عقدت واشنطنوطهران امس يوما ثانيا من المحادثات حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل بينما حذرت واشنطن من "خيارات صعبة" مع دنو الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق بحلول نهاية يوليو. وتشكل المحادثات الثنائية جهدا جديدا للبحث عن نقاط مشتركة بين واشنطنوطهران وسط قلق بأن التوتر بين البلدين سيضر بالجهود الرامية الى صياغة اتفاق شامل بين ايران والقوى العظمى. وصرحت مساعدة المتحدثة باسم وزيرة الخارجية ماري هارف "نعتقد اننا حققنا تقدما في بعض الجولات لكننا وعند خروجنا من الجولة الاخيرة نرى انه غير كاف. فنحن لم نشهد قدرا كافيا من الواقعية". واضافت هارف "نعلم ان الوقت المتبقي ليس كبيرا، لهذا السبب اشرنا الى تكثيف الجهود الدبلوماسية. لا بد من اتخاذ قرارات صعبة لكننا مركزون جدا على موعد العشرين من يوليو". من جهته، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ان محادثات الاثنين "تمت في اجواء ايجابية وكانت بناءة"، حسبما نقلت عنه وكالة ايسنا. وهذا هو اللقاء الرسمي الاول بين ممثلين اميركيين وايرانيين خارج جلسات التفاوض مع القوى الست الكبرى (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين والمانيا) بشأن الملف النووي الايراني. الا ان لقاءات شبه رسمية بين الطرفين جرت في سلطنة عمان في 2013. وتقول واشنطن انها تريد مع الدول الكبرى الحصول على التزام قوي يضمن كون البرنامج النووي الايراني ليس تغطية لمساع من اجل حيازة السلاح النووي. وقال عراقجي "اذا لم يتحقق ذلك، علينا اللجوء الى تمديد اتفاق جنيف لستة اشهر اخرى حتى تستمر المفاوضات"، حسبما نقلت عنه وكالة ايرنا. قال فابيوس لمحطة الإذاعة الفرنسية إنه يجب ألا تملك إيران سوى بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة تركيز النظائر الانشطاريةواعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس ستعقد محادثات مباشرة مع مسؤولين ايرانيين هذا الاسبوع. واضاف "بعد هذه المحادثات ستجرى محادثات بين ممثلين ايرانيين وروس وربما تنظم محادثات اخرى". وقال فابيوس إنه يجب على إيران أن تتخلى عن مطالبها بامتلاك آلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم إذا كانت تريد التوصل لاتفاق دائم مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. وفي تأكيد للهوة الكبيرة في المواقف التفاوضية قال فابيوس لمحطة الاذاعة الفرنسية إنه يجب ألا تملك إيران سوى بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة تركيز النظائر الانشطارية. وتملك ايران الآن نحو 19 ألف جهاز طرد مركزي يعمل نصفها تقريبا. وتقول إيران إنها تحتاج إلى زيادة طاقتها لتزويد محطات الطاقة النووية بالوقود. وقال فابيوس "مازلنا نصطدم بحائط بشأن نقطة جوهرية للغاية وهي عدد أجهزة الطرد المركزي التي تسمح بالتخصيب". ومن المقرر ان تلتقي ايران مع مفاوضين روس في روما اليوم وغدا وان تجري محادثات مع ممثلين ألمان الاحد في طهران قبل جولة مع مجموعة 5+1 في فيينا بين 16 و20 يونيو. الا ان عراقجي اشار الى ان الكرة الان في ملعب واشنطن. واضاف: معظم العقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة، والدول الاخرى من مجموعة 5+1 ليس لها علاقة". وقاد المحادثات عن الجانب الاميركي في جنيف مساعد وزير الخارجية الاميركي بيل بيرنز ومستشار البيت الابيض جيك سوليفان على رأس فريق صغير أجرى محادثات سرية مع ايران على مدى اشهر في سلطنة عمان. محادثات مع ألمانيا وفرنسا وفي السياق، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي امس ان ايرانوالمانيا ستجريان محادثات ثنائية الاحد في طهران حول الملف النووي. وقال عراقجي ان "المفاوضات الثنائية مع المانيا ستجري الاحد في طهران وسيكون هانس ديتر لوكاس ممثل المانيا موجودا في طهران للمشاركة في ندوة تنظمها وزارة الخارجية". واوضح ان نيكولا دو ريفيير الممثل الفرنسي الجديد في مجموعة 5+1 سيشارك في المحادثات الثنائية المقررة بين ايران وفرنسا اليوم في جنيف.