جاء المعرض الدولي للكتاب والمعلومات 2004م بجدة والذي يختتم اعماله بعد غد الاثنين مخيبا لآمال الكثير من المثقفين السعوديين وبعض الناشرين العرب. (اليوم) تجولت في المعرض واستطلعت آراء الكثير حول المعرض حيث ذكر الدكتور جميل مغربي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا ان وجود المعرض بحد ذاته يبعث السرور ولكن كنوعية للكتب ينحسر المعرض في الكتب المألوفة والدينية حيث تمثل السمة البارزة للمعرض وما ابحث عنه غير متوفر في دور النشر المشاركة، والمثقف حين يأتي يبحث عما يدخل في دائرة اهتمامه وهو ما اعتقد انه سر استياء المثقفين وما اتمناه في المستقبل هو الحرص على التنوع الثقافي والمشاركة المتعددة وطرح الكتب المتنوعة من قبل دور النشر المحلية والعربية والعالمية. اما الاستاذ الدكتور جودت كساب الاكاديمي بجامعة ام القرى فبدا مستاء من المعرض مبررا استياءه بعدم وجود نوعية لذائقة المثقف المتابع للجديد، وقال: عندما تجولت بالمعرض بحثا عن كتب تضيف الي معرفيا الشيء الجديد لم اجد كتابا واحدا، يدخل دائرة اهتماماتي بسبب غياب دور النشر العربية (الجادة). ويختلف عبدالله بانقيب - باحث واكاديمي- حول الآراء السابقة قائلا: هناك كتب متنوعة ثقافيا غير ان الفعاليات المصاحبة للمعرض لم تكن حاضرة بشكل فاعل. واشاد بالحضور النسائي واقبال المرأة على الكتب والقراءة وهي ظاهرة صحية تنم عن وعي ثقافي كان غائبا في السابق. ومن جانب آخر قال عبدالله الصعيدي احد زوار المعرض ان المعرض يبدو جميلا الى حد ما، غير ان بعض دور النشر تعرض كتبا لدور اخرى مشاركة بالمعرض وهذا يعود الى مسألة عدم الضبط الرقابي داخل المعرض وحرص بعض الناشرين على الحضور الافقي والانتشار الفوضوي. كما ذكر مصطفى الحاج من مركز الدراسات العربية للنشر ان الحركة الشرائية جيدة ولكني اعتب على الرقابة هنا بجدة حيث منع كتاب غازي القصيبي حول (امريكا والسعودية) في الوقت الذي سمح لنا ان نبيعه في معرض الرياض بجامعة الملك سعود، فانا لا املك تفسيرا لهذه الرقابة. وهذه الشكوى تستمر مع الكثير من دور النشر لعل ابرزها دار الجمل من المانيا والمركز الثقافي العربي بالمغرب والطليعة الجديدة والكثير من الدور العربية. ومن جهة اخرى اقيمت فعاليات ثقافية على هامش المعرض يشرف عليها الدكتور حسن السريحي وكيل عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الذي بذل جهدا وحضورا قويا في المعرض لتفعيل الندوات الثقافية. كانت الفعالية الاولى حول (قراءة صحفية ثقافية للممارسات الرياضية) تحدث فيها كل من الدكتور ايمن فاضل رئيس النادي الاهلي وعادل عصام الدين كاتب واعلامي رياضي تناقش الندوة قضية التعصب الرياضي في الصحافة والممارسات السلبية والايجابية في هذا الجانب للخروج برؤية على بروز دور ايجابي بدعم المصلحة الوطنية وتطور الرياضة السعودية. والفعالية الثانية كانت بعنوان (حقوق الملكية الفكرية والقرصنة) قدم فيها الدكتور فالح الضرمان طرحا نظريا شاملا للمفهوم والاتفاقات والمنظمات المهمة. وتناول عبدالله الطريفي هموم النشر الالكتروني وتشابه الاوعية الالكترونية مع الاوعية الورقية في الهم والتعاطي القانوني. اما محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب فحاول في كلمته ابراز معاناة الناشرين العرب مع قضايا التعدي على الكتب واشكال هذا التعدي والدور الذي يقوم به اتحاد الناشرين العرب وجمعيات الناشرين المحلية واهمية تكاتف الجهود للنهوض بصناعة النشر في الوطن العربي. ادار الندوة الدكتور هشام العباس الاستاذ بقسم المكتبات والمعلومات والذي فتح باب التعليق والاسئلة كان اكثرها حول توفر الكتب والبرنامج الالكتروني بسعر شعبي وهموم المواطنين مع غلاء الاسعار للكتب الثقافية المتنوعة. والغيت الندوة الثالثة حول (مساهمة المرأة في تطور التعليم الاهلي) بسبب اعتذار احدى المشاركات لظروف خاصة، كان من المفترض ان تقام امس الاول الخميس في قاعة المحاضرات بالمعرض. جمهور المعرض