تعاني أم تركي من الفقر وتهديد أصحاب الديون لزوجها، وتسكن الأسرة في منزل «شعبي متهالك»، وتدفع إيجاره الشهري من دون أن يكون لهم دخل سوى بطاقة «الجمعية الخيرية»، وهي مخصصة للطعام فقط، من دون معونة مالية. ليس ما سلف وحسب، إذ يعاني أطفال الأسرة الحرمان من الدراسة، بسبب عدم القدرة على دفع مصاريفهم الدراسية من فسحة وملابس وغيرها من حاجات الدراسة، على رغم وجود ابنتين يفترض أن تكونا في صفوف المرحلة الابتدائية، وابن زملاؤه في الصف الثاني الابتدائي، إلا أنهم محرومون من التعليم بسبب عدم استطاعة عائلتهم دفع المصاريف. وتقول أم تركي ل «الحياة» بصوت متقطع مليء بالحياء: «أين أهل الخير الذين يستطيعون أن يسددوا دين زوجي؟ فأنا لا أستطيع عمل شيء وزوجي ليست لديه وظيفة، فهو كان حارس أمن براتب ألفي ريال واليوم ترك عمله، وهو مطالب مبلغ 300 ألف ريال بسبب شراء سيارات بالتقسيط ليقوم ببيعها والصرف علينا من قيمتها، ولكنه لم يستطع سداد ثمنها». وتضيف: «اضطررت أن أترك بناتي وابني من دون تعليم لعدم مقدرتي على دفع مصاريفهم، فيما يتقطع قلبي عندما تقول بناتي: ماما بنات جيراننا يدرسن، ونحن لا نذهب إلى المدرسة، وكذلك ابني هو الآخر يفترض أن يكون في الصف الثاني الابتدائي، ولم يحلم بالتعليم»، لافتة إلى أنهم يسكنون في بيت شعبي متهالك، «هو عبارة عن غرفتين صغيرتين وحمام ومطبخ صغير، ولا أستطيع دفع إيجاره الشهري البالغ 700 ريال لأحد المكاتب العقارية في محافظة النعيرية». وتقدم زوج أم تركي إلى الضمان الاجتماعي بطلب الحصول على مساعدات، «إلا أنهم أخبروه أن مهنته موظف أهلي، ولا يستطيعون مساعدته إلا بعد تعديل مهنته، وهو يعمل حالياً معقباً لأحد المكاتب في النعيرية»، مضيفة: «لم أجد دخلاً خاصاً لي سوى حافز، ولكن تم قطعه عني بعد نفاد المدة النظامية، وأنتظرُ إعادته بفارغ الصبر لأجد ما يسد رمق أطفالي الذين يقطّعون قلبي عندما يطلبون حاجات الحياة التي ينعم بها غيرهم، فيما أمنعهم من الخروج من المنزل كي لا يشاهدوا شيئاً لا أستطيع شراءه، فهم حبيسو المنزل».