافح الشباب السعودي والذين استطاعوا رفع مستوى السوق وتنظيمه بعد أن كان عشوائيا بسبب الوافدين المتستر عليهم ولكن تخاذل مكتب العمل وفرع وزارة التجارة وإدارة الجوازات بالدمام جعل هؤلاء يعودون إلى العمل بالسوق قبل عامين وينافسون التجار السعوديين ويخسرونهم بين حين وآخر أكثر من 20 ألف ريال، وهذا الأمر ساهم بخروج الكثير منهم لتصبح نسبة السعودة بالسوق أقل من 50 بالمائة. الوافدون الذين يعملون لحسابهم الخاص في سوق الخضروات والفواكه قبل عامين قاموا بتخريبه كليا بعد أن كانت نسبة السعودة به تساوي 100 بالمائة، وذلك من خلال بيعهم للبضائع الرديئة وغش المستهلكين. وأشار الباعة بالسوق إلى الجهات المعنية بأن تقوم بعمل حملات مداهمة بالسوق ولكنها قليلة وغير فاعلة لأن الذين يقبض عليهم يعودون للعمل مرة أخرى. مضاربة وغش ويقول هاني الحميدي صاحب محل بالسوق دخل الوافدين الذين يعملون لحسابهم الخاص إلى سوق الخضروات والفواكه قبل عامين وقاموا بتخريبه كليا بعد أن كانت نسبة السعودة به تساوي 100 بالمائة، وذلك من خلال بيعهم للبضائع الرديئة وغش المستهلكين، إضافة إلى منافستنا والمضاربة بالأسعار حيث سببوا لنا الخسائر من خلال المضاربة بالسوق والسرقات التي تحصل في الليل، فالكثير من المستثمرين السعوديين تركوا السوق لأنه لم يعد كالسابق فالوافدين الذين يريدون جمع الأموال بأي طريقة حولوه إلى سوق عشوائي، فقد وصلت خسائري بالشهر الواحد إلى أكثر من 2500 ريال وهذا يسبب تراجعا كبيرا في الأرباح وتصبح تغطية التكاليف والإيجار صعبة جدا، كما أنهم سيطروا على السوق بالكامل وأخذو جميع الفرص من الشباب الذين يودون الاستثمار بالسوق حتى أن بعضا من أصحاب المحلات ساهموا بتنمية عملهم بالسوق حيث أعطوهم المحلات مقابل مبلغ شهري، فأكثر العمال لا يحملون إقامات نظامية وبعضهم أتى من بلده بالتهريب عن طريق خزانات الشاحنات والبرادات فإن أعدادهم زادت بالسوق ولا نجد أي دور فعلي من مكتب العمل الذي يطالب بسعودة أسواق الخضرة بالمنطقة أو البلديات. المشاركة بالأرباح ويضيف حسن العسكري ( دلال) كثير من الموردين والمزارعين في المنطقة الشرقية يبيعون على المنافسين غير النظاميين (الأجانب) بضائع على التصريف أو الحصول على مبلغ مستقطع من البيعة أي إذا كان سعر بيع صندوق الخيار مثلا في فترة الصباح ب 5 ريالات فإن الأجنبي يحصل على 2 ريال من هذه البيعة بمعنى أنه داخل في الربح وخارج من الخسارة ، وهذا الأمر يأثر كثيرا على المستثمر السعودي (صاحب البسطة)، فالمزارع لايبيع على المستثمر المحلي بهذ الطريقة فلو حصل على ذلك لما كان ربحه في الصندوق الواحد يترواح من 0.50 إلى 1 ريال. وأضاف إن المستثمر الأجنبي يراقب الأسعار التي يبيع بها المستثمر المحلي فإذا وجده يبيع ب 4 ريالات على سبيل المثال فإنه يبيع ب 3 ريالات أي يضاربه في السعر حتى يسحب البيع منه يخسره ليخرج من السوق وأنا كدلال في السوق أخسر بين فترة وأخرى مبالغ تتراوح من 20 إلى 25 ألف ريال بسبب أن هؤلاء الأجانب يسحبون البضائع من الموردين والمزارعين عن طريق الاتفاق، فقبل فترة أشتريت 252 صندوق طماطم (فلين) من نوع معين بقيمة 2 ريال وبعتها باليوم التالي ب 1 ريال أي أني خسرت في هذه البضاعة 50 بالمائة، وذلك لتدخل المستثمرين الأجانب في بضائع سوق الخضروات حيث يبيعونها بأقل من سعر الدلالين، وبالتالي يخرجنا ذلك أمام أصحاب البسطات غير صادقين، فأطالب بفتح مكتب للعمل ووزارة التجارة بسوق الخضروات والفواكه بالدمام وذلك لمراقبة وتنظيم السوق وطرد المخالفين منه حتى يعود كما كان في السابق وحصول الشباب على الفرص التجارية من خلاله. تجاوز الأنظمة أما علي حبيب فيؤكد أن الأجانب بالسوق هم سبب في الارتفعات التي تحدث في أسعار الخضروات والفواكه لأنهم يتحكمون بالسوق، فقد ألحقوا الضرر بالباعة والمزارعين فهم يعملون بالسوق لمدة 24 ساعة بعكس المستثمر السعودي الذي يتبع نظام العمل وأوقاته التي تبدأ من بعد صلاة الفجر حتى الساعة 10 ليلا ، فنحن لا نجني من هذا السوق إلا الربح القليل والخسائر المتكررة بسبب المضاربة فعندما أشتري كرتون الخيار بالجملة ب 4.5 ريالات أو الطماطم ب 7 ريالات بعد صلاة الفجر على أن تباع برح يصل إلى 1.5 ريال فتجد المضاربة تبدأ وعند الساعة 7 صباحا تجد الكل ذهب وتتكدس البضائع لكي ترمى في القمامة فهذه خسارة كيف يتم تعويضها، ولا نجد أي دور لمكتب العمل في القضاء على المخالفين بالسوق فالمطلوب تكاتفا كبيرا من كل الجهات لحل أزمة المستثمرين السعوديين بالسوق. رفض الرد من جهة أخرى قامت الجريدة بالإتصال على مدير مكتب العمل بالدمام للاستفسار عن دور مكتب العمل في مكافحة العمالة التي تعمل بصورة غير نظامية بأسواق الخضروات والفواكه بالمنطقة وإبلاغه عن معاناة الباعة السعوديين بالسوق ولكنه أبدى رفضه وعدم الرد حتى قبل أن يعرف ماهو سبب اتصال الصحيفة عليه، مطالبا بالتعامل مباشرة مع مدير العلاقات العامة بوزارة العمل في الرياض، فما دور مدير مكتب العمل بالشرقية، وأين الشفافية مع الوسائل الإعلامية التي أمرت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.