مع اقتراب الانتخابات الامريكية من ساعة الحسم بدأ الجانبان الجمهوري والديمقراطي إذاعة عدد من الاعلانات السلبية خلال الايام الماضية لما يعتبره البعض أسوأ حملة في التاريخ الحديث لحملات انتخابات الرئاسة. وفي نحو 12 ولاية في أنحاء البلاد يتعرض المشاهدون للتلفزيون لهجوم لا يرحم بالاعلانات. فمن جهة بوش كانت ذخيرة الهجوم الرئيسية تصور لمجموعة من الذئاب الشرسة المظهر التي تطوف خلسة على مشارف غابة هادئة. ويقول التعليق المصاحب لهذا الاعلان في عالم تتزايد مخاطره صوت جون كيري والليبراليون في الكونجرس على شطب العمليات الاستخباراتية والضعف يغري أولئك الذين يتربصون للاضرار بأمريكا. أما معسكر كيري فقد شن هجوما مضادا حيث تبث جماعة مستقلة تساند مرشح يسار الوسط إعلانات تضع صورة بوش وهو يمزح بشأن الفشل في العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق بجانب صورة سيدة تبكي وفاة شقيقها الجندي خلال حرب العراق. كما يلقى إعلان آخر الضوء على تصريحات بات روبرتسون الذي يقول إنه حاول تحذير بوش قبل الحرب على العراق وطالبه بإعداد البلاد للخسائر التي ستقع هناك ويزعم أن رد بوش كان أنه لن تكون هناك خسائر. ويقول التعليق على الاعلان "لا خسائر؟ إنه نفس الرئيس الذي قال إن المهمة انتهت في العراق ووعد بملايين الوظائف وبتكاليف أقل للرعاية الصحية". ورغم أن جمهور الناخبين الامريكيين يقول إنه سئم من هذه الحملات بعد أن شاهد نحو 750 ألف إعلان خلال موسم الانتخابات وهو ما يصل إلى ضعف عدد الاعلانات التي شاهدها عام 2000 إلا أن الجانبين يعتقدان أن الاعلانات الهجومية يمكن أن تحدث تغييرا جذريا يوم الانتخابات. والاعلانات الهجومية غير مصممة لتغيير المعتقدات الرئيسية لدى الناخبين ولكنها تهدف أساسا لاقناع المترددين من مؤيدي الحزب المنافس بعدم إزعاج أنفسهم بالتصويت على الاطلاق. وهي نفس فكرة الكلمة التي وجهها كيري إلى مؤيدي بوش. ويقول صوت عميق خلال هذا الاعلان: إذا كنت تفكر في التصويت لصالح بوش فكر في هذا ثم يبدأ في قراءة سلسلة من الشكاوى بدءا من الجنود الامريكيين الالف الذين قتلوا في العراق إلى مشكلة البطالة المستعصية. ويتجاوز مجموع ما أنفقه الجانبان مليار دولار أي ما يكفي لشراء مجموعة كاملة من هذه الاعلانات. وتقول كاثلين هال جاميسون مدير مركز انينبيرج للسياسة الجماهيرية بجامعة بنسلفانيا: هذه هي أكثر الانتخابات الهجومية في تاريخ الرئاسة الامريكية كما أنها الاقذر. وبلا شك فإن البؤرة الاكثر قذارة فتوجد في ولاية فلوريدا وهي أكبر ساحات المعركة بين الجانبين فالمرارة مازالت هناك منذ الانتخابات الماضية عام 2000. وتطغى الانتخابات السياسية في فلوريدا على ما عداها حتى أنه لم يعد هناك مكان للاعلان عن مساحيق الغسيل. ويتهم الجمهوريون جون كيري بتأييد الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وبأنه يحبذ فرض ضرائب عالية والاستقطاع من ميزانية الدفاع فيما يدين الديمقراطيين بوش بسبب سوء الادارة في العراق وخداع الشعب الامريكي. وهذه الاعلانات السلبية هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للناخبين الامريكيين الذين بدت لهم الحملات الانتخابية الجارية حاليا طويلة وقذرة جدا. وقالت باتريشيا ليندجرين 74 عاما من نيو أورلينز لقد شهدت الكثير من الانتخابات ولكني لم أر انتخابات مثل هذه أبدا. يمكنني أن أستمر في الجدل والحديث الصاخب عدة ساعات ولكن هذه الانتخابات بمثابة خزي للشعب الامريكي وأتمني أن يأتي يوم الاربعاء بسرعة. كيري في وست بالم يفلوريدا