المتابع لحركة الحياة الاعتيادية الاقتصادية، يلاحظ ارتفاع مؤشر مستوى المعيشة بشكل تصاعدي ليس في مجتمعنا فحسب، بل في كافة المجتمعات الأخرى، خصوصا فيما يتعلق بالمواد الأساسية الاستهلاكية، إلى جانب متطلبات المعيشة الحياتية الأخرى، حتى بات حديث المجتمع يدور حول المصروفات العالية التي تتكبدها كل أسرة، إلى درجة أن مدخولاتهم تضمحل في سداد الأقساط المطلوبة والفواتير وما إلى ذلك من مصروفات، وأصبحت مسألة شراء مسكن أو شقة سكنية حلما بعيد المنال في ظل عدم إمكانية التوفير إن لم يكن استحالته من الدخل الشهري الاعتيادي، لأن أقساط السيارة، ومصروفات العلاج، وأقساط البنوك والإيجارات والفواتير أثقلت الكواهل وجعلت المثل القائل «مد رجلك على قد لحافك» سيد الموقف في جنبات معظم البيوت، وفي أذهان كثير من الأسر. أين يذهب الراتب؟، وفي ماذا يصرف، ولماذا يضمحل قبل نهاية الشهر؟، هذا استطلاع من مختلف شرائح المجتمع وآرائهم في أين تذهب رواتبهم: «ليس لنا من الراتب نصيب سوى اسمه فقط، إذ سرعان ما يختفي بين مستلزمات الحياة ومصاريف الأسرة، خصوصا مع ارتفاع الأسعار الذي يضرب كثيرا من دول العالم، وبعد قضاء مسلتزمات بسيطة للأسرة، نفاجأ بأن الراتب اضمحل ولم يتبق منه سوى جزء يسير بالكاد يكفي لما قبل نهاية الشهر التالي، وكثير من أرباب الأسر يتجهون لسد النقص أو العجر في الراتب إلى العمل على سياراتهم حتى أوقات متأخرة من الليل، حيث يعودون بمصروف اليوم الواحد فقط، فمستلزمات الأسرة كثيرة لا تنقطع». • أحمد عبدالله، تركي محمد، وحسن الحكمي ليلة الراتب «في ليلة نزول الراتب أتلقى عادة سيلا من الاتصالات من قبل الديانة، الذين يطالبون بسداد ديونهم المسجلة علي، راتبي يبلغ خمسة آلاف ريال، أوزعه على سداد الديون، ويتبقى جزء بسيط للصرف على أسرتي المكونة من سبعة أفراد، هذا الوضع يجعلني أعيش ضغوطا نفسية تنعكس على حياتي الأسرية، حتى أن الفرح لا يدخل بيتي بسبب المتطلبات الأسرية المستمرة، والديانة الذين يطرقون باب البيت في كل حين للسداد». • عبد الله القحطاني 10 أيام «تلتهم الأقساط راوتبنا، وأقساط القروض البنكية تلتهم جزءا كبيرا منه، حيث استدنا لتأمين السيارة للأسرة وبناء المنزل، وما تبقى يذهب لسداد المطلوبات الأخرى التي تشمل فواتير الكهرباء والاتصالات والمياه، وينفد الراتب بعد عشرة أيام من نزوله على الأكثر، وهذا يجعلنا نعيش ظروفا حياتية صعبة مع أسرنا، إلى أن يأتي موعد الراتب التالي». • محمد الحربي وعبدالعزيز مباركي إيجار المنزل «اضطررت للعمل براتب 2000 ريال في احد المستشفيات الحكومية بسبب عجز زوجي عن العمل لظروف صحية، وأصرف هذا الراتب البسيط في دفع إيجار المنزل المتهالك وتوفير بعض الأشياء الأساسية من متطلبات أولادي الثلاثة، مع أنني أحمل مؤهلا جامعيا حصلت عليه قبل ثمانية أعوام». • أم نايف متطلبات كثيرة «في ظل غلاء الأسعار أصبح الراتب لايكفي حاجة أسرتي في ظل المتطلبات الحياتية المتنامية، وتسديد القروض التي أثقلت كواهلنا، وأنا أب ل6 أبناء وراتبي يعيش معي لأسبوعين فقط، ومتطلبات المدارس وحليب الأطفال أصبحتا هما كبيرا» • محسن آل غانم أمور الحياة «أتقاضى راتبا يبلغ 13600 ريال، ومع ذلك أضطر أحيانا للجوء إلى الاقتراض من البنوك أو التدين من بعض الأصدقاء لتسيير أمور حياتي وأسرتي، وأنا أب ل 4 أبناء وأعيل والدي ولا يصل اليوم الخامس عشر من الشهر إلى وحسابي البنكي فارغ، وأفكر في من يتقاضون رواتب أقل من ذلك كيف يعيشون؟، كل شيء أصبح بمقابل حتى المستشفيات والعلاج حيث اضطر إلى أخذ أبنائي للمستشفيات الخاصة لأن التأمين الطبي لا يشملنا». • مانع آل عبية قرض زواج «لدى قرضان وقرض آخر للسيارة وأنا مسؤول عن إعالة 3 إخوة معاقين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، المشكلة أن كل شيء أصبح سعره مضاعفا حتى المواد الغذائية، والالتزامات التي تستهلك الراتب كثيرة، ولا نصل إلى اليوم العاشر من الشهر حتى أجد أن الراتب اختفى، دفعت تكاليف زواجي بالاقتراض من أحد البنوك، ولذلك أقول ان الالتزامات كثيرة لا يحتملها الراتب جميعها». • سالم بالحارث الالتزامات كثيرة «لماذا نكذب على أنفسنا؟، نعم الالتزامات على رواتبنا كثيرة، ونحن شباب في بداية أعمارنا، فالسيارة تحتاج إلى إصلاح، والمنزل يحتاج إلى أغراض ومقاض، وأطفالنا لهم احتياجاتهم، وما زادنا وزاد همنا غياب الرقابة من قبل وزارة التجارة تجاه المتلاعبين في الأسعار». • عبدالعزيز المصعبي متطلبات الحياة «أعمل في أحد القطاعات الحكومية على بند التشغيل براتب 3500 ريال ، وحتى الآن لم أتمكن من الزواج، ففي وقتنا الحاضر زادت متطلبات الحياة وزادت معها التكاليف، وراتبي لا يكفي كل الالتزامات، ولذلك صرفت النظر عن موضوع الزواج مؤقتا». • عبدالعزيز السهلي مدخولات أخرى «راتبي يقترب من ال 10 آلاف ريال، ولدي أسرة كبيرة من 8 أفراد، وأسكن في بيت بالإيجار، راتبي ينقضي حوالى منتصف الشهر، بعدها أعتمد على شراء المستلزمات للأسرة بالاستدانة، هكذا هي حال معظم الذين يتقاضون رواتب فقط وليست لهم مدخولات أخرى، خصوصا مع الارتفاع المتزايد في الأسعار، فكيف بشخص يتقاضى راتبا قدره ثلاثة آلاف ريال فقط؟!». • علي الخالد جدولة المستلزمات «بالنسبة لي، فإن راتبي يستمر معي لنهاية الشهر، حيث انني أعتمد على جدولة كافة المستلزمات وأبتعد عن التفريط وشراء الأشياء غير الضرورية، ومشكلتنا في تزايد الأسعار المتصاعد، واستغلال التجار للناس وحاجتهم إلى المواد خصوصا الغذائية والاستهلاكية». • عبدالرحمن العنزي وضعي أفضل «راتبي يكفيني لنهاية الشهر، مع أنني أسدد قرضا للبنك وأسكن في بيت بالإيجار، ووضعي أفضل من غيري بحمد الله، وأنا أعرف أشخاصا رواتبهم تكفيهم لنهاية الشهر، فيما هناك آخرون لا يستمر الراتب معهم أكثر من عشرة أيام، وهذا ما يدفعهم إلى الاستدانة، خصوصا وأن متطلبات الحياة أصبحت أكثر من الماضي وغلاء المعيشة كذلك والكثيرون يعانون من ذلك خصوصا من هم برواتب متدنية». • تركي الزهراني الاستدانة أو البيع «راتبي في الواقع ينتهي سريعا، والأقساط الشهرية تستهلك منه حوالى 33 بالمائة، ومع ذلك، فإن الراتب يستمر معي إلى ما قبل صرف الراتب التالي بأيام، حيث أضطر للاستدانة أو بيع بعض الممتلكات الصغيرة مثل المشغولات الذهبية أو الاستدانة من عدد من المحلات حيث أسددهم عند استلام الراتب، وهذا حال كثير من الناس في المجتمع». • محمد الخيبري زوجان عاملان «مستلزمات الحياة وتكاليفها أثقلت كاهل الكثيرين ولعل ذوي الدخل المحدود هم من يعانون بذلك، رغم أنني وزوجتي عاملين إلا أن رواتبنا تنتهي قبل وصول الراتب التالي، متطلبات الأسرة والإيجار، ومع ذلك فإن وضعنا أفضل بكثير من حال كثير من الأسر». نوح الغانمي وضعي أفضل «بالنسبة لي، فإن راتبي يكفي حاجة أسرتي حتى نهاية الشهر، ووضعي أفضل كثيرا من غيري، والالتزامات كثيرة والمتطلبات كذلك». • جابر الشمراني ألجأ للدين «أعمل في أحد القطاعات العسكرية، والراتب كاف الى حدٍ معين، وأدفع أقساطا لبنك التسليف والسيارة وإيجار السكن، وراتبي ينتهي قبل نهاية الشهر بعشرة أيام تقريبا ألجأ بعدها إلى أحد الزملاء للاستدانة منه». • سليمان العنزي للأساسيات فقط «أعمل في احدى الشركات الكبرى، والراتب كاف للأساسيات فقط، والأقساط الشهرية التي أدفعها تقدر ب3300 ريال، وينتهي راتبي خلال ثلاثة أسابيع من صرفه، وأنا أعمل على تخفيف المصاريف حتى يأتي الراتب التالي». • عبدالإله الرسلان متطلبات لا تنتهي «أعمل في احد القطاعات العسكرية، وراتبي لا يكفي المتطلبات الأسرية التي لا تنتهي، خصوصا وأنني أدفع أقساطا للبنك والسيارة، وراتبي ينتهي في منتصف الشهر، وألجأ مثل كثيرين غيري للاستدانة من أحد الزملاء لأتمكن من إكمال الشهر حتى الراتب التالي». • سالم العطوي 30 % زيادة أسعار «شأني شأن الكثيرين، أنهكتنا مسألة ارتفاع الأسعار المبالغ فيها أحيانا من قبل بعض التجار، على الرغم من التسهيلات التي يحصلون عليها من الدولة، ومن الملاحظ أن الخضار والفواكه والأرز والمساكن والسيارات ارتفعت أسعارها بمعدل يتجاوز 30 بالمائة، أنا مثلا أتقاضى ستة آلاف ريال، والحقيقة لا أعلم كيف أدير مرتبي حتى يكفيني وأسرتي طوال الشهر، حيث أسكن بإيجار سنوي قدره عشرون ألف ريال، ولدي طفلان، وسيارتي بالأقساط، وشهريا أصرف قرابة 3500 من الراتب للسداد، والباقي أصرف منه على أسرتي طوال الشهر». • محمد السحيم مساعدة الزوج «أعمل بمدرسة أهلية وأتقاضى مرتبا قدره ثلاثة آلاف ريال، وراتبي هذا لا يمكن أن يصمد أكثر من 10 أيام، حيث أذهب إلى عملي بسائق خاص بأجر قدره 500 ريال، وحاجاتي الضرورية تستهلك حوالى ألف ريال شهريا، وفاتورة هاتفي حوالى 500 ريال، والباقي أساعد به زوجي في مستلزمات البيت وملابس أطفالي، يمكن لهذا الراتب أن يفي بالحاجة إذا ما كانت الأسعار معقولة أو في متناول اليد، ولكن ضعف الرقابة عليها جعل من بعض التجار مستنزفين لمدخولاتنا». • أمل إبراهيم ضبط وتشريعات «يجب على الجهة المسؤولة ضبط الأسعار ووضع ضوابط وتشريعات تمنع الزيادات فيها، حيث إن مرتباتنا لا يمكنها الصمود أمام التزايد المستمر في أسعار السوق، وعدد كبير من أصحاب الأجور المتدنية تضرروا كثيرا جراء ذلك، وآن الأوان لتحقيق التوازن المطلوب بين الرواتب وأسعار السلع، حيث إن مصروفات التغذية تستهلك حوالى 40 بالمائة من الراتب الشهري للأسرة، والإيجارات والأقساط تستهلك 40 بالمائة أخرى، والمتبقي لتسيير الأمور بالحد الأدني، وهذه إشكالية تواجه المدخولات الشهرية للأسر، وبات هناك خيط رفيع بين المواطنين لفروقات الدخل الشهري، وما يعزز صحة كلامي هي الأرقام الكبيرة المسجلة في الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية». • خالد السويل أنياب الغلاء «نواجه أنياب غلاء الأسعار التي كشّرت في وجه المواطن المغلوب على أمره وبدون رقيب لتنهش راتبه، وقد قضت على إمكانية شرائه لبعض احتياجاته الأساسية، إذن مراقبة الأسعار وضبطها مهمة جدا، حتى يمكن للمواطن أن يحدد ميزانيته وفق ميزان عادل بين الراتب والأسعار». • رزان القحطاني دون ضوابط «راتبي خسمة آلاف ريال تذهب إلى الأقساط البنكية وغيرها من مستلزمات الأسرة، ولا يتبقى لدي غير 300 ريال وعلى منتصف الشهر لا يتبقى شيء منه، فأضطر للاستدانة من أخي مبلغا لنهاية الشهر، وأنا أعزو ذلك إلى الارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي تتزايد يوما بعد آخر دون ضوابط». • عبدالله سعد الحارثي أقساط .. أقساط «أنا موظف بالقطاع الحكومي، وفي الواقع راتبي لم يعد كافيا لغلاء الأسعار ومتطلبات الأسرة، أتقاضى 4831 ريالا وهذا المبلغ تتنازعه الأقساط للبنوك والسيارة، 1756 ريالا للبنك، و844 ريالا قسط السيارة، ويتبقى 2191 ريالا، تدخل فيها فواتير الكهرباء والماء والاتصالات، ذلك غير إيجار الشقة التي أسكنها مع أسرتي». «راتبي كافٍ لغلاء الأسعار ومتطلبات الأسرة». • فواز السبيعي راتب وضمان «أنا موظف متقاعد، وراتبي التقاعدي 2500 ريال وأتقاضى من الضمان 2100 ريال، لكن سرعان ما ينفد ما بالجيب لمتطلبات الحياة التي أصبحت تثقل كاهلي بسبب ارتفاع الأسعار المبالغ فيه خصوصا في أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الدراسية التي تطلب بشكل يومي، أنا أناشد الجهات المعنية بفرض رقابة مشددة على جميع التجار ومراقبة أسعارهم التي يفرضونها على المستهلكين التي أرى أنه مبالغ فيها». •عبدالله السبيعي قيم مرتفعة «أزمة ارتفاع الأسعار والعقارات هي من يجب أن يوضع لها حد وبشكل سريع حتى يمكن للمواطن أن يهنأ براتبه الذي تستنزفه الديون والقروض، وتعصف به القيم المرتفعة لفواتير الكهرباء والاتصالات». • سلطان البلادي العادات الشرائية «للأسف، العادات الشرائية لدى غالبية أفراد المجتمع خاطئة فالبعض لا يقسم الميزانية بحيث يوفر في قيمة استهلاك الكهرباء ويضعها تحت حد معين، بل وأيضا تكاليف إقامة مأدبات الطعام والاحتفالات بحضور بعض الزوار للمنزل، والكثير من أفراد المجتمع لا يتوانوا في صرف كل ميزانيتهم على العزائم والمأدبات ما يؤدي إلى انتهاء الراتب قبل أوانه، وهناك أيضا استغلال بعض التجار لحاجة المواطن للسلعة ما يؤدي كذلك إلى ضعف إمكانية الرواتب في تحقيق الرفاهية للأسرة». • فاطمة العمري، بشرى الغامدي زنازين متحركة «صحيح بأن رواتبنا لا تسد حاجتنا ونعي تماما ذلك، فالغالبية العظمى من المواطنين والمواطنات طوقوا بالديون، ولا يخفى علينا استغلال بعض التجار للأسف للمواطن في مسألة الأسعار للمواد الاستهلاكية، وبين عشية وضحاها تجد سعر كيلو الطماطم مثلا قفز من 3 إلى 15 ريالا، فكيف يمكن للمواطن أن ينعم براتب يستمر معه لآخر الشهر؟». • أمينة موسى خاوية الوفاض «أعمل في القطاع الحكومي منذ 31 عاما وعلى المرتبة الرابعة وصعدت إلى المرتبة الخامسة قبل 11 عاما، ولا يتجاوز راتبي الثمانية آلاف ريال تقريبا، هذا الراتب أواجه به شهريا ارتفاعات الأسعار المضطردة والتزاماتي الأسرية، فكيف يمكن أن أوفر من هذا الراتب الذي ينتهي قبل نهاية الشهر فأصبح خاوي الوفاض أنتظر الراتب التالي؟». • نبيلة عبدالشكور