مع اتساع حجم البطالة اعتقد الجميع ان التعليم التقني والمهني بمثابة الحلم الذي اصبح حقيقة لانتشال العاطلين من متاعبهم واتجه اعداد كبيرة الى الكليات والمعاهد التقنية الا ان الحلم سرعان ما تحول الى سراب ولم تحل المشكلة بل زاد عدد العاطلين وهو ما يعنى وجود خلل في مناهج التعليم . والغريب والعجيب انه في عام 2008 اعلن محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عن وجود 200 ألف وظيفة في في مختلف التخصصات الفنية ونفى وجود خريجين عاطلين بين خريجي هذه الكليات والمعاهد، وتعهد بتوظيف الجميع الا ان ذلك لم يتحقق . بل واكد المحافظ نفسه مؤخرا إن الشاب يتخرج اليوم ويلتحق بالعمل ويستلم راتباً على سبيل المثال «1500» ريال، ويطالب بأربعة آلاف»، متسائلاً: على أي أساس يطالب بهذا الراتب؟. وأضاف «لا نقول لدينا بطالة بل نقول لدينا عدم الجدية في العمل». ورغم أن كليات التقنية في المملكة يزيد عددها عن 50 كلية ويلتحق بها أكثر من 60 ألف طالب كل عام، إلا أن بعض الأكاديميين والباحثين المهتمين بشؤون التعليم يرون أن هذا العدد الكبير من الكليات وما ينفق عليها من ميزانيات تتضاعف سنويا، ليسا مؤشرين على نجاح الهدف من إقامتها بدليل تسرب بعض الملتحقين بها وبطالة خريجيها ، حيث تشير بعض التقارير الى أن حوالي 50% من الخريجين يعدون من العاطلين وإن تسرب الملتحقين في برامج كليات التقنية وصلت لأكثر من 65% من إجمالي اعداد الطلاب الملتحقين على مدار السنوات السبع الماضية حسب إحصاءات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني . يقول فواز بن محمد المالكي ( تخصص قوى كهربائية) : انه تخرج منذ عام ولم يحصل على وظيفة في مجال تخصصه حيث تقدم بأوراقه إلى العديد من الجهات الحكومية والخاصة ولكن كل المحاولات بات بالفشل . واضاف : درسنا أكثر من 17 مادة والعملية منها 8 فقط وقد لاحظت على بعض المواد ان منهجها النظري مختلف عن العملي وبعض الدروس مكرره. اما خالد يحي العسيري فقال : تقدمت الى بعض المؤسسات والكل كان يقول “ هات ملفك وسنتصل بك” .. ولم يتصل احد منذ عام حتى الان وانا في الانتظار . واضاف : درسنا موادا متنوعة في تخصص الادارة المكتبية واستفدنا من الكثير من المهارات ولكن نلحظ ان المناهج غير متجدده فكنا نتمى ان تكون المناهج مطوره وتواكب التقنية والعصر التقني الحديث . بينما قال احمد اليامي (متخرج من قسم الميكانيكا تخصص انتاج) ان العقدة اصابته من هذا التخصص لانه عندما يتقدم الى الوظيفة لايعرفون مامعنى انتاج الا بعد شرح وجهد جهيد واقنعهم ان هذ التخصص هو من ضمن تخصص الميكانيكا ويركز على المخارط والتروس والفرائز وغيرها . ويشير المتخرج عبدالله بن على الشهري الى ان الشركات الكبيرة تعتمد على المحسوبية والحكومية على الواسطات . وقال ان تخصصه كهرباء وانه درس خلال عامين موادا متنوعة في هذا المجال ولكن كان يامل ان تكون المواد كلها عملى ولا يتم التركيز على النظري. اما المهندس حمد بن محمد القاسم (ماجستير هندسة ميكانيكية ورئيس قسم السيارات بتقنية الطائف) فقال انه لابد من إجراء مسح شامل للعاطلين عن العمل تشارك فيه الوزارات و الإدارات المعنية والتي يتم من خلاله حصر جميع الباحثين عن العمل وتدوين المعلومات المتعلقة بمؤهلاتهم وخبراتهم ورغباتهم وتخصصاتهم وغيرها بصورة شاملة لتحديد الوظائف التي تتناسب وإمكانياتهم،مع إجراء مسح شامل للوظائف التي يشغلها الأجانب في القطاع الخاص ومتطلبات هذه الوظائف من مؤهلات وخبرات. من جهته قال عميد الكلية التقنية بالطائف محمد بن على العمري ان التدريب التقني والمهني هو الأمل الباقي لمن يريد الاستفادة منة ولدية توجه حقيقي للعمل الإنتاجي , وهو يحظى بإقبال كبير من الجنسين ولكن الخلل يكمن في توجه المتدربين للعمل في القطاع الإنتاجي الذي يعتمد على الربحية وفي وجود فوارق شاسعة في الأجور بين أنظمة العمل في القطاع العام والخاص مما يجعل أكثر الخريجين يفضلون العمل في القطاع العام لذلك المؤسسة معنية بالتدريب والتأهيل للعمل, وتوفير الفرص الوظيفية تتم عن طريق الجهات المعنية بالتوظيف في القطاعات العامة والخاصة . ---- اكاديميون يطالبون بزيادة القروض المقدمة للخريجين طالب اكاديميون بزيادة حجم القروض المقدمة لخريجي الكليات التقنية للخروج من دائرة البطالة . و وخظران الزهراني وكيل عمادة البحث العلمي بجامعة الملك سعود عددا من الحلول لبطالة خريجي الكليات التقنية منها : تغيير النظرة الاجتماعية السلبية للمهن والحرف من خلال دفع رواتب معقولة للعاملين بالمهن التي يمارسها سعوديون .. وإلزام المصانع والشركات الوطنية بتدريب خريجي التقنية وتوظيف من تثبت جدارته وبمرتبات معقولة وليس فتات كما تفعل الشركات مع العمالة الوافدة . كما دعا الى زيادة القروض المقدمة لخريجي كليات التقنية للبدء بمشاريع ناجحة والكف عن الحديث عن قروض مثل 25 و50 إلف وحتى 100 ألف ريال فهذه لا تقدم شيئا البتة . من جهته قال الدكتور عصام العمار استاذ بجامعة الملك سعود الى انه يجب ضم الكليات التقنية إلى مظلة التعليم العالي مثل كليات المعلمين والكليات الصحية وكليات البنات ، ويجب العمل على تغيير سياساتها المنهجية بما يكفل حصول خريجيها على فرص وظيفية مناسبة في القطاع الخاص الذي يشترط إجادة اللغة الانجليزية والحاسب الآلي . وأرى أن يكون للقطاع الخاص دور في اختيار التخصصات المناسبة في الكليات التقنية والمناهج التي تحتاجها بما يتواءم مع متطلبات احتياجاتها بدلاً من تخصصات لا تعود بالنفع الواضح الى سوق العمل السعودي . اما الدكتور عبدالرحمن عسيري استاذ علم الاجتماع بجامعة الامام فيشير الى ان الشركات ترفض توظيف المواطن لانها تعتبر ذلك مكلف ماليا والدور الان على القطاع الخاص حيث يجب عليه يجب عليه استقطاب الشباب من المتخرجين فهي اكثر جهة ممكن تستقبلهم ولكن الرواتب الضعيفة لاتجدي المواطن ولو وجد مواطن يعمل فهو محارب القطاع الخاص يفضل الوافد على المواطن لانه اقل تكلفة مالية كرواتب واوافد يعمل في أي مجال و جميع التاهيل في كليات التقنية موجه للقطاع الخاص ولكن للاسف القطاع الخاص الى الان لم يتقبل فكرة السعودة. ---- اعضاء الشورى : السعودة ب“القوة” لتوظيف خريجي الكليات التقنية قال عدد من اعضاء الشورى ل «المدينة» اننا مام اشكالية كبيرة جدا لا يستطيع التعليم الفني ولا وزارة العمل ان تحل هذه المعضلة ، فنحن بجاحة الى اعادة النظر الى اسلوبنا في معالجة السعودة يجب ان نفرض من خلال الانظمة والتشريعات بتوظيف خريجي التقنية بما يوازي رواتب الوظائف الحكومية خاصة في ظل التضخم وفي ظل ارتفاع مستوى المعيشة ونريد ان تحول من فرض نسبة هلى المؤسسات الى سعودة شريحة كبيرة من الوظائف . يقول الدكتور على الخضيري عضو مجلس الشورى : انا متفائل للخريجين الكليات اتقنية والمعاهد التدريب حتى على المستوى البعيد والحاجة ماسة لهم في المستقبل ومع كثرة الشباب وكذلك مع كثلرة اخريجين من الجامعات سيتجه الشباب بعد فترة الى مجال التدريب التقني والمهني وهذا يحتاج الى تشجيع من القطاع الخاص ومن الدولة ايضا لاجاد فرص عمل فتاذا لم يكن هناك فرص عمل سيتكدس الخريجون سواء من التدريب التقني او التعليم العالي ... اما عضو الشورى سليمان الزايدي فقال انه من المهم ايجاد ورش عمل وبرامج مهنية في التعليم الابتدائي حتى ينشا حب المهنة والتعلق بها وممارستها ويتخصص فيها مستقبلا مع نمو عمر الشاب وفي ظني اننا في حاجة لاعادة فلسفة التدريب التقني والمهني بشكل عام والبدء في توفير حب المهنة عند طلاب التعليم العام والابتدائي على وجه الخصوص ولايجاد ورش فنية تقنية اوليه يمارس فيها الطلاب المهنة ويكتشفوا فيها المعلمون والمدربون المهارات والمواهب اليدوية والذهنية وبالتالي طالب نفسة يصقل موهبته من خلال هذة الورش ولا يستنكر في المستقبل من الالتحاق بهذة الكليات والمعاهد التى اقل مايقال عنها اليوم بين الاسر السعودية انها مهن لا تليق بالابناء ,,, اما الدكتور عبدالعزيز الثنيان عضو مجلس الشوري قال ان المستقبل واعد في مجال التدريب التقني والمهني وهو مجال واسع ورحب وبالتالي انصح الشباب به وانصح بالتوسع في هذا النوع من التعليم فهو ذو قاعدة كبيرة في البلد ومستقبله الصناعي كبير جدا ولهذا فالتوسع في البرامج مطلوب والاخوة في التعليم الفني يدركون ذلك واكرر دعوة الشباب السعودي للالتحاق بهذة البرامج واشار الى ان سبب الاحجام عن الالتحقاق بالكليات التقنية والمعهاد المهنية عدم الوعي بوضعها المستقبلي وشريحة اخري تريد العمل المالوف السهل واخرون يتخوفون من عدم وجود عمل بعد التخرج ولكن نجد ان العمل هو في تلك المجالات ومشكلة البطالة مشكلة عامة من اسبابها عدم الجدية في العمل عند الكثير من الشباب والا الكليات تعد الشباب لسوق العمل. واوضح الدكتور خليل المعيقل عضو مجلس الشورى : نستقدم اكثر من مليون ونصف المليون وافد سنويا وهذه المعادلة تجعل الشاب او الشابة لا يقبلون حتى على الفرص المتاحة في القطاع الخاص لان ضعف المردود المالي لهذه الوظائف لا يجعلهم يحرصون على الانخراط في الوظائف فالقطاع الخاص غير جاد في عملية التوظيف ربما يريد نسبة السعودة فقط او ربما يريد ان يحقق نسبة تسمح له من استقدام وافدين برواتب متدنية. ---- الطامي: مناهجنا تتناسب مع سوق العمل قال مدير عام الادارة العامة التدريب الاهلى بالموسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور مبارك بن محمد الطامي ان الذي يتلقاه المنتسبون في الكليات والمعاهد التقنية يتماشى مع سوق العمل بنسبة كبيرة وما ينقص يتم تعلمه من خلال التدريب الممارسة الفعلية في سوق العمل ، لكن القضية لا تتعلق بنوعية ما يتلقاه الشباب من تدريب في الكليات والمعاهد التقنية وهل يتماشى مع سوق العمل بل هي مسألة أخرى .. ، ثم دعنا نطرح سؤال في قلب الإجابة : هل العمالة الوافدة التي يحتضنها سوق العمل مدربة ومؤهلة ؟ .. الإجابة أن معظم العمالة التي يحتضنها سوق العمل ليست مدربة بل أن معظمها أمية لا تقرأ ولا تكتب ناهيك عن أنها تلقت تدريباً فنياً أو تقنياً في بلادها لكنها تتعلم في سوق العمل لدينا . واختم هنا بإشارة في سؤال ... لماذا ينجح السعوديون خريجي الكليات والمعاهد الفنية في الكثير من المؤسسات والشركات الكبيرة في القطاع الخاص ويبدعون ولا يتواجدون في بقية مؤسسات القطاع الخاص الأخرى. ----- الغفيص : خطوات جادة لتلبية احتياجات سوق العمل قال محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص ان الموسسة اتخذت مجموعة من الخطوات لتلبية احتياجات سوق العمل من الايدى العاملة المدربة ومن ابرز تلك الخطوات الاستمرار في اعداد المعايير المهنية في مستويات وتخصصات فنية متعددة . واشار الى أن النمو السكاني يشكل ضغطاً غير مسبوق على سوق العمل السعودي و أن سوق العمل بالمملكة تتطلب توفير حوالي 4 ملايين فرصة عمل حتى عام 2020 . واكد الحاجة لهذا العدد من الوظائف لمواجهة تصاعد معدلات النمو السكاني في المملكة مستنداً إلى تقديرات واقعية مصدرها وزارة العمل ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات . واشار الى وصول عدد المتدربين في الوحدات التدريبة الحكومية118707 متدربا ومتدربة كما وصل في الوحدات التدريبة الاهلية الى 114018 متدربا ومتدرة بالاضافة الى تشغيل 30 مشروعا جديدا للكليات التقنية ومعاهد التدريب المهني الصناعي والمقرات التشغيلية للمعاهد العليا التقنية للبنات .