يعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب احدى أهم المحطات الفكرية والتظاهرات الثقافية في العالم، وهو محطة لقاء مهم وتبادل خبرات ومعارف ثقافية متنوعة فيما بين الزوار والجمهور والمشاركين العارضين والحضور ودور النشر المشاركة من الدول الخليجية والعربية والأجنبية، وكل ما له علاقة بالكلمة المقروءة وعشاقها. وفي كل عام يشهد المعرض إضافات نوعية وكمية متنوعة وجاذبة وجديدة، وتتميز دورته الحالية الثانية والثلاثين، بمشاركة أكثر من ألف دار ناشر، وأكثر من 400 ألف عنوان كتاب منوع، من 53 دولة منها 23 دولة عربية، وثلاث دول أجنبية تشارك للمرة الأولى في الوطن العربي، هي البرتغال، ونيوزيلندا، وهنغاريا، بالإضافة الى أنشطة ثقافية وفعاليات متنوعة تزيد على 580 فعالية ونشاط فكري وثقافي وفني. السفير السعودي لدى الإمارات ل «الرياض»: علاقة المملكة والإمارات أكثر من متميزة على جميع الأصعدة وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة قد افتتح فعاليات الدورة 32 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في السادس من نوفمبر الجاري في قاعة الاحتفالات بمركز إكسبو الشارقة، وبتنظيم من دائرة الثقافة والاعلام، وتستمر فعالياته حتى 16 من نوفمبر الجاري، ودوما تتميز المشاركة السعودية في المعرض الدولي في الشارقة، بدءاً من شكل الجناح وتصميمه المتفرد بشكله الجميل والملفت للانتباه، مروراً ببرنامجه الثقافي الذي تنفذه كل عام الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات، ويشمل حزمة من البرامج الثقافية والفعاليات والأنشطة الفكرية، وعرض الآلاف من عناوين الكتب التي تشمل مختلف الموضوعات في حقول الأدب والعلوم والمعرفة والثقافة والانتاج الفكري، ويتميز الجناح بتفرد تصميمه وفيه صالون أدبي ثقافي يستضيف فيه الأدباء والكتاب والإعلاميين والضيوف لإلقاء محاضرات وندوات ثقافية ذات صلة بالحدث، وكذلك كمية واختيار ونوعية الكتب والإصدارات المعروضة بالجناح الذي حظي بإعجاب واشادة وسائل الاعلام المختلفة، فضلا عن طبيعة الجلسات والحوارات التي تدور بين الضيوف الذين يتوافدون على الجناح طوال فترة المعرض، بالإضافة الحفاوة والتميز وإلى الهدايا النوعية ذات القيمة المعنوية والمعرفية التي تلاقي استحسان الزوار والمشاركين والضيوف، عدا عن كرم الضيافة العربية الأصيلة، من تقديم القهوة العربية والتمور السعودية وماء زمزم، وحسن الاستقبال المتواصل طيلة أيام فترة افتتاح المعرض من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء. وكان سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الامارات العربية المتحدة، معالي الاستاذ ابراهيم بن سعد البراهيم، قد زار الجناح السعودي والمعرض وتفقد بعض دور النشر فيه وقد أجاب عن سؤال ل "الرياض" حول المعرض، قائلا ان مشاركة المملكة (بجناح مميز) يليق بمكانة وسمعة المملكة وبهذا الشكل الملفت في المعرض تعكس العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط المتينة بين البلدين الشقيقين ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتأتي تعزيزا لأواصر المحبة التي تجمع بين البلدين الشقيقين ولتبين ما تشهده المملكة من حراك ثقافي مميز على الساحتين العربية والدولية، منوها بدور المشهد الثقافي في البلدين الشقيقين (المملكة ودولة الامارات) واصفا العلاقات بين البلدين أكثر من مميزة على جميع الأصعدة ومنها التبادل الثقافي والفكري وإقامة المعارض والمهرجانات والندوات المشتركة الذي ينطلق من رؤية حكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، يحفظهما الله، النابعة من الدين الاسلامي الحنيف، والقيم العربية الأصيلة والتي تركز على بث روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام والوعي والمعرفة. واشار معاليه الى ان جناح المملكة في المعرض يستضيف اكثر من 24 جهة حكومية ممثلة في مؤسسات التعليم العالي والتدريب التقني والمكتبات الحكومية اضافة الى جمعية الناشرين السعوديين، وذكر معاليه ان مشاركة المملكة في هذا المعرض المهم هي فرصة لإبراز ما وصلت اليه من تقدم علمي وحضاري وثقافي وفكري ومعرفي، وتعريف العالم ببعض الجوانب الثقافية والفكرية والعلمية في المملكة، منوها بأن هذه المشاركة ستعكس المكانة المميزة للمملكة في قلوب المسلمين والعالم أجمع، كما ان مشاركة المملكة في المعرض تحتوي على بعض الفعاليات، منها (الصالون ثقافي) الذي يجمع المثقفين السعوديين والخليجيين، ويركز على الفكر الثقافي في تفاعل حواري ثقافي فكري يهتم بنقل التجارب الثقافية والإعلامية، اضافة الى الاسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع الثقافي الخليجي والعربي، وبناء صلات وجسور مع الثقافات الاخرى. الشيخ سلطان القاسمي ل «الرياض»: نحن بصدد الاحتفال الكبير لاختيار الشارقة عاصمة للثقافة العربية في مارس المقبل وقد قام معالي السفير السعودي في زيارة مركز الشارقة الإعلامي والتقى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي والذي رحب بزيارة معاليه واهتمام المملكة حكومة وشعبا في هذا الصرح الثقافي الفكري، وقال الشيخ سلطان القاسمي ل"الرياض" نشكر معالي السفير والوفد المرافق له لزيارة معرض الشارقة الدولي للكتاب ونثمن زيارة معاليه الى المركز الإعلامي للشارقة، ونحن الآن في صدد الاحتفالات الكبرى للاعلان عن اختيار امارة الشارقة العاصمة الثقافية العربية لعام 2014 في شهر مارس القادم، ونحن الآن نعمل على قدم وساق للظهور بالشكل الذي يليق بمكانة وسمعة هذه المدينة المشرقة التي أخذت على عاتقها أن تكون داعمة ومساندة ومشجعة لأي عمل فكري وثقافي خليجي وعربي. إقبال كبير على جناح السعودية شهد جناح المملكة المشارك في المعرض الدولي للكتاب بإمارة الشارقة إقبالا كثيفا من الجمهور والعارضين، توافدوا على الجناح لمشاهدة ما يحتويه من معروضات. وأوضح الملحق الثقافي السعودي في الإمارات الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أن مشاركة المملكة هذا العام روعي فيها أن تخرج بحلة جديدة ومميَّزة وملفتة تليق بحجم ومكانة المملكة العربية السعودية وموقعها الدولي والإقليمي وتأثيرها في صنع القرار، وذلك لما تحمله المنافسة بين المجتمعات الثقافية والمعرفية إضافة إلى استهداف استقطاب أكبر عدد من القراء والأدباء وبناء شراكات جديدة مع مختلف المؤسسات العلميَّة والثقافية. وأشار "السحيباني الى أن جناح المملكة في المعرض استضاف واستقطب أكثر من 24 جهة حكومية ممثلة في مؤسسات التعليم العالي والتدريب التقني والمكتبات الحكومية إضافة إلى جمعية الناشرين السعوديين الأهلية والخاصة مؤكدا أهمية مثل هذه المعارض في تنشيط الحركة الفكرية والثقافية محليا وإقليميا وتوفير الظروف الملائمة لتنمية الطاقات الثقافية والابداعية للواعدين، وإبراز تراث السعودية الحضاري والفكري والمعرفي والعمل على تفهم الواقع الثقافي العربي بمعطياته الابداعية في الحقل الثقافي لتفعيل اجواء الاتصال والتواصل بين رواد الفكر الثقافي العربي، ولأهمية هذا المعرض الدولي للكتاب في إمارة الشارقة. 580 فعالية متنوعة يشهد المعرض برامج ثقافية وفكرية متنوعة تتضمن اكثر من 580 فعالية، بين ندوات ومحاضرات وامسيات شعرية، وفعاليات محطة التواصل الاجتماعي، وانشطة أخرى. مجمع الملك فهد لفتت مشاركة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة ضمن الجهات المشاركة في الجناح السعودي بالمعرض أنظار الزوار، للتصميم الذي ظهر به على شكل "كتاب مفتوح". وقدم المجمع للزوار "المصحف الشريف" كإهداء لكل زائر باللغة التي يتحدثها، وثمن الزوار هذا الإهداء كأعظم إهداء تلقوه والذي يضاف لجهود المملكة في العناية بالمصحف الشريف وترجمته وتوزيعه. صالون ثقافي برعاية "الرياض" حفلت ندوة الوفاء للشاعر الراحل الدكتور غازي القصيبي، التي أقامها "الصالون الثقافي"، بمقر جناح المملكة المشارك في المعرض برعاية "الرياض"، بأجواء أدبية وثقافية ونقدية، وطغى عليها الحنين والعاطفة والوفاء للوطن. وشارك في الندوة، التي حملت عنوان: الوفاء للشاعر غازي القصيبي، بحضور عضو مجلس الشورى الدكتور حمد بن عبدالله القاضي الصديق الحميم للراحل القصيبي، والدكتورة بهيجة إدلبي المؤلفة والشاعرة السورية المعروفة، وقدمها مدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية السعودية في الإمارات الاستاذ عبد المحسن الحارثي. قائلاً: إن حياة القصيبي كانت مليئة بالعطاء والحب والإخلاص، عطاء المواطن لوطنه، ومحب العاشق لأدبه وإخلاص الإنسان لأمته، ولا يمكن أن نختصر سيرة الشاعر الكبير غازي القصيبي في ندوة واحدة، وتحدثت الدكتورة إدلبي عن جانب (الوطن في شعر غازي القصيبي المعنى والدلالة) حيث قالت إن القصيبي قد تعددت لديه المعاني عن الوطن، فمنها ما كان يظهر مواقفه من الوطن جلياً وآخر يستبطن المعنى من خلال استدعاء الشخصيات التي كان من خلالها يعبر عن مواقفه الوطنية ومن تلك المواقف التي تمثلها قضايا الوطن، وأضافت كان لغازي ميول أدبية جادة، ترجمها عبر دواوين أشعار كثيرة، وروايات أكثر، وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية. وتحدث القاضي عن القصيبي الذي نجح في حياته الوزارية والسياسية والأدبية، مشيراً إلى أن الراحل كان يحمل في طيات حياته الجوانب الإنسانية الرقيقة التي لم تذكر أثناء فترة حياته، مضيفاً أن القصيبي كان مثالاً جاداً في خدمة دينه ووطنه بكل صدق وأمانة وتفان. ومن جهته طرح مدير مكتب صحيفة الرياض في الامارات الاستاذ علي القحيص مداخلة حول ابيات الشاعر القصيبي وتشبيهاته الرائعة حول المرأة. وعقد المعرض ندوة بعنوان "البعد الإنساني لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والحضارات"، وذلك بالتنسيق مع الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات، حيث جاءت الندوة ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، التي تحظى باهتمام دور النشر العالمية المشاركة وحرص الدول المشاركة على إقامة مثل هذه الندوات. كما عقد ضيف الندوة الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عادل بن علي الشدي، في الصالون الثقافي بجناح المملكة، وسط حضور ومتابعة من زوار المعرض مختلفي الجنسيات، موضحاً للحضور أن هذه الندوة تأتي تأكيداً للجهود المباركة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لترسيخ مبادئ الحوار من خلال مبادرته التاريخية بالدعوة للحوار بين أصحاب الديانات السماوية والثقافات الإنسانية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة فتحت آفاقاً مجتمعية لتحقيق التعارف والتعاون. مشاهدات عامة من المعرض { ندوات ثقافية متنوعة يشهد المعرض العديد من الندوات الثقافية المتنوعة التي تناقش العديد من القضايا والظواهر والامور التي تهم المثقف والحالة الثقافية العربية، ومن بينها ندوة الثقافة تمرد أم مهادنة، والثقافة في قبضة رأس المال، التي اكد فيها المشاركون، أن العنوان مهم وذكي ويتيح لكافة المتحدثين والمشاركين حرية التعبير عن آرائهم، واكدوا على أهمية دور رأس المال الوطني في الاستثمار الثقافي، وندوة مستقبل القراءة التي اكدت على ان لا تنافس بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني بقدر ما هو تكامل من أجل المزيد من القراء. وغيرها من الندوات الجاذبة. { مخطوطات نادرة تشارك شركة هولندية متخصصة في الكتب والمخطوطات النادرة والخرائط، في معرض الشارقة الدولي للكتاب للمرة الأولى، وتعرض في جناحها 60 كتابا ومخطوطة نادرة وخرائط قديمة عن المنطقة العربية، تتجاوز عمر بعضها 500 عام، وتتراوح أسعارها بين 6 آلاف يورو و 950 ألف يورو، من بينها اول نسخة للقرآن الكريم مترجمة للغة اللاتينية، واوضح صاحب الشركة أنه تسلمها من والده منذ نحو ست سنوات، وأنه يمتلك خبرة جيدة في هذا المجال، فالشركة تهتم بالمخطوطات والكتب النادرة والقديمة من مختلف دول العالم وبمختلف اللغات والترجمات، وكانت تعود لوالده منذ عام 1970 وعمل مع والده في البداية، وهو اليوم يدير الشركة بكفاءة واقتدار، ويركز على المنطقة العربية، خصوصاً انه شارك في معرض أبو ظبي للكتاب منذ عام 2007، بشكل سنوي منتظم، وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب. جناح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف جناح الطفل مخطوط في الجناح الهولندي منظر عام للمعرض جانب من الصالون الثقافي طلبة ضباط في الجناح السعودي