سعود الفوزان من أجمل المهرجانات التي شاهدتها مؤخرا في أيام العيد، هو مهرجان أرامكو السعودية في مدينة الظهران، حيث تشاهد التنظيم الرائع من جناح ألف اختراع واختراع لعلماء المسلمين أمثال الجزري وساعته على ظهر الفيل، وعباس بن فرناس وسقوطه بالطائرة الشراعية وغيرهم، إلى جناح التراث المتنوع، ناهيك عن جناح الأطفال، وابتكاراتهم وما يلفت النظر هو طريقة العرض، وبالتالي جمعت أرامكو الحاضر بالماضي معا في تنسيق محكم وممتع، حيث يستمتع الصغير والكبير على حد سواء. في حال اصطحبت أبناءك سوف تنهال عليك الأسئلة من كل جانب، أمثال السؤال التعجيزي الذي وجهته إلي ابنتي جميلة ذات التسع سنوات، حيث قالت ونحن نشاهد الاختراعات في المهرجان (ليش حائل ما فيها كذا؟) لم أرد عليها حتى الآن، وفضلت الصمت، ووضعت كلماتها عنوانا لمقالي، ربما يسمع معالي المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، ويستجيب لابنتي ونشاهد مهرجان أرامكو الرائع بين الجبلين قريبا، وهذا ليس ببعيد خاصة أن منطقة حائل بارعة في تنظيم المهرجانات، سواء الداخلية أم الدولية، وشركة أرامكو شاهدٌ على ذلك كونها أحد الراعين الرسميين في بعض مهرجانات المنطقة. معالي الوزير مازلت أتذكر مهرجان أرامكو في الماضي، عندما كنت طفلا، وأتذكر تلك الخيمة التي تعرض كفاح السعوديين الأوائل، واستبسالهم في الصحراء، واليوم نشاهد أبناءهم يقطفون ثمرة هذا الكفاح الطويل والشاق، وبالتالي لا أعتقد أن أرامكو سوف تبخل على أبنائها في المنطقة ليشاهدوا إنجازات آبائهم، واختراعات أجدادهم، وذلك بلمسه حديثة تتلاءم مع تطلعاتهم. حاولت أن أعطي ابنتي الإجابة لكنني لم استطع، حيث دخلت على المسؤولين في المهرجان، وسألتهم أين نشاهد المهرجان القادم في الشمال أو الجنوب؟ ولكن قوبل سؤالي بالصمت للحظات ثم أجابني أحدهم (لا نعرف وهذا يعتمد على المسؤولين) سألتهم أين المسؤولون كي أتحدث معهم؟ وعندما وصلت إلى أحدهم قال لي بالحرف الواحد: “نحن نبحث عن المدن الكبيرة التي يتجاوز سكانها المليون” لم اقتنع بهذه الإجابة، وأعتقد أنها إجابة عابرة لا تستند للواقع، إن منطقة حائل بمحافظاتها يتجاوز سكانها المليون وربما أكثر، لذا نحن نتطلع لمعاليكم كي تعيد أرامكو قديمها للمناطق الشمالية، وتذكرنا بمهرجانات الطفولة خاصة أن مهرجان ألف اختراع واختراع سوف يطوف حول العالم، ولا نريد أن يجتاز منطقة الخليج دون أن تحظى مدن الشمال بمشاهدته، ولا نريد أيضا أن تبقى شركة أرامكو لإنتاج النفط فقط، بل ننتظر منها أدوارا كثيرة لتلعبها، ومن ضمنها إعداد وتنسيق المهرجانات الداخلية، وهذا بالتأكيد سوف ينعكس إيجابا على المواطن وعلى المناطق أيضا، التي حرمت من المهرجانات لعدة عقود.