أعلنت منظمة العفو الدولية الجمعة أن الجيش النيجيري أُبلغ مسبقًا بهجوم جماعة بوكو حرام الذي أدى لخطف أكثر من 200 تلميذة في منتصف أبريل، لكنه لم يتخذ أي تدبير فوري لمنع ذلك بسبب قلة موارده. ودان مجلس الأمن الدولي الجمعة بشدة خطف التلميذات والمجزرة التي ارتكبت الاثنين في غاميورو نغالا (شمال شرق). وسارع الجيش النيجيري إلى نفي هذه الاتهامات، مؤكدًا على لسان المتحدث باسمه الجنرال كريس اولوكولادي ان هذه الاتهامات «ما هي إلا شائعات». وقالت المنظمة في بيان: إن «شهادات قاسية جمعتها منظمة العفو الدولية تكشف ان قوات الامن النيجيرية لم تتحرك على إثر تحذيرات تلقتها بشان هجوم مسلح محتمل لبوكو حرام ضد المدرسة الداخلية الحكومية في شيلبوك والذي أدى إلى عملية الخطف هذه». وأكدت منظمة العفو في بيانها أنها «تلقت التأكيد بأن المقر العام للجيش في مايدوغوري أُبلغ بهجوم وشيك في 14 أبريل، قرابة أربع ساعات قبل أن تشن بوكو حرام هجومها» في مدينة شيبوك في ولاية بورنو (شمال شرق). لكن الجيش لم يتمكن من جمع القوات الضرورية لوقف هذا الهجوم «بسبب الموارد الضعيفة التي لديه وخشية مواجهة مجموعات مسلحة (إسلامية) أفضل تجهيزًا في غالب الأحيان»، بحسب منظمة العفو الدولية. وقد تمكن المهاجمون من تخطي ال17 جنديًا المتمركزين في شيلبوك، والذين اضطروا للقتال وهم ينسحبون، بحسب منظمة الدفاع عن حقوق الانسان ومقرها لندن. ومساء الجمعة أصدر الجنرال أولوكولادي بيانًا أكد فيه أن القوات المتمركزة في مايدوغوري لم تتبلغ بأمر الهجوم على شيبوك إلا عند وقوعه. ولا تزال تثير عملية الخطف هذه التي لا سابق لها تعاطفًا وتضامنًا دوليًا. من جهته أكد مجلس الأمن الدولي أن هذه الأفعال قد «تشكل جرائم ضد الإنسانية» يمكن ملاحقة المتورطين فيها أمام القضاء الدولي، من دون أن يشير صراحة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأكد أعضاء المجلس ال15 استعدادهم أن «يتابعوا بشكل فعال وضع الفتيات المختطفات، وأن يتخذوا إجراءات مناسبة ضد بوكو حرام»، في اشارة واضحة إلى إمكانية فرض عقوبات على هذه الجماعة الإسلامية المتطرفة. ودعت أرملة نلسون مانديلا غارسا ماشيل حكومة نيجيريا والأسرة الدولية إلى تكثيف جهودهما. إلا أن الاستنفار العالمي الذي عكسته شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر عنه مشاهير كالأمريكية الأولى ميشيل أوباما والممثلة الأمريكية انجيلينا جولي، دفع المسؤولين النيجيريين الى التعهد ببذل قصارى جهدهم للعثور على التلميذات. من جهة أخرى تواصلت حركة الاحتجاج ضد الحكومة والتضامن مع الرهائن. ونظمت تظاهرة قبل الظهر في وسط لاغوس بدعوة من مجموعة «نساء من أجل السلام والعدالة». كما نظمت تظاهرة أخرى شارك فيها مئات الأشخاص من بينهن بعض أهالي التلميذات في مايدوغوري كبرى مدن ولاية بورنو. ونظمت تظاهرة تضامن في لندن صباح الجمعة.