ارتكبت حركة "بوكو حرام" الاسلامية النيجرية مجزرة جديدة راح ضحيتها مئات الاشخاص عندما هاجم مسلحوها مدينة في شمال شرق نيجيريا بالقرب من الحدود مع الكاميرون، في حين بدأت حملة تعبية دولية ضد الحركة المتطرفة التي تحتجز قرابة 250 تلميذة، في عملية خطف جماعية غير مسبوقة. وقال السناتور النيجيري عن منطقة مايدوغوري ان حوالى 300 شخص قتلوا في هجوم شنه عناصر "بوكو حرام" اول من امس الاثنين في مدينة في شمالي شرق نيجيريا قريبة من الحدود مع الكاميرون، في حين قال شهود انهم احصوا اكثر من 100 جثة في مدينة غامبورو نغالا وان الحصيلة قد تكون اكثر ارتفاعا. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسل خبراء اميركيين لمساعدة السلطات النيجيرية في العثور على مئات التلميذات المخطوفات. وبعد الاعلان اليوم عن عملية خطف جديدة ل11 فتاة على يد الحركة الاحد في ولاية بورنو، معقل المجموعة الاسلامية في شمالي شرق البلاد، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده "ستبذل كل الجهود لمساعدة نيجيريا على مطاردة عناصر الجماعة والعثور على الرهائن". وقال اوباما ان هذا "الوضع المثير للغضب" يلقي بظلاله على افتتاح "منتدى دافوس الافريقي" الاقتصادي الذي يبدأ اعماله الاربعاء في ابوجا وتراهن عليه نيجيريا لابراز جهودها الاقتصادية وتحسين صورتها دوليا. وتعرض الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان والسلطات النيجيرية للانتقاد من قبل اهالي التلميذات ال276 المخطوفات في 14 نيسان (ابريل) لعجزها عن العثور عليهن. وكانت عشرات التلميذات نجحن في الفرار لكن اكثر من 220 لا يزلن في ايدي المتمردين. وتبنى ابو بكر شيكاو زعيم "بوكو حرام" في شريط فيديو خطف الفتيات قائلا "خطفتهن. وسأبيعهن في السوق وفق شرع الله". واثار هذا الشريط هلع الاهالي واستنكارا دوليا. وقال اوباما في اول تصريحات له في هذا الخصوص في حديث لقناة "اي بي سي" الاميركية "بالطبع انه وضع يحطم القلب، وضع يثير الغضب". واضاف ان هذا الخطف الجماعي "قد يكون الحادث الذي سيساعد على تعبئة الاسرة الدولية بكاملها للتحرك ضد هذه الجماعة الخسيسة التي ارتكبت هذه الجريمة الفظيعة"، موضحا ان فريقا من الخبراء الاميركيين ارسل الى نيجيريا لمساعدة السلطات في العثور على الفتيات. وقال اوباما "قبل النيجيريون مساعدتنا التي سيشارك فيها عسكريون وشرطيون ووكالات على الارض، لمحاولة تحديد مكان تواجد التلميذات وتقديم المساعدة". وولاية بورنو بؤرة تمرد "بوكو حرام" منذ خمس سنوات. وارتكبت الحركة هجمات دامية عدة في المدارس والجامعات في الماضي، لكن عمليات الخطف الجماعية لتلميذات تعد سابقة. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان لديها معلومات تفيد باحتمال ان تكون الفتيات نقلن الى دول مجاورة، في تصريحات مشابهة لمعلومات غير مؤكدة ادلى بها مسؤولون محليون في شيبوك التي خطفوا منها، اشارت الى ان الفتيات تم بيعهن كزوجات لمقاتلين اسلاميين في الكاميرون وتشاد. ونفت السلطات الكاميرونية والتشادية الانباء التي تحدثت عن وجود التلميذات على اراضي البلدين. والمجموعة المتطرفة التي تطالب بانشاء دولة اسلامية في شمال نيجيريا اوقعت الاف القتلى في البلاد في السنوات الخمس الماضية. واذا كان التمرد مركزا في شمال شرق البلاد حتى الان، اسفر انفجار سيارتين مفخختين عن سقوط اكثر من تسعين قتيلا في ضاحية ابوجا، العاصمة الفيديرالية في اقل من ثلاثة اسابيع ما يذكر بأن التهديد الذي تطرحه "بوكو حرام" يشمل البلاد كلها.