في القطاع الخاص الشركات والمؤسسات ، يجب عليها دفع الزكاة الشرعية من خلال « الوعاء الزكوي « الذي يتم احتسابه وفق حساب معين وفق نشاط وأعمال الشركات والمؤسسات ، ومنها تستخرج الزكاة ، ولن اتحدث عن الشركات العامة والجمهور كالتي تطرح بالسوق المالية والتداول بها باعتبار صعوبة تجنيب مبالغ من الزكاة لصرفها بمعرفة إدارة الشركة وهو موضوعنا اليوم . الآن ، الشركات والمؤسسات تلزم بدفع زكاة سنوية وفق وعاء زكوي ، هذه المبالغ التي تدفع تذهب بالكامل إلى مصلحة الزكاة ومن مصلحة الزكاة تحول إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لصرفها على الفقراء كما هو النظام المتبع ، وكل هذا جيد ، ولكن ما اود فتح النقاش به ، أن الشركات والمؤسسات المملوكة من قبل افراد أو مساهمين بمختلف انواع المساهمات مغلقة أو تضامن وغيرها أو عوائل تجارية يفرض عليها سداد كامل مبلغ الزكاة إلى مصلحة الزكاة كاملا ، السؤال هنا ، أليس لهذه المؤسسات الفردية أو الشركات بمختلف انواعها أقرباء أو محيط عائلي منهم يحتاج للزكاة ؟ أي أن يصرف لهم زكاة خاصة لهؤلاء القريبين منها ملاك هذه المؤسسات والشركات ؟ من الصعوبة أن يدرك العامة أن تقول الزكاة تم دفعها لمصلحة الزكاة وعليك أن تأخذ منهم ، فطبيعة المجتمع وحياتنا تمنع الكثير منهم ، والبعض سيقول الزكاة تذهب لوزراة الشؤون وانتهت « ذمتك « وهذا أيضا من الصعوبة ليفهمه المحتاج القريب والزكاة الشرعية محددة بمبلغ وفق الوعاء الزكوي لا تخرج عنها . الاقتراح هنا أن يمنح للشركات والمؤسسات العائلية نسبة معينة تترك للشركة وتحت اشراف الوزارة أو اي جهة لكي تصرف على « الأقربين « والأقرباء وهم أولى بالمعروف ، سواء بنسبة 10% او 20% من الزكاة المخصصة ما الذي يمنع ذلك إذا كان تحت اشراف وزارة الشؤون خاصة أن من سيدفع يدرك أنهم محتاجون فعلا ، وليس كل محتاج وفقير هو مقيد بوزارة الشؤون الاجتماعية . الأمر الآخر ، حين تتسلم وزارة الشؤون هذه المليارات كزكاة وهي لا تكفي الفقراء بالمملكة كما يتضح من دعم الدولة أيضا . ولكن الزكاة هي ليست للفقراء فقط بل كما نصت الأية 60 بسورة التوبة « إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ « اين كل هؤلاء من الزكاة التي تتسلمها الوزارة وقد لا تنطبق على البعض منهم « كعاملين عليها « بحكم استلامهم لرواتب . ولكن صرف الزكاة لا أعرف حقيقة هل هي تصرف على كل أوجه المستحقين لها أم هي للفقراء فقط ، وان كان كذلك فهي لا تفي بغرضها الكامل والحقيقي الذي نصت علية الآية الكريمة . نحتاج إعادة تنظيم الزكاة من حيث استلام الأموال ومنح فرص للشركات لكي تصرف جزءا منها وهو مساند للوزارة ، وأيضا كيف يتم الصرف للزكاة ومستحقيها جهات وأوجه مختلفة ؟!