أعلنت الحكومة الأوكرانية أمس، أن قواتها حققت تقدما في منطقة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون شرق البلاد, فيما تواصل حوار الطرشان بين طرفي النزاع الاوكرانيين. ونقلت وكالة «إنترفاكس أوكرانيا» عن أوليكسندر تيرشينوف القائم بأعمال الرئيس الأوكراني القول أمام البرلمان: إن القوات الحكومية شنت هجوما الليلة قبل الماضية حطمت فيه تحصينات للانفصاليين جنوب سلوفيانسك. وأوضح أن الجنود يسيطرون حاليا على مساحة خمسة كيلومترات حول برج إرسال تليفزيوني جنوبالمدينة، مشيرا إلى أن البرج يبث قنوات أوكرانية. وكان الانفصاليون سيطروا على البرج وبثوا عليه التليفزيون الرسمي الروسي. إضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قوتها دمرت معقلا للانفصاليين في غابة بالقرب من مدينة كراماتورسك. وقالت: إنه لم تحدث خسائر بين صفوف الجنود رغم وقوع معركة قوية، وإنه تم اعتقال ثلاثة «إرهابيين». وكانت السلطات الاوكرانية أكدت الأربعاء، أنها لن ترضخ ل «ابتزاز» الانفصاليين الموالين لروسيا، وذلك في مستهل «حوار وطني» تحت انظار الدول الغربية، سيستأنف في الايام المقبلة. وبعد بضع ساعات من انتهاء هذه المشاورات التي تحولت «حوار طرشان»، تحدثت وزارة الدفاع الاوكرانية عن معارك قرب كراماتورسك احد معاقل الانفصاليين، اسفرت عن جرحى في صفوف الجنود الاوكرانيين. من جانبها، واصلت موسكو انتقاد سلطات كييف، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلدا «يقتل فيه الاوكرانيون اوكرانيين» هو على شفير «حرب اهلية»، وذلك غداة هجوم شنه المتمردون اسفر عن مقتل سبعة جنود اوكرانيين. الرضوخ ممنوع وقال الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف مفتتحا طاولة الحوار: ان اوكرانيا «مستعدة» للاستماع الى مطالب سكان الشرق لكنها ترفض الرضوخ ل «ابتزاز» الانفصاليين المسلحين الذين «يفرضون ارادة» روسيا. واضاف: ان «المسلحين الذين يخوضون حربا ضد بلادهم (...) ويفرضون علينا ارادة بلد مجاور سيحاسبون امام القانون. لن نرضخ للابتزاز». ورد عليه المسؤول البرلماني الموالي لروسيا اولكسندر افريموف ان «عشرات الاف» من السكان المحليين يدعمون المتمردين المسلحين، مطالبا اوكرانيا بوقف عمليتها العسكرية في الشرق كونها تسفر فقط عن «موت مدنيين مسالمين». وشارك في هذا الحوار ايضا رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك ورئيسان اوكرانيان سابقان ومرشحون للانتخابات الرئاسية في 25 مايو مثل يوليا تيموشنكو والموالي لروسيا سيرغي تيغيبكو، اضافة الى الدبلوماسي الالماني السابق فولفغانغ ايشينغر الذي دعا الى «عملية انتخابية جامعة وصادقة وشفافة». ولم توجه دعوات الى الزعماء الانفصاليين الذين اعلنوا «سيادة» منطقتين في الشرق اثر استفتاء الاحد، وذلك رغم اعلان موسكو مرارا رغبتها في ذلك. وأعلنت وزارة الخارجية الاوكرانية مساء الاربعاء، ان سلسلة من طاولات الحوار ستعقد «في المناطق». قال الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف، مفتتحاً طاولة الحوار: ان اوكرانيا «مستعدة» للاستماع الى مطالب سكان الشرق لكنها ترفض الرضوخ ل «ابتزاز» الانفصاليين المسلحين الذين «يفرضون ارادة» روسيا الاستمرار في الحوار واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء انه ينبغي ان تتوسع «الطاولات المستديرة» لتكون اكثر تمثيلا. وكانت اوفدت في اليوم نفسه وزير الخارجية فرانك فالتر شتايمناير الى كييف ثم الى اوديسا (جنوب) للحض على الحوار. وأقر الوزير الالماني بأن الجهود الدبلوماسية المستمرة «تبقى مهمة صعبة» مضيفا أن «الجميع غير مستعدين للبدء بحوار». وتوجه شتاينماير بعدها الى باريس، حيث أطلع المسؤولين الفرنسيين على نتائج زيارته. ويسعى الاوروبيون ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا منذ ايام عدة الى تأمين ظروف الحوار بين الاوكرانيين ولكن من دون جدوى. من جهتها، تؤكد روسيا ان ظروف «الحوار» غير متوافرة حتى الان. ميدانيا، تتكرر المواجهات بين المتمردين الموالين لموسكو والجنود الاوكرانيين كل ليلة تقريبا في منطقة سلافيانسك معقل المتمردين. ومساء الاربعاء، حاولت القوات الاوكرانية السيطرة على مجموعة متمردة يشتبه بوقوفها خلف الهجوم الدامي الذي استهدف الثلاثاء مظليين اوكرانيين، بحسب ما اوردت وكالة انترفاكس اوكرانيا نقلا عن وزارة الدفاع. ودعا رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الثلاثاء الى «تعبئة الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي في مواجهة خطر او تهديد سقوط الدولة الاوكرانية او على الاقل تقسيم مؤلم جدا». واعتبر ان على الاتحاد الاوروبي «ان يركز على نوع المساعدة التي تتيح لاوكرانيا اجراء انتخابات في 25 مايو». وأقرت روسيا الاربعاء، على لسان رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين، بأن اجراء هذه الانتخابات المبكرة هو «اهون الشرين» رغم انها لن تكون «شرعية بالكامل». وبعدما خسرت شبه جزيرة القرم في مارس، خطت اوكرانيا الاحد، خطوة اضافية نحو التقسيم مع اجراء استفتاء حول «الاستقلال» في منطقتين من الشرق نددت به كييف والدول الغربية. وأعلن الانفصاليون الذي نظموا الاستفتاءين تأييدا شعبيا كاسحا للاستقلال عن كييف بلغت نسبته 90 %. وبعد اقل من 24 ساعة اعلنوا «سيادة» المنطقتين اللتين اطلقوا عليهما اسمي جمهوريتي دونيتسك، ولوغانسك، ووضعوا انفسهم تحت حماية موسكو. بدورها طلبت «جمهورية دونيتسك الشعبية» من روسيا «النظر في ضمها». من جهة ثانية، حذر البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الاربعاء، من ان اوكرانيا ستغرق في حالة انكماش كبيرة هذه السنة وقد تسلك روسيا الطريق نفسه بسبب الازمة الاوكرانية التي تشكل خطرا على الاقتصاد العالمي. وأعلن الرئيس الاوكراني الانتقالي ان خسارة القرم كلفت البلاد مائة مليار دولار. ديون روسيا من جهة اخرى، أكدت روسيا أنها على استعدادها لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا حول سعر الغاز، بعد أن تسدد كييف جزءًا من ديونها عما سبق أن تسلمته من الغاز. وقال رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف في تصريح للصحفيين أمس : «إن سداد جزء من الديون سيشكل على الأقل أرضية للحديث، معرباً عن أمله في أن يُجبر الأوروبيون أوكرانيا على تحويل ولو جزء من الأموال التي حصلت عليها، إلى «غازبروم» .