قال مسؤول ليبي ان غارات حلف شمال الاطلسي استهدفت مجمّعين للحرس الشعبي الليبي وقوات الحرس الثوري في طرابلس الثلاثاء. قوات المعارضة في بيراياد بالقرب من مدينة الزنتان «رويترز» وتصاعدت اعمدة الدخان بعد غارات نهارية نادرة على وسط العاصمة استمرت نحو نصف ساعة قبل ظهر الثلاثاء. ويبدو ان بعض القنابل اصابت المنطقة المحيطة بمجمع باب العزيزية حيث يقيم القذافي. وقال مسؤول ليبي تحدث عبر مكبّر للصوت في فندق يقيم به صحفيون اجانب ان الغارات استهدفت مجمعاً للحرس الشعبي وآخر للحرس الثوري. ولم يذكر تفاصيل عن اصابات وقال انه يستحيل للصحفيين زيارة المكانين لأنه لا يسمح للمدنيين بدخولهما. وتزايدت وتيرة هجمات حلف شمال الاطلسي على طرابلس والمناطق المحيطة بها في الايام الاخيرة. وقال التلفزيون الليبي الاثنين ان قوات الحلف التي تقصف أهدافاً تابعة للحكومة الليبية منذ مارس الماضي قصفت منطقة الكرامة.. وقال في وقت لاحق ان محطة اتصالات تعرّضت للقصف. وقال اللفتنانت جنرال شارل بوشار قائد مهمة الحلف: ما دام القذافي مستمراً في تهديد المدنيين فستواصل قوات الحلف الضغط على نظامه وتقليل قدرته على مهاجمة الشعب الليبي. ويسيطر المعارضون على شرق ليبيا ومدينة مصراتة الغربية ومجموعة جبال قرب الحدود مع تونس.. لكنهم لم يتمكّنوا من التقدّم نحو العاصمة في مواجهة جيش القذافي الافضل تجهيزاً على الرغم من غارات الحلف. واستولى مقاتلو المعارضة الاثنين على بلدة يفرن الواقعة على بعد 100 كيلو متر جنوب غربي طرابلس في مؤشر على أن الضربات التي يشنها حلف شمال الاطلسي في المنطقة ربما بدأت تؤتي ثمارها. ودمّرت طائرات حربية بريطانية دبابتين وحاملتي جند مدرعتين في الثاني من يونيو في يفرن. وتقع يفرن على تل سيطرت القوات الموالية للقذافي على سفحه على مدى اكثر من شهر وكانت تحاصر المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة مما ادى الى تراجع امدادات الغذاء ومياه الشرب والدواء في البلدة. وقال خالد كعيم نائب رئيس الوزراء الليبي للصحفيين لدى سؤاله عن تقارير عن مكاسب المعارضين ان قوات الحكومة يمكنها استعادة الاراضي خلال ساعات لكنها تحجم عن ذلك لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وعملت طائرات هليكوبتر هجومية تابعة للحلف في شرق البلاد يوم الاحد الماضي. وقالت وزارة الدفاع البريطانية ان طائرات أباتشي دمّرت نظام اطلاق صواريخ على الساحل قرب بلدة البريقة بشرق البلاد. وقال مصدر عسكري فرنسي ان طائرات وطائرات هليكوبتر فرنسية تعمل في ليبيا كل ليلة منذ يوم الجمعة لكنه لم يورد تفاصيل. تقول حكومات غربية والمعارضون ان غارات الحلف الى جانب العزلة الدبلوماسية ستنجح في نهاية الامر في انهاء حكم القذافي. وذكرت مصادر من المعارضة أن قوات القذافي أطلقت كذلك صواريخ على بلدة اجدابيا في الشرق الاثنين وأن اشتباكات اندلعت على الطريق الرئيسي الى الغرب. ودخل الصراع بين القوات الليبية ومقاتلي المعارضة في حالة من الجمود منذ أسابيع ولا يتمكن أي طرف من السيطرة على أراض على طريق بين اجدابيا وبلدة البريقة النفطية التي تسيطر عليها قوات القذافي الى الغرب. ويأتي نشر طائرات الهليكوبتر في اطار خطة لتصعيد العمليات العسكرية لكسر هذا الجمود. ويقول البعض ان الحلف تجاوز بدرجة كبيرة تفويض الاممالمتحدة له بحماية المدنيين. وحثت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في تقرير الاثنين المعارضين والحلف على اقتراح وقف لإطلاق النار. وقالت: المعارضون وحلف شمال الاطلسي الذي يدعمهم لا يبدون اهتماماً بحل الصراع عن طريق المفاوضات. واضاف: الاصرار - كما يفعلون - على رحيل القذافي كشرط مسبق.. سيطيل أمد الصراع العسكري ويعمّق الازمة.. انما يجب أن تكون الاولوية للتوصّل الى وقف فوري لإطلاق النار والتفاوض على نقل السلطة. وتقول حكومات غربية والمعارضون ان غارات الحلف الى جانب العزلة الدبلوماسية ستنجح في نهاية الامر في انهاء حكم القذافي. الصين تحث على دراسة خارطة طريق الاتحاد الأفريقى وفي بكين دعت الصين الثلاثاء الأطراف المعنية في ليبيا إلى أن تعطي الأولوية لمصالح البلاد وشعبها وأن تدرس بجدية خارطة الطريق التي قدّمها الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في البلاد. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي في مؤتمر صحفي قوله: «إن الصين تحث جميع الأطراف الليبية على التوصّل إلى وقف إطلاق للنار وحل الأزمة من خلال الطرق السياسية مضيفاً إن بكين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للتوصّل إلى حل سياسي». وتابع: «ينبغي أن يقرر الشعب الليبي مستقبل بلاده، والصين تحترم اختيار الشعب الليبي». وأعلن مبعوث روسي في بنغازي الثلاثاء استعداد بلاده للوساطة بين المعارضة والقذافي. ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن ميخائيل مارجيلوف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ومبعوث الرئيس الروسي إلى أفريقيا، إن «البعثة الروسية جاءت إلى بنغازي بهدف تأمين الحوار بين طرفي النزاع في ليبيا». وقال مارجيلوف في بنغازي: «إن روسيا تتمتع بوضع فريد نظراً لوجود سفارة لها في طرابلس إلى يومنا هذا.. وهي تنوي في الوقت الحالي لقاء المعارضة الليبية».