امرأة شابة في نهاية العقد الثالث وابنتها ذات السبعة عشر ربيعا وطفلتها بسنواتها التسع. ثلاثون عاما او تزيد قليلا كيف عاشتها تلك المسكينة لينتهي بها الحال كما انتهى تتلقى إحسان المحسنين من الأكل والشرب وتفترش الأرض في بيت متهالك أبى ألا ينتهي عمره إلا بنهاية عمرها فتساقطت أحجاره وتفتت طينه عليهم لتموت الأولى والثانية وتبقى الصغيرة هذا ان كانت قد بقيت فبعد الخبر الأول حيث وجدت حية تحت الأنقاض لا نعرف مصيرها . . في المساء الذي سبقته مساءات عديدة غشاها البؤس وذل الحاجة كانت النهاية وتقول الأقاويل إنهن بتن ليلتهن سعيدات ببقايا وليمة أرسلت لهن وكأنها احتفال النهاية التي اقتربت فوقع السقف وتداعى له باقي البنيان الذي رأيناه في الصورة كومة من الطين وبقايا أخشاب. النساء الثلاث من الجنسية الصومالية اخترن أحد رفيدة في الجنوب ملاذا لهن فكيف كانت أحوالهن هل كن ممن تطاردهن الدولة لأنهن مقيمات بطريقة غير مشروعة؟ هل استجرن من رمضاء الصومال إلى نار الإقامة غير المشروعة في أي مكان أم أنهن طريدات منذ يوم الولادة . ترى كم هو عدد الذين يطاردون الأمل من أجل حياة أفضل ولكنهم في النهاية يصطدمون بجدار اليأس ويتقبلون حياتهم عبر لحظات أشبه ما تكون بقنبلة موقوتة لا يدرون متى تنفجر بقبضة من الجوازات أو عجلات سيارة أو سقوط المنزل فوق أجساد متهالكة أعياها الفقر وأنهكها الحلم. هؤلاء من قتلهم؟ النظام المتراخي الذي يشن حملاته اليوم وينساها سنة، أم الجمعيات الخيرية التي تقدم قارورة زيت وكيسا من الرز وتنسى الأهم، أم ذاك الذي يحصي ملايينه كل ليلة وينام قرير العين لانها تزيد ولا تنقص، أم إحدى مؤسسات الدولة التي لم تفكر بمكان يخصص لإيواء من يحتاج حتى حين. أم نصاب الزكاة الذي لا يعترف به ولا تؤسس له قواعد نظامية وثابتة يعمل بها في الأخذ ممن تجب عليه والدفع لمن يستحق. أم الصدقات التي لا يذكرون منها إلا العاملين عليها وينسون الباقي فإذا ما اجتمعت الصدقات كانت أول ما يقتطع (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) اقرأوا هذه الآية مرارا وتكرارا وتساءلوا لماذا يوجد بيننا أمثال تلك المرأة من الصوماليين أو من السعوديين اقرؤوها وتعجبوا من موظف في مؤسسة خيرية يصل راتبه إلى عشرة آلاف أو أكثر أو أقل ولكنه يركب سيارة بنصف مليون ويسكن منزلا فارها وله رصيد بنكي ذو أصفار ستة ثم عودوا للآية الكريمة واقبلوا هذا الجزء منها (فريضة من الله) واستعرضوا كيف صرنا نفرض ما لم يفرضه الله ونصد عما فرض بقصد سافر علاماته الطمع والجشع وقاعدة أحب لنفسك ولا تحب للآخرين شيئا أبدا !!! أين المصلحون عن هذا وأين المنصفون الذين شغلوا في رياضة الفتاة في المدرسة المقفلة عليها عن أمور أهم. أمور بها تستقيم الحياة وتغيب الكثير من الأمراض الاجتماعية أعيدوا للزكاة حقها وللصدقات دورها لعلكم تقدمون شيئا من دور الأمانة التي استلمتموها وانشغلتم عنها بالتوافه التي لا تحتاجون فيها لشحذ الهمم ونزول المعترك أو صناعة معركة في أمر لا يستحق العناء. [email protected]