اصابع الاتهام تشير بعد تفجيرات اسبانيا الى تنظيمي اتيا والقاعدة وتحملهما مسؤولية الكارثة المفجعة التي هزت مدريد يوم امس الاول واعتبرت الاعنف منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة والاكثر دموية في القارة الاوروبية بعد اعتداء لوكربي عام 1988, فقد سقط في الكارثة الجديدة اكثر من مائتي قتيل واكثر من الف وخمسمائة جريح في تفجيرات عنيفة استهدفت ثلاثة قطارات في مدريد ساعة الذروة, وهكذا يبرز الاخطبوط الارهابي بمخالبه الآثمة بعد سكون نسبي بما يؤكد ان ظاهرة الارهاب المقيتة لا زمان لها ولا مكان وان رموزها ساعون للافساد في الارض وتخريبها وقتل اعداد كبيرة من الابرياء الآمنين, ويتضح من هذه العملية الارهابية وغيرها ان الرموز الشريرة على استعداد للتعاون من اجل تنفيذ مخططاتهم, وفي الوقت الذي استنكرت فيه دول العالم قاطبة تلك الجريمة الجديدة الشنعاء في العاصمة الاسبانية فان الوقت قد ازف للرجوع الى الدعوة الصادقة التي اطلقتها المملكة منذ زمن بعيد وقبل احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حينما دعت الى تضافر دول العالم من اجل وضع استراتيجية موحدة لمكافحة تلك الآفة وتقليم اظافر رموزها, ودون العودة الى تلك الدعوة وتطبيقها بدقة وحرص.. فان مسلسل تلك الجرائم سيظل قائما الى امد غير معلوم, فالمكافحة المبذولة من دول محدودة بعينها غير كاف لاحتواء تلك الظاهرة التي دخلت اليوم بكل تفاصيلها وجزئياتها في باب الجريمة المنظمة التي لا تقل في نوعية تخطيطاتها عن جرائم المافيا الشهيرة في العالم, واحتواء تلك الظاهرة يتطلب تعاونا دوليا شاملا, فدول العالم تشهد اليوم زحفا ملحوظا لها, فما وقع في مدريد قد يقع في اي مكان آخر لتمرير افكار منحرفة واملاءات شريرة ومرفوضة من دول هذه الارض دون استثناء.