أعلنت روسيا امس انها "تحترم إرادة" سكان شرق اوكرانيا الذين ايدوا بغالبية ساحقة في استفتاء الاحد الاستقلال ما يمهد الطريق امام تقسيم البلاد، لكنها شددت في الوقت نفسه على اجراء "حوار" بين المناطق الانفصالية وكييف. وقال الكرملين في بيان "نحترم في موسكو التعبير عن ارادة شعوب منطقتي دونيتسك ولوغانسك وننطلق من مبدأ ان يتم التطبيق العملي لنتائج عمليتي الاستفتاء بشكل متحضر وبدون اي عودة للعنف، عبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك". وتابعت الرئاسة الروسية "نرحب بجميع جهود الوساطة من اجل اقامة مثل هذا الحوار، بما في ذلك من خلال منظمة الامن والتعاون في اوروبا". وشدد الكرملين على "المشاركة الواسعة رغم محاولات منع حصول الاقتراع" في استفتاءي الاحد اللذين نددت بهما كييف والغرب. وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك اعلنوا في وقت متاخر الاحد ان حوالي 90% ممن ادلوا باصواتهم في الاستفتاء الذي جرى الاحد في هذه المنطقة الواقعة في شرق اوكرانيا، ايدوا الاستقلال عن كييف التي اعلنت مسبقا رفضها الاعتراف به. ودونيتسك هي احدى منطقتين في شرق اوكرانيا نظم فيهما الانفصاليون الموالون لروسيا الاحد استفتاء حول الاستقلال عن كييف. والمنطقة الثانية هي لوغانسك التي اغلقت فيها صناديق الاقتراع بعد وقت قصير من اغلاقها في دونيتسك . من جانب آخر، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان روسيا لا ترى فائدة من اجراء محادثات دولية جديدة حول اوكرانيا بدون ممثلين عن المناطق الانفصالية في شرق البلاد. وقال لافروف ان "الاجتماع مجددا في صيغة رباعية (روسياواوكرانيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة) ليس له فعليا اي معنى"، مضيفا "لا شيء سينجح اذا لم يتم اشراك المعارضين للنظام في حوار مباشر حول ايجاد مخرج للازمة". وندد الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف بالاستفتاء قائلا ان "المهزلة التي يطلق عليها الانفصاليون الارهابيون تسمية استفتاء ليست سوى دعاية هدفها التغطية على الجرائم والخطف والعنف وجرائم اخرى خطيرة". وتخشى كييف والدول الغربية ان يفضي هذا الاستفتاء الى تكرار السيناريو الذي ادى الى انضمام شبه جزيرة القرم الى الاتحاد الروسي في اذار/مارس، ما ادى الى اسوأ ازمة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.