تعمل أم عبدالله منذ نعومة أظفارها. فمنذ تزوجت، وهي في العقد الثاني من عمرها، لم تذق «طعم السعادة» بحسب تعبيرها، إلا أن الظروف تكالبت على حياتها الزوجية التي لم تدم إلا أعواماً بسيطة، وعادت إلى منزل والدها مطلقة، برفقة ابنها الصغير ذي الثمانية أعوام. وكانت المطلقة أم عبدالله تعتقد أن الحياة الزوجية «فاتحة الخير»، إلا أنها فوجئت بأن الظروف باتت أكثر صعوبة نفسياً واجتماعياً ومادياً. وتقول: «فضلت الانفصال بعد تجربة يصعب الحديث عنها»، مضيفة: «حاولت البحث عن وظيفة، إلى أن وجدت نفسي أعمل لأتحمل كامل نفقات عائلتي، وغرقت في ديون ثقيلة لا قدرة لي على تحملها». وتتابع: «تتكون أسرتي من سبعة أفراد، فيما والدي رجل كبير في السن ومتقاعد، ولا أحد يعمل من الأسرة إلا أنا وشقيقي الكبير، ونتحمل كامل النفقات والديون، ويصعب علينا الآن دفع إيجار المنزل». وتجد أم عبدالله نفسها «مجبرة على العمل، بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة، فأنا موكلة بابني وأشقائي ومصاريفهم كافة، فيما يحاول شقيقي تغطية المصاريف الأخرى، وحاولت البحث عن عمل إضافي، لسداد ديون أسرتي، والتخفيف من همومهم، إلا إنني لم أجد». وتلفت إلى أنها وصلت إلى مرحلة يصعب تحملها أو الاستمرار في التعايش معها، «الظروف أصبحت صعبة للغاية، وابني ما زال صغيراً، فيما راتبي وراتب شقيقي الضئيل لا يكفيان لتوفير مستلزمات الأسرة، وإيجار المنزل، وكثيراً ما أشعر بالضيق، ولا أجد وسيلة تخرجني منه إلا البكاء». ولم تطلب أم عبدالله إلا المساعدة في سداد إيجار المنزل الذي يحميها وطفلها وأهلها غير القادرين على تحمل الأعباء والنفقات، «فعندما تزوجت؛ اعتقدوا أنني قد أكون سعيدة، إلا أنني لم أجد إلا الشقاء والتعب، فبدلاً من التخفيف عن عائلتي، رجعت لهم ومعي ابني، فتضاعف الهم، وزادت مطالب الحياة، والمسؤولية أصبحت أكبر مما كنت أتوقع». لكن أم عبدالله تجد نفسها اليوم مجبرة على أن تطلب من أهل الخير مساعدتها ودعمها في حل مشكلاتها ومشكلات أسرتها المالية التي أرهقتهم كثيراً، «وصل الأمر أن والدتي بدأت في البحث عن أي عمل، على رغم أنها امرأة كبيرة، وتعاني من مشكلات صحية».