اعلن الجيش النيجيري انه شن غارات جوية ونفذ عمليات برية على معاقل بوكو حرام في شمال شرق البلاد، ما يشكل منعطفاً في الحرب على هذه الجماعة المتطرفة. وقال الجنرال كريس اولوكولادي المتحدث باسم القوات المسلحة النيجيرية لفرانس برس ان "غارات جوية شنت منذ الاربعاء" وتتواصل الجمعة. واضاف ان "كلا من معاقلهم (بوكو حرام) تمت مهاجمته"، موضحاً ان "عشرات المتمردين قتلوا على الارجح". في موازاة ذلك، افاد سكان ان الجيش النيجيري نشر جنوداً عند الحدود مع الكاميرون لمنع الاسلاميين من الفرار، في ما يعكس استراتيجيته القائمة على محاصرة المتمردين الاسلاميين. وعلى الارض، تم نشر الاف الجنود اضافة الى طائرات ومروحيات قتالية في ولايات بورنو ويوبي واداماوا التي اعلنت فيها حال الطوارىء بهدف استعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها بوكو حرام. ويبدي العديد من المدنيين قلقهم وخصوصاً بعد اتهام الجيش النيجيري بانتهاك حقوق الانسان في سياق تصديه للمتمردين الاسلاميين في الماضي. وهذه العملية العسكرية هي الاكبر ضد بوكو حرام منذ العام 2009 حين اجتاح الجنود مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو والمعقل الرئيسي لبوكو حرام. وقتلوا يومها اكثر من 800 شخص واجبروا الحركة المتطرفة على وقف انشطتها لعام كامل. وفي غامبورو نغالا المدينة الواقعة على الحدود مع الكاميرون في شمال بورنو، نقل سكان الجمعة ان قوات مزودة اسلحة ثقيلة ودبابات وصلت الاربعاء لاغلاق معابر حدودية لا تخضع لحراسة. والحدود بين نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر تشهد تهريبا كثيفا للاسلحة وعبورا للعصابات الاجرامية. وقال احد السكان هارونا غاردا "منذ كانون الثاني/يناير، تركت المعابر الحدودية (...) لكن هذه المعابر يسيطر عليها جنود الان". واكد المتحدث باسم الجيش انتشار قوات في هذه المنطقة من دون ان يشير الى اغلاق معابر حدودية. والمعلومات الاولى عن وجود عناصر لبوكو حرام في الكاميرون برزت في كانون الثاني/يناير مع خطف عائلة فرنسية كانت تمضي عطلة في محمية كاميرونية قريبة من الحدود النيجيرية. واعلنت بوكو حرام مسؤوليتها عن الخطف وتم الافراج عن افراد الاسرة الفرنسية في نيسان/ابريل. وخلال هجومه، طوق الجيش قرية كرينوا في اقليم مارتي بشمال بورنو، وهي منطقة كان سيطر عليها المتمردون بعدما طردوا منها ممثلي الحكومة ونزعوا كل الاعلام النيجيرية. وروى ابور كوليما انه فر من منزله في كرينوا خشية اندلاع مواجهات. واضاف انه بعد اعلان حال الطوارىء الثلاثاء، انتشر اسلاميون مسلحون في انحاء الاقليم وحاولوا تعبئة الناس "استعدادا لمواجهة القوات النيجيرية". وتابع في اتصال من غامبورو نغالا التي لجأ اليها مع عائلته "قررت المغادرة خوفا على حياتي وحياة عائلتي". واوضح ان جميع السكان الذين يريدون مغادرة كرينوا يخضعون لتفتيش من جانب الجنود الذين طوقوا المدينة. من جهة اخرى، شن الاسلاميون هجوماً في ولاية كاتسينا الشمالية والتي لا تشملها عملية الجيش، وفق ما افادت الشرطة. وقالت الشرطة في بيان ان خمسة من المهاجمين قتلوا خلال هجوم على مراكز للشرطة ومصرف. وتؤكد بوكو حرام انها تقاتل لاقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا حيث الغالبية مسلمة. ويرى بعض المحللين ان الحركة المتطرفة اقامت علاقات وثيقة مع جماعات متطرفة اجنبية على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش ان هجمات المتمردين الاسلاميين ومواجهاتهم مع قوات الامن النيجيرية خلفت نحو 3600 قتيل منذ العام 2009.