عززت أرامكو السعودية في برنامجها الثقافي 2012 المقام في مدينة الظهران من حالة الوعي بإنجازات العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وبلورة تلك المساهمات في بناء أسس العالم المعاصر. ونجح البرنامج في تقديم هذه المعايير العلمية والمحفزة عبر جناح «ألف اختراع واختراع» في قالب وثائقي تعليمي تفاعلي. احتضن المعرض «ساعة الفيل» حيث أظهرت وأثبتت معالم شخصية العالم الجزري وتعريفه بأنه مهندس بارع وفنان ماهر إذ إن هذه الساعة تجسد نموذجاً فريداً من التكنولوجيا الإغريقية والإسلامية، مكسوة بحيلة فنية بديعة تتألف من مجسم لفيل ضخم يحمل الساعة، ويحوي في بطنه على القسم الميكانيكي العامل وفق قانون أرخميدس، وأمام الفيل يوجد الحادي الذي يقوده، وخلفه مباشرة يوجد الناسخ الذي يحمل قلماً نحاسياً يرسم خطوطاً على دائرة نحاسية، وحركة يد الناسخ الدائرية مرتبطة بالنظام الميكانيكي داخل الفيل، وإضافة إلى ذلك، استخدم الجزري أفعيان صينيان للدلالة على القوة والمنعة، وظيفتهما نقل الكرات الفولاذية من صقران يعلوهما، إلى مزهريتين نحاسيتين، مما يؤدي إلى تحريك مطرقة الفيل التي تضرب الصفيحة النحاسية معلنة عن اكتمال الساعة. اختراع إسلامي تعتبر هذه الساعة طبقا لما يقوله محمد الدوسري المشرف والمتحدث عن تفاصيلها بمهرجان أرامكو أنمودجا حيا عن اختراع إسلامي يعود إلى ما قبل 800 عام تقريبا بواسطة العالم الجزري. وتعتمد آلية التوقيت في الساعة على دلو مملوء بالماء داخل الفيل، بداخله وعاء يطفو على سطح الماء و به فتحة صغيرة من الوسط وبأعلى الساعة يوجد خمس دوائر كل دورة لواحدة من هذه الدوائر تسقط كرة معدنية تستقر في وعاء نحاسي يظهر من خلالها صوت يخبر عن مضي نصف ساعة بحيث تأخذ الدوائر الخمس دورتها كاملة وبذلك يكون قطع من الوقت ساعتان ونصف ويتم تلوين هذه الدوائر باللون الأسود. في جناح «الإعلام الجديد» يحضر المتطوّع خالد الحدبان للسنة الأولى، قال إن وجوده في هذا التخصص يرجع إلى الخلفية الواسعة التي يمتلكها في هذا المجال والخبرة التي تبلغ خمسة عشر عاماً، تضمنتها إدارته لأربعة مواقع متخصصة في مجال تخصصه. ليس هذا فحسب، بل يريد خالد أيضاً أن ينمّي معرفته ويضع خبرته أمام المشاركين، وقد نجح في ذلك ونتج عنه تخريج أول دفعة من الطلاب في دورة الفوتوشوب والتصوير والمونتاج، نالت إعجابه الشديد وأشاد بتميزها، ورغب في استمرارها. قال خالد إن في قلبه مساحة دافئة يحمل فيها الشكر والامتنان لكل من رحب به وشجعه وسانده، وذكر أسماء كثيرة، كان في مقدمتها رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، الذي التقاه في يوم الافتتاح، وصفها بقوله: «أن تقف أمام رجلٍ بحجم رئيس أكبر شركة للبترول في العالم، شيء يصيبك بالدهشة، والفخر، والاعتزاز، وقبلها بلا شك روعة وتميز. لقد كانت مفاجأة من العيار الثقيل ولكن ثقلها تلاشى عندما تحدثت بعفويتي أمام ابتسامته وكلماته النابعة من إيمانه بالطموح والعزيمة. إنها فرصة سخية للتعبير عن مشاعري التي لطالما أردت نقلها شخصياً إزاء ما لمسته من اهتمام وتسهيلات في جميع مرافق البرنامج، وكذلك سهولة التنقل. فلم أحتجْ لأي مساعدة من أحد أثناء تنقلاتي. لقد كان الرئيس يستمع إلي باهتمام وحرص شديدين، ويحاورني أيضاً. شكراً لهذا الحرص الجميل، الذي استولى على مساحة كبيرة في نفسي، وسأستمر بإذن الله في هذا البرنامج حتى آخره».