في ضوء زحف الأخطبوط الإرهابي إلى كثير من دول الشرق والغرب ، واحتمال زحفه إلى دول لم تعرف صور الإرهاب وأشكاله ومخاطره الوخيمة بعد بحكم أن ظاهرة الإرهاب لا دين لها ولا جنس ولا مكان ولا زمان ، وأن الدول التي لم يزحف إليها ذلك الأخطبوط الشرير مرشحة لوقوع أعمال إرهابية في ربوعها ، في ضوء ذلك دعت المملكة إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب يعقد في عاصمتها في شهر فبراير المقبل لتدارس وسائل مكافحة تلك الظاهرة بشكل جماعي لا فردي ، وقد جدد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أثناء ترؤسه حفظه الله الجلسة المعتادة لمجلس الوزراء المعقود بعد ظهر أمس الأول عزم المملكة على استضافة المؤتمر انطلاقا من مواقفها المعلنة والثابتة ضد الإرهاب وأهمية تعاون المجتمع الدولي بأسره لمكافحة تلك الظاهرة التي ما زالت المجتمعات البشرية في الشرق والغرب تعاني منها الأمرين ، وقد عانت المملكة منها كثيرا في عدد من مناطقها ومحافظاتها ومدنها بل ان أقدس المقدسات مكةالمكرمة حدثت بها صور من تلك الأفاعيل الإرهابية قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ، وإزاء ذلك فإن المملكة سخرت كل جهودها لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ، فأخطبوطه ينتشر بسرعة في كل مكان من هذه المعمورة ناشرا الذعر والهلاك والفساد في الأرض ، فظاهرة الإرهاب في جوهرها عالمية الطباع وإزاء ذلك فإن التصدي لها يجب أن يكون له صفة عالمية ، وكل المجتمعات البشرية مطالبة بالتضافر والتعاون لكبح جماح ذلك الأخطبوط الإرهابي الذي ما زال يزحف على كثير من الدول دون سابق إنذار ناشرا بين صفوف أبنائها الذعر والخوف ، يقتل ويدمر ويخرب بحجج مجنونة وذرائع واهية ما أنزل الله بها من سلطان وقد آن الأوان لاستجابة كافة دول وشعوب العالم لدعوة المملكة الصادقة ، فالوقت لم يعد يسمح بتأجيل تجمع دولي حيوي وهام للتصدي لظاهرة الإرهاب التي يرمي رموزها للنيل من المجتمعات البشرية وتعطيل تنميتها وتقويض منجزاتها الحضارية لتمرير أفكار منحرفة ومريضة ما زالت مرفوضة بكل تفاصيلها وجزئياتها من كل شعوب العالم وأممه.