بالهمّة نصنع الفرق، وبالعزيمة نسهم في تقدم المجتمع وازدهاره ونموه، وبالأفعال النيرة نحدد المستقبل، ولما كانت ممارسات أعمال البر، وخاصة التطوعية منها أبرز الركائز التي قام عليها تماسك مجتمعنا الإسلامي الأصيل، فقد أولت قيادة هذه البلاد حفظها الله ، اهتماماً كبيراً بالقضايا الاجتماعية وفي مقدمتها رعاية الأسر المحتاجة والأيتام والأرامل وغيرهم من شرائح المجتمع المختلفة، علاوة على ما توليه لكافة أسر المجتمع من العناية الشاملة بالجوانب التعليمية والصحية والأمنية والاقتصادية والتنموية المختلفة. كان يوم الثلاثاء الفائت من الأيام الاستثنائية في مجال الخير وعمله، حيث تم تكريم الفائزين بجائزة «أمير البر» صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد حفظه الله أمير المنطقة الشرقية لخدمة أعمال البر، ومن خلال حضوري لتلك المناسبة الرائدة إثر دعوة تلقيتها من اللجنة المنظمة، فقد لمست عن قرب حماساً وتفانياً بل وسباقاً متميزاً لرجال جعلوا من ثقافة التطوع عنواناً لعملهم، يجب علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات أن نغرس في نفوس الناشئة قيم المبادرة والمشاركة في أعمال الخير والأعمال التطوعية من خلال العناية التامة بعملية التنشئة الاجتماعية، ومن الهام أيضاً أن تقوم المؤسسات ذات العلاقة بإعداد البرامج الكفيلة بتحقيق ذلك وتطبيقه بما يملكونه من نظام قيمي وأخلاقي، وكذلك بفضل شعورهم بالمسؤولية الاجتماعية نحو الوطن وأبنائه، وعلى رأس هؤلاء الرجال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد حفظه الله ، حيث تجلت الرعاية الأبوية بأبهى صورها،كما هو الحال في كافة الخدمات الاجتماعية الأخرى، فها هو نموذج سموه المضيء يرعى الفائزين ويقدم لهم الجوائز نظير جهودهم، وكذلك تحفيز الآخرين من أبناء الوطن للمبادرة في مثل هذه الأعمال، وليس سراً إن قلنا إنكم أنتم يا سمو الأمير من يستحق التكريم والشكر والعرفان على مبادراتكم الواضحة في هذا المجال وغيره، فأنتم القدوة بمشاركتكم ودعمكم وترؤسكم لمجلس إدارة جمعية البر الخيرية بالمنطقة الشرقية. لقد دعا ديننا الإسلامي الحنيف إلى فعل الخير والحث عليه قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين)، كما أن المشاركة أو المساهمة ولو بالقليل في تلك الأعمال من الأمور الإنسانية المحببة والمرغوبة التي تسعى إليها شريحة عريضة من أفراد المجتمع بمختلف أجناسهم، لذلك قامت جمعية البر بالمنطقة الشرقية التي يرأسها سمو الأمير وغيرها من الجمعيات الأخرى، بالعديد من المشاريع والأنشطة التي استفاد منها من هم بأمس الحاجة لها كالمرضى والمعاقين والأرامل، وتمثلت تلك الجهود الرائعة بتقديم المساعدات العينية والمادية، وتأمين الاحتياجات وغير ذلك، مما أدى إلى الحماية من الانحراف وحفظ الكرامة، وتحقيق الأمن الاجتماعي، علاوة على التكافل الاجتماعي وتقوية الأواصر بين أبناء الوطن الواحد، فكم من أسرة مكافحة تلقت المساعدات وحظيت بالرعاية، فكانت النتيجة أنها أنجبت العلماء والنوابغ في شتّى المجالات، وعلى كافة الأصعدة. ولكي نحافظ على تلك المكتسبات، يجب علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات أن نغرس في نفوس الناشئة قيم المبادرة والمشاركة في أعمال الخير والأعمال التطوعية من خلال العناية التامة بعملية التنشئة الاجتماعية، ومن الهام أيضاً أن تقوم المؤسسات ذات العلاقة بإعداد البرامج الكفيلة بتحقيق ذلك وتطبيقه، وكذلك الاهتمام بجانب الدراسات المستفيضة والشاملة للبحث عن أفضل السبل لتعزيز ثقافة التطوع وجعلها من السمات الدائمة التي تتميز بها الأجيال المتلاحقة، وبذلك ينتقل المجتمع كلّه إلى مجتمع القيم والسلوك والممارسة العملية في جميع الأمور المجتمعية والحياتية والإنسانية، وهو ما تسعى إليه كل المبادرات التي أطلقها أمير البر، وغدت منظومة من الجهود المباركة تجمع شملها «مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتنمية الإنسانية». [email protected]