التفجير الإرهابي الأخير الذي حدث في مدينة طابا المصرية لم يكن الأول من نوعه في مصر، فقد حدثت قبله عدة عمليات إرهابية مشينة مثلما هو الحال في المملكة، والمغرب واليمن والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من دول العالم في الشرق والغرب، فظاهرة الإرهاب الخبيثة لا دين لها ولا جنس ولا مكان ولا زمان، وكما استنكرت المملكة من قبل كل العمليات الإرهابية في كل مكان هاهي اليوم تستنكر بشدة التفجير الإرهابي الأخير في مدينة طابا المصرية، ويبدو أن الوقت قد أزف لتمعن دول العالم النظر بشكل جدي في الدعوة الصادقة التي وجهتها المملكة لعقد مؤتمر دولي في عاصمتها حول الإرهاب لتدارس ومناقشة السبل الكفيلة باحتواء هذه الظاهرة الشريرة وتقليم أظافر رموزها في كل مكان بشكل جماعي لافردي، ذلك أن شعوب هذه الأرض وأممها ممن لم تقع في ربوعها حوادث إرهابية ليست بمنأى عن وصول اخطبوط تلك الظاهرة اليها، فهو يمتد على مساحة هذا الكون الشاسعة وأذرعته قد تصل إلى دول لم تصلها من قبل، وإزاء ذلك فإن الدعوة التي وجهتها المملكة لعقد ذلك المؤتمر تمثل خطوة صائبة وسديدة للوقوف بإجماع دولي عام لمكافحة تلك الظاهرة التي لاتستهدف إلا القتل والترويع وبث عوامل الفساد والإفساد في الأرض، فهي مدانة ومرفوضة من كل الأديان والقوانين والأنظمة والأعراف الإنسانية والأخلاقية المتعارف عليها بين الأمم والشعوب، فليس من الأسرار القول: إن ذلك الأخطبوط الإرهابي الشرير سوف يظل يهدد المجتمعات البشرية بأسرها مالم تتوحد الجهود وتتضافر بشكل جماعي لوقف زحفه وخطره، ولن يتأتى ذلك إلا عبر مؤتمر دولي يناقش فيه المؤتمرون أفضل السبل وأمثلها وأنجعها للتخلص من تلك الظاهرة، واجتثاثها من جذورها في كل قطر ومصر.