في هذا العالم الواسع والزمن المتغير الذي لم يعد للانسانية ركن فيه وفي احدى زوايا هذا الكون المظلمة يعيش ابو عبدالله في ظل ظروفه القاهرة وهمومه المتزايدة التي حولته من موظف حكومي الى عاطل بلا عمل. (اليوم) التقت ابي عبدالله لمعرفة ماذا يكتنف خاطره من هموم وظروف قاهرة. تحدث ابو عبدالله والالم يعتصر قلبه واهدابه تجاهد الدموع من النزول لم يشأ حتى ان يذرفها خشية امور كثيرة قد يكون العار احدها ليس العار من الفقر ولكن العار من الانكسار كيف لرجل راشد واب ل 5 اطفال ان يبكي وهو القدوة لاطفاله والمعلم لهم كيف يواجهون مصاعب الحياة ومشاقها ولكنها الظروف القاهرة التي اضطرته لذلك. يقول ابو عبدالله انا موظف حكومي واعمل كاتبا في احدى المدارس بمدينة الدمام متزوج ولدي 5 اطفال وراتبي لا يكاد يكفي لان اعولهم لاسيما واني اسكن بالايجار. فكرت مليا في تكوين مصدر دخل اضافي يعينني على تحمل المصاريف فقررت فتح بقالة لبيع المواد الغذائية ولكن كبر سني وضعفي لم يعيناني على العمل بها ومتابعة لوازمها فاعتمدت في ذلك على بعض العمالة. تربيتي ونشأتي الدينية علمتني الطيبة والتسامح والثقة في الآخرين حيث كنت احد رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم اتوقع الخيانة يوما من هؤلاء العاملين الذين وثقت فيهم واعتمدت عليهم. لقد استغلوا هذه الثقة واستغلوا سمعتي الطيبة بين الناس وعاثوا باموالي فسادا فكان ما يرد الي من دخل تلك البقالة لا يساوي شيئا مما كانوا يسرقونه ولم يكتفوا بذلك بل تسببوا لي ببعض من الديون التي لم ولن استطيع سدادها من راتبي الضئيل. فاغلقت ذلك المحل الذي لم يدخل علي سوى ديون جديدة اثقلت كاهلي ولم استطع سدادها. وبدأ كابوس الديون يطاردني في بيتي وفي عملي كثرت خطابات الاستدعاء على مقر عملي وامام مرأى زملائي فلم تتحمل كرامتي ذلك فاضطررت لترك العمل الذي عملت فيه ما يقارب ال16عاما ولم يعد لي اي مصدر دخل انفق منه على اسرتي مما زاد حالتي المادية سوءا بعد سوء ولا تسألوا عن حالتي النفسية فماذا تظنون باب يرى اطفاله محرومين من السعادة بل محرومين من ابسط متطلبات الحياة ويحس بانه هو السبب في احساسهم بهذا الحرمان حيث نعتمد في مصروفنا اليومي وفي اكلنا وشربنا على صدقات المحسنين. وكما هو الحال في سداد ايجار المنزل ولكن عندما لا تتوافر لدي قيمة ايجار المنزل لا يتوانى صاحب العقار في طردي واسرتي منه فلا اجد سوى اللجوء لاحدى الحدائق العامة انا واسرتي لنقضي فيها ليلتنا. ولا نصحو الا في حالة رثة وملابس متسخة ويخجل اطفالي من الذهاب الى مدارسهم فلا يجدون افضل من الغياب. وبعد هذا لا اجد سوى ان اناشد اهل الخير والاحسان واطلب من الايادي البيضاء في بلد الخير ان تقف الى جانبي وتساعدني في محنتي جزى الله كل فاعل خير او دال عليه. تحتفظ الجريدة باسم (ابو عبدالله) ورقم هاتفه اذا دعت الحاجة لذلك.