عزز مهرجان (إثراء المعرفة) الوعي بإنجازات العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وبلورة تلك المساهمات في بناء أسس للعالم المعاصر. ومن أبرز المنجزات التي احتضنها المعرض (ساعة الفيل) التي تثبت براعة العالم الجزري. وتجسد الساعة أنموذجًا فريدًا من التكنولوجيا الإغريقية والإسلامية، مكسوة بحلية فنية بديعة تتألف من مجسم لفيل ضخم يحمل الساعة، ويحوي في بطنه على القسم الميكانيكي العامل وفق قانون أرخميدس، وأمام الفيل يوجد الحادي الذي يقوده، وخلفه مباشرة يوجد الناسخ الذي يحمل قلمًا نحاسيًّا يرسم خطوطًا على دائرة نحاسية، وحركة يد الناسخ الدائرية مرتبطة بالنظام الميكانيكي داخل الفيل. العالم الجزري بساعته الفيل استطاع أن يحط برحاله في مهرجان اثراء المعرفة قادما من ديار بكر جنوب شرق تركيا بعد أن جمع عدة ثقافات في ساعة واحدة يحدثنا اليوم عن أعماله. الجزري وهو العالم بديع الزمان أبو العز اسماعيل ابن الرزاز الجزري والذي عمل عند ملك الأراتقة نصر الدين الأرتقي وأثبت جدارته بعد ان ظل يدون اعماله 25 سنة من خلال ساعته الفيل والتي جمع فيها عدة ثقافات وهي العنقاء المصرية, تنين الصين, الأشكال العربية, والسجاد الفارسي, الفيل الهندي, واستخدم التقنية الإغريقية لتشغيل الساعة. وكانت هذه الثقافات لوحة إبداعية جمعت حولها زوار مهرجان إثراء المعرفة للتعرف على هذه القطعة الفنية بعظمتها وإبداع صنعها وغرابة شكلها متوسطة خيمة ألف اختراع واختراع حيث صنعت هذه الساعة بعد الساعة الرملية. جسد شخصية الجزري محمد الدوسري والذي أشار بانبهار الزوار وحرصهم على معرفة فكرة الساعة وتفاعل جميع الأعمار ذكورا وإناثا بما يتحدث عنه الجزري. وتقوم فكرة الساعة حول الفيل والذي وضع في وسط بطنه خزان ماء ووسط الخزان طاسة مثقوبة من الأسفل ربطت بأحبال حيث بغرق الطاسة تشد الاحبال وتتدحرج كرة معدنية ثقيلة الحجم تصطدم بترس مسنن حيث يدور الترس فيدور طائر العنقاء وتظلل دوائر بيضاء مرقمة باللون الأسود فتسقط الكرة من فم الصقر إلى فم التنين ثم إلى الوعاء المعدني فيقرع الصوت وكل كرة تسقط تحتاج إلى 30 دقيقة.