الرياض سامي الرشيدي بدأ غالبية الشباب الان بالاستسلام لشروط الوظائف الجديدة ومسيرة مشوارهم التعليمي الذي لاينتمي الى مواهبهم وانما الهدف هو الحصول على اي شهادة تنفعه بعد ذلك بغض النظر عن الموهبة التي يتحلى بها ولكن ينقصها من يدعمها حتى ينميها بشكلها المطلوب والتي قد تخدم نفسه وبعد ذلك الداعم والمجتمع.. فهناك الكثير من الشباب الذين تخلوا عن مواهبهم الفنية من اجل شهادة المستقبل التي يتطلبها المجال الوظيفي بغض النظر عن الموهبة التي يمتلكها. (اليوم) فتحت صفحاتها لمشاكل هؤلاء الشباب الذين يشعرون بالندم على اهدار مواهبهم التي لم يجدوا من ينميها لهم حتى يستفيدوا وكذلك المجتمع يستفيد من هؤلاء الشباب الموهوبين الذين تخفوا خلف الوظائف او تكملة مشوارهم التعليمي. مجال لا أريده يحكى الشاب محمد عبدالله التنيبيك قصته مع المعاناة التي بدأت مع الكلية التي فرضت عليه ان يتخصص في مجال لا يرغبه اذ انه رغب في ان يدرس في نفس مجال هوايته وهو مجال الميكانيا. يقول التنيبيك: بعد ان اكملت الثانوية لم اجد الكلية التي تهتم بتنمية موهبتي ولأن القطاعات الخاصة والشركات والوظائف الحكومية عندما تتقدم لها اذا لم تكن تحمل شهادة ذات مستوى عال وشهادة من جامعات وكليات معروفة لن تفسح لك مجالا للعمل فيها، وهذا ما جعلني ابحث عن الدراسة في احدى الكليات التي تخصص مواد تعليمية بسيطة تجعلني ادرس في احد تخصصاتها. وانا لا اعلم ولا اجيد في الحقيقة التعامل مع تلك المواد ولكنه احد شروط طلب الرزق وبهذا تكون موهبتي ذهبت ادراج الرياح لانه ليس هناك من ينميها او يهتم بها وانا عن نفسي لا استطيع فتح ورشة اعمل بها وحدي لان المادة تقف امامي والان اتمنى ان انهي دراستي في الكلية حتى احصل على وظيفة بشهادة الكلية ذات التخصص الذي ربما لا اجيد التدريس فيه ولكن كما ذكرت انما هو مطلب من القطاع الوظيفي وانا احاول الان ان انهيه حتى استطيع الحصول على لقمة عيشي وابني مستقبلي. ويروي ابراهيم صالح الذياني قصته قائلا ان المواهب التي يمتلكها الشاب يجب ان يحتفظ بها لنفسه فليس هناك معاهد او كليات تفكر ولو لمرة في الرغبة او الموهبة التي يمتلكها حتى ينميها عبر تلك المؤسسات. وقال ان الخروج من الكلية اسهل من تحويل الى تخصص تباعا لرغبة الشاب الذي يجد نفسه فيه. فكم من شاب دخل تخصصا ادبيا وهو يريد الطب وكم شخصا دخل تخصصا تربويا وهو يريد المجال المهني. فانا ما اردت الا تخصصا يناسب موهبتي وهو المامي باللغة العربية فلم اجد مقرا او مقعدا بهذا التخصص بحجة ان التخصص مكتف وعلى هذا النحو وحتى لا اخسر مقعدي الذي حصلت عليه بالجامعة اجبرت على اختيار تخصص فني وهو يعتبر تخصص الموهوبين وليس لدى اي موهبة ولا اعلم كيف امسك فرشاة الرسم. تحقيق الحلم ويقول عامر ضبيب العجمي تخرجت في الثانوية وكلي امل في تحقيق حلمي وهو ان اصبح طبيبا ولكن ما رأيته عند تقدمي للكليات وفرض التخصصات على الطالب دون رضاه جعلني احيد عن حلمي وابحث عن قبولي بالجامعة او احدى الكليات وبعد ذلك افكر فيما اريده من تخصص وكان همي الاول هو دخولي احدى الكليات بغض النظر عن التخصص الذي كان حلمي الاول ولكن بعدما رأيت من زحام ورفض من كلية الى اخرى اصبحت افكر فيما يفرض علي وليس ما اريده فالحلم اصبح محطما وليس محققا للاماني وان الطالب الذي يدخل التخصص بمحض ارادته افضل له من الاجبار عليه وقليل من الطلاب من دخل التخصص الذي يريده او يهواه بغض النظر عما يريده والداه او اصدقاؤه. فغالبية الطلاب يدخلون الكلية وفي انفسهم تخصص يريدونه لانه يتماشى مع قدراتهم ومواهبهم ولكن الوظائف المطلوبة في المجتمع احيانا يكون لها دور حيث تجعل الشخص يبحث عن تخصص يكون غير قادر على تكملة مشواره فيه ولكنه يحاول ان يضغط على نفسه ويحب التخصص حتى يتماشى مع طلبات الوظائف والشهادات المطلوبة. موهبة انميها يقول الطالب غايب فهد الصالح ان على الطالب الان الا يفكر في موهبته وكيفية تنميتها وانما عليه الحصول على اي تخصص يتماشى مع الوظائف المطلوبة في هذه الاوقات. فكثير من الطلاب لايفكرون في التخصص الذي يتماشى مع قدراتهم وانما يريدون تخصصا يحصلون بعده على وظيفة تتطلب التخصص هذا وليس مثل التخصصات التي اصبح المجتمع الوظيفي مكتفيا منها.