البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    حرس الحدود يحبط تهريب 1.3 طن من الحشيش و 1.3 مليون قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرطان الكبد الأكثر شيوعا بالمملكة
السرطان وحش قاتل...
نشر في اليوم يوم 18 - 05 - 2004

السرطان كلمة مرادفة للموت البطيء, و بمجرد سماعها ترتسم في ذهنية المستمع كل ما هو مخيف ومرعب وكل ما هو عدو للحياة والسعادة و الفرح .., وهو بلاء قديم يصيب الإنسانية منذ أكثر من ألف عام قبل الميلاد، ولم يتم اكتشاف أسراره و معالمه إلا في العقود الثلاثة الأخيرة, وقبل سنوات قليلة لا يسمع باسم هذا المرض إلا نادرا لقلة الأشخاص الذين يصابون به في المنطقة الخليجية والعربية نتيجة عدد السكان القليل و ضعف الإمكانات الطبية من أجهزة وكوادر قادرة على اكتشاف الحالات. و جاء في تقرير دولي حديث انه مع مرور كل دقيقة يتم اكتشاف إصابات جديدة لمرضى السرطان على مستوى العالم حيث يقدر عدد المصابين به سنويا ب 10 ملايين مصاب, و عدد المتوفين منه 6 ملايين إنسان سنويا في العالم.
و المملكة من ضمن الدول التي تشهد سنويا ارتفاعا مخيفا في عدد المصابين بهذا المرض المرعب و الوحش الكاسر, وارتفاعا في عدد المتوفين بهذا الداء الذي لا يحترم صغيرا أو كبيرا , ذكرا أو أنثى , غنيا أو فقيرا ، بل يصيب أي إنسان في أي وقت بدون مقدمات أو أسباب معروفة و واضحة . حيث يزيد عدد المصابين به المملكة 14,240 إصابة سنويا بينها 11 ألفا للسعوديين من الرجال والنساء, وعدد الإصابات التي تصل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض2800 إصابة سنويا, و نسبة المتوفين بسبب السرطان في المملكة تأتي في المرتبة الثانية بعد نسبة المتوفين بسبب الحوادث المرورية, ومما يساهم في زيادة عدد حالات السرطان في منطقتنا تلوث البيئة والغذاء, والعادات الغذائية السيئة, واستخدام المواد الحافظة, وعادات التدخين, و نقص الثقافة والوعي الصحي, و نقص الأجهزة والكوادر القادرة على اكتشاف المرض في مراحله الأولى, وقلة بل وانعدام المراكز المتخصصة لعلاج هذه الأمراض في معظم المدن.
مرض السرطان وبالرغم من تقدم العلاج الطبي الكبير في الطب و جعل من علاج بعض حالات السرطان أمراً سهلاً إلا أنه مازال مرتبطاً بأذهاننا بالموت .. و يظل الآن هو المرض الذي يهدد حياتنا الذي أصبح يغزونا ويفتك بالأفراد كالوحش القاتل وأصبح الناس تخشى من ذكر اسمه المخيف.
وان الهدف الرئيسي من هذه الحلقات عن هذا المرض الشرس هو التثقيف وليس التخويف والتضخيم المبالغ فيه , وإنما هي محاولة متواضعة لإظهار الصورة الحقيقية و الواقعية لهذا المرض وتسليط الضوء لما يعانيه المصابون به.
هل حان الوقت ليصبح هذا المرض الشغل الشاغل لكل المهتمين من الأفراد الأصحاء للوقاية منه, ومن الأطباء بالدراسة والتخصص والاهتمام بكل ما هو جديد في هذا المجال , ومن المسئولين بإيجاد المستشفيات والأجهزة والكوادر المتخصصة, و إنشاء المراكز التوعوية والتثقيفية, والندوات العلمية... ليعمل الجميع صفا واحدا ... من اجل الحد من اقتحامه لأبناء المجتمع و زرع أنيابه المسمومة .. , ولبناء مجتمع صحي خال من الأمراض وفي مقدمتها هذا المرض الخبيث كيف السبيل لذلك؟
نماذج من الكشف الفاشل
بألم وتأثر يتذكر احمد جاسم صديقه جميل الذي كان قوي البنية ونشيطا, ويحب عمله.. لم يشتك طوال فترة معرفته به من أي مشكلة صحية.
جميل محطة تجارب
فجأة شعر جميل البالغ من العمر25 عاما بآلام حادة في بطنه وذهب إلى المستشفى الرئيسي بالمحافظة وكشف الطبيب عليه وقال إنها أعراض الدودة الزائدة ثم حدد له موعد معين لإجراء العملية.. وفي أثناء الترتيب للعملية اخذ طبيب التخدير يسأل (جميل) بعض الأسئلة.. وفجأة اختفى الطبيب ثم عاد برفقة الطبيب الجراح المسؤول عن إجراء العملية وحدث بينهم كلام وقاموا ببعض الفحوصات عليه ثم قال له الطبيب: قم واذهب إلى بيتك، لن نجري لك العملية فليست لديك مشكلة في الدودة.. وبعد فترة ذهب إلى المستشفى التعليمي بالخبر للمراجعة والمتابعة فأكد الطبيب على ضرورة إجراء عملية الدودة فتم استئصال الدودة ولكن الأعراض لم تختف فأخذ جميل يراجع المستشفى التعليمي فقال الطبيب: هناك مشكلة في البنكرياس وتم استئصاله وأصبح جميل محل تجارب وتوقعات لتشليح الأعضاء بعدما عجز الأطباء في تخفيف الآلام عبر إجراء العمليات.. وبعد فحوصات اكتشف ان لديه سرطانا... وما هي إلا اشهر وتوفي جميل بدون اغلب أعضائه.
وبحسرة وألم يشير السماعيل إلى سوء التشخيص من قبل الأطباء لحالة جميل, ويواصل السماعيل: جميل ذهب رحمه الله ولكن مازال للأسف الشديد الكثير من أمثال جميل.
حريص على المتابعة
وينقل فيصل تجربة مريرة مرت على العائلة عندما أصيب خاله (ع ن) بمرض مفاجىء وهو موظف في احد البنوك ويبلغ من العمر 40 عاما وكان حريصا جدا على الاهتمام بصحته وغذائه وهندامه فهو في كل فترة يقوم بإجراء فحص طبي شامل في احد المستشفيات الأهلية التي تتعامل معها إدارة البنك.. وفي نهاية شهر رمضان المبارك من عام 1424 شعر بآلام حادة في قدميه اللتين أصبحتا ثقيلتين ولا يستطيع حملهما.. وراجع المستشفى الذي يتعامل معه وقال الطبيب: بسيطة.. خذ الدواء وستتحسن حالتك.. وبعد أيام أربعة أصبح (ع ن) لا يستطيع الحركة فأخذه أبناؤه إلى أحد المستشفيات الكبرى في مدينة الخبر الأهلية بعد إجراء الكشف والفحوصات وأخذ العينات قال الطبيب مقدمة عن القضاء والقدر والصبر, وان العلم يتطور يوما بعد يوم.. شعر أبناء المريض بوضع غير طبيعي وان مريضهم مصاب بمرض خطير.. فصرح الطبيب بانه مصاب بالسرطان وفي مراحله الأخيرة حيث انه منتشر بالجسم ولا يمكن علاجه.. أهل المريض أصيبوا بصدمة قوية لم يصدقوا ذلك كيف يحدث وهو من المهتمين جدا بصحته و بالمراجعة الدائمة للمستوصفات و إجراء الفحوصات, وهو طوال الفترة الماضية لا يعاني مشاكل صحية.. فقال الطبيب: هذا الوضع هو نتيجة التأخير في كشف المرض و في التشخيص الخاطئ طوال الفترة الماضية.. و للأسف ان المستشفى الذي كان يراجعه ربما لا توجد فيها إمكانات طبية قادرة على كشف المرض أو يفتقد الأطباء المؤهلين.. وما هو إلا شهر و نصف الشهر في المستشفى وتوفي.
ابن المريض فتحي قال: أصعب شيء علينا أن يكون والدي مصابا بمرض خبيث و هو لا يعلم ولم يشعر به ولم يكتشف من قبل الأطباء بالرغم من زيارته المتعددة المستشفيات التي تعتبر كبيرة وتطلب مبالغ عالية جدا, واني احمل المسؤولية في انتشار المرض في جسد والدي للتشخيص الخاطئ من قبل الأطباء.
الطفلة وشبح السرطان
ومن القصص الواقعية المؤلمة للتشخيص المبكر الخاطىء من قبل الأطباء قصة سكينة كما ينقلها لنا والدها.
البداية
ذات مساء بارد في شهر رمضان المبارك من سنة 1420ه أصيبت الفتاة سكينة التي تبلغ من العمر أربعة أعوام و التي كانت تملأ المنزل صراخا وضجيجا لحيويتها ونشاطها بارتفاع مفاجئ في حرارتها وتقيؤ و اصفرار في الوجه.. ذهب بها والدها إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة والذي يعمل فيه وكشف عليها الطبيب وطلب ضرورة تنويمها لإجراء المزيد من الفحوصات (تم التنويم والرعاية لأن والدها موظف بالمستشفى) وفي اليوم الآخر وبعد ظهور نتائج الفحوصات قال الطبيب: لا مشكلة.. نزلة برد بسبب انتشار فيروس في الجو خلال هذه الفترة وستتحسن حالتها بإذن الله..
بداية الخوف
أخرجت من المستشفى بعد يومين و الأب يشعر بقلق شديد لأن الفتاة مازالت تتقيأ بشكل دائم والحالة تزداد سوءا.. عندها بدأ الأهل مسلسلا غير معروفة حلقاته وكيف تكون نهايته بالتردد على المستشفى لدى عيادة استشاري أمراض الأطفال.. و الوضع لم يتحسن مما ساهم في تسرب شعور بالخوف من إصابة الطفلة الصغيرة بمرض خطير.. هذا الشعور بدأ يسيطر على اغلب أفراد العائلة والمحبين للطفلة الغالية عند الجميع لأنها كانت محبوبة لديهم.. ومرت الأيام ثقيلة بالهموم والآلام وجاء العيد وبأي حال جاء العيد.. الكل يفكر ويترقب في حالة سكينة التي تزداد سوءا.
الدخول في الغيبوبة
في ثاني أيام العيد أدخلت سكينة المستشفى وتم تنويمها وفي اليوم الثاني من وجودها بالمستشفى دخلت سكينة في غيبوبة. فقرر رئيس قسم الأطفال الاستشاري.. والأطباء المساعدون تحويلها إلى المستشفى الرئيسي بالمنطقة مستشفى (الملك فهد) حيث الإمكانات الطبية أكبر وأفضل من أجهزة وكوادر.. طبيب قسم الأطفال بالمستشفى الكبير استشاط غضبا من هذا الوضع السيئ والمؤلم الذي وصلت له حالة سكينة حيث وجه أصابع الاتهام بالتقصير في التشخيص لأطباء المستشفى السابق.. فسوء التشخيص منذ البداية هو الذي أدى لحدوث هذه المشكلة.
أول إجراء قام به الطبيب تصوير أشعة مقطعية فورية.. والنتيجة المفجعة وجود ورم في الدماغ.. لم يتصور الأهل أن سكينة مصابة بهذا المرض الخطير.. لقد نزل الخبر كالصاعقة المحرقة التي حرقت كل ما هو جميل في ذاكرة الوالدين.. فاجتمع الأطباء وكبار المستشارين ورئيس قسم المخ والأعصاب قرروا إجراء عملية جراحية مستعجلة في الدماغ.
عمليات بالتقسيط
قرر الأطباء في البداية إجراء عملية استئصال 75 بالمائة من الورم وتم توقيع الأوراق من قبل الأهل.. العملية بدأت في الساعة 8 صباحا ولم تنته إلا بعد الساعة الثالثة ولم يكن برفقة الطفلة سوى انها صاحبة القلب المجروح التي تشغل وقتها بالدعاء... وضعت في غرفة العناية المركزة ومنع الأحبة من الدخول والاطمئنان عليها سوى الوالدين.. في اليوم الآخر فاقت سكينة وفتحت عينيها الذابلتين ونظرت إلى والديها بأمل في ظل فرحة الأهل فابتسمت الفتاة فكاد الوالدان يطيران من الفرح... خرج الأب بنشوة الفرح من غرفة ابنته و توجه إلى غرفة الأطباء حيث سأل الطبيب (استشاري جراحة الدماغ والمخ والأعصاب) والمسؤول عن العملية.. ففجر الطبيب قنبلة غير متوقعة في وجه الأب المكسور حيث قال له انه تم استئصال عينة فقط من الورم وتم إرسالها إلى مختبر الأنسجة لمعرفة نوعية الورم وسننتظر 8 أيام حتى تظهر النتيجة... الأب استشاط غضبا من هذا العمل لان المتفق عليه إجراء عملية استئصال للمرض بمقدار 75 بالمائة وليس لأخذ عينة وبعد ذلك يتم التقرير في إجراء عملية أخرى... وقال الأب لو اني كنت اعلم بذلك لأرسلتها للرياض مباشرة... الأب حاول اثبات خطأ الأطباء لأنه كان من المفروض أن ترسل منذ البداية للرياض لإجراء الفحوصات والعمليات.
شلل سكينة
في احد الأيام التي لا تنسى وأثناء زيارة الوالد للمستشفى تحدث معه الطبيب بان العمليات معرضة للنجاح والفشل و التوفيق من رب العالمين.. هذا الكلام أدى إلى تسلل الخوف فقال الأب: ماذا في الأمر يا دكتور فقال الطبيب: سكينة أصيبت بشلل نصفي.. الأب حمل المسؤولية مباشرة للدكتور وحاول الدكتور تبرير موقفه فقال إننا كنا نتوقع حدوث ذلك إلا اننا لم نرد أن نخبرك بذلك منذ البداية.
ورم خبيث
بعد 8 أيام من إجراء العملية ظهرت نتيجة التحليل للورم بأن الورم خبيث ولابد من إرسال سكينة للرياض لمواصلة العلاج.. بعد 45 يوما في المستشفى قرر الطبيب خروج سكينة إلى المنزل لاستقرار حالتها( وأي استقرار وهي مشلولة ) والانتظار حتى يأتي أمر من الرياض لإرسالها إلى هناك..الأب في البداية رفض وطلب بقاءها بالمستشفى حتى يأتي الطلب من الرياض ولكن الطبيب أصر على خروجها... ونقلت سكينة إلى المنزل وبصورة غير الصورة التي خرجت بها من المنزل آخر مرة حيث أصبح شكلها مخيفا نتيجة الضعف والشلل لدرجة ان الأطفال الذين يحبونها وينتظرونها طوال فترة غيابها خافوا منها في أول الأيام.
البحث عن الأمل
في هذه الفترة قام الأب بمحاولات عديدة من كل الاتجاهات لتسريع نقل ابنته إلى الرياض خاصة من قبل الأصدقاء والمعارف والعلاقات فجاء رد له من المستشفى بالرياض بأنه لم يصل شيء من المستشفى حول حالة سكينة وانه ينبغي إرسال الأوراق والتحاليل والتقارير فذهب الأب إلى المستشفى معترضا على الأسلوب الذي يعبر عن عدم الاهتمام فقالوا إننا أرسلنا التقارير وننتظر الرد فقال لهم الأب الحقيقة انه إلى الآن لم يتم إرسال التقارير.. الوالد بجهود شخصية وعن طريق علاقاته وبعد حدوث اصطدامات ومشادات كلامية مع المسؤولين اخذ التقارير وأرسلها إلى الرياض.
استدعاء سريع من الرياض
في نفس اليوم الذي عرضت فيه الأوراق على اللجنة قرر إرسال فاكس عاجل لإرسال الطفلة للمستشفى التخصصي. وصل فاكس الأب الى المستشفى وفيما الوالد في الطريق وبالقرب من مدينة الرياض اتصل به احد الموظفين بمستشفى فهد يطلب منه ضرورة جلب الفتاة إلى المستشفى لكي يتم غدا إرسالها إلى الرياض فرد الأب: صباح الخير أنا الآن بالقرب من الرياض وشكرا على الاتصال والاهتمام.
أطباء التخصصي استغربوا من تصرف أطباء مستشفى الملك فهد وقالوا انه يجب إرسال الحالة مباشرة للرياض بعد إجراء تصوير الأشعة المقطعية بدون القيام بعمل جراحي غير ناجح وقرر الأطباء إجراء عملية مستعجلة.. واستغرقت العملية 11 ساعة . نتيجة العملية كانت فوق المتوقع حيث بدأت تتحرك وتبتسم وبعد 5 أيام حولت إلى غرفة خاصة عوضا عن العناية المركزة.
الانتكاسة
بعد 5 أيام من نجاح العملية اتصل مندوب المستشفى التخصصي بالأب وطلب منه ضرورة تواجده غدا بالمستشفى التخصصي لإجراء لقاء صحفي للأطباء مع الإعلام بمناسبة النجاح الكبير للعملية. في المساء حدثت انتكاسة مفاجئة للطفلة وارتفاع في الحرارة وتقيؤ.... حضر الفريق الطبي وقرر الأطباء إجراء عملية أخذ عينة لمعرفة السبب واخبروا الأب بذلك فقال لهم لا تستعجلوا وقام الأب المحطم بعدة اتصالات بمجموعة من الأطباء والأصدقاء وكان رأي الأغلبية عدم إجراء أي شيء فقرر الأطباء إعطاء سكينة علاجا عبر المغذي لمدة 20يوما وكانت النتيجة جيدة ولم يتمكن الأطباء من علاجها بالكيماوي لانخفاض وزنها بشكل كبير جدا.. وقرر الأطباء الخروج لها للمنزل لعدم التمكن من علاجها وفي احدى الليالي من شهر شعبان من سنة 1421ه ودعت سكينة الحياة بالقرب من والديها اللذين لم يبخلا عليها بالحنان والرعاية لآخر لحظة من حياتها.
والد الطفلة (سكينة) حسين قال: لست منزعجا فقط من وفاة ابنتي لأن الموت حق وهذه أمانة والله سبحانه وتعالى اخذ أمانته, ولكني متألم جدا من سوء التشخيص والكشف في اغلب مستشفياتنا و افتقاد الكثير منها للأجهزة والمعدات والمختبرات والكوادر الطبية, وتفشي روح عدم المبالاة لدى بعض الأطباء والموظفين في وزارة الصحة.
الكشف الايجابي للأطباء
و يقلل الدكتور علي الجبران (أخصائي أورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض) من ان الأطباء دائما سبب في الاكتشاف المتأخر للحالات نتيجة الكشف الخاطىء موضحا ان الطبيب كبقية البشر معرض للصواب والخطأ فهو يجتهد وعلى الله التوفيق, وانه لا يخلو الأمر من الأخطاء التي تحدث اغلبها طبعا من غير قصد إضافة للتقصير من قبل الأطباء إلا ان هناك تقصيرا كبيرا من بعض الناس لا يرضخون ولا يستسلمون لتقرير وتشخيص الطبيب عندما يشك في وجود مرض ما مثلما حدث في القصة التالية:
ورم في الفخذ
أصيب شاب عمره 17 عاما بورم في عظمة الفخذ وبعد الكشف عليه من قبل الطبيب شخص المرض بانه من الأعراض التي ينبغي علاجها, و ان نسبة شفائه 100 بالمائة بإذن الله...وانه لابد من اخذ عينة للتأكد من الحالة بشكل صحيح.. الأهل في البداية رفضوا اخذ عينة خوفا من اكتشاف مرض خبيث بالرغم من كلام ومحاولات الطبيب... وبعد فترة وافقوا فتم اكتشاف وجود ورم خبيث ولابد من إجراء عملية بأسرع وقت لاستئصال المرض اليوم قبل الغد ولكن الأهل رفضوا إجراء العملية.. وبعد فترة انتقل الورم إلى المخ و بدأ بالانتشار والانتفاخ حيث فقد المريض الخلايا العصبية في الرأس ففقد الشاب حاسة البصر.. والعينان خرجتا عن الوجه من شدة الضغط. حتى انتشر المرض في جميع الأعضاء وأصبح من غير الممكن إجراء أي محاولة... وهذا يدل على صحة تشخيص الطبيب في الحالة منذ البداية إلا أن الأهل رفضوا كلام الطبيب بالرغم من إمكانية شفائه بنسبة 100 بالمائة في بدايته.
الكشف المبكر
التشخيص المبكر للمرض وللورم يساهم بنسبة كبيرة في الشفاء قد تصل الى 100% وان اغلب الحالات التي تصاب بالسرطان يمكن شفاؤها لو تم اكتشافها منذ البداية وان الحالات التي ذكرت سابقا تعبر عن تقصير واضح في التشخيص للمرض من قبل الأطباء أو من قبل الناس وهذا يعني أنه كلما كان التشخيص خاطئا أو تأخر المرء أو أهمل الأعراض التي قد يحس بها قلّت نسبة الشفاء. ومن الأورام التي من الممكن كشفها مبكراً أورام الثدي وعنق الرحم لدى النساء وأورام الخصية لدى الرجال إلا أنه من المهم التنويه الى أنه ليست كل الأورام أوراما سرطانية فقد تكون أوراماً حميدة.
المواطن والوزارة شريكان في التقصير
ويرى سعيد الفرحان ان المواطنين السعوديين مقصرون في الاهتمام بمسألة الفحص الصحي الدوري خاصة لكبار السن أو الشباب لمن يعانون أمراضا في داخل الأسرة , ان وزارة الصحة مسؤولة عن رفع مستوى الوعي والاهتمام لدى المواطن من خلال نشر الوعي عبر جميع الوسائل وإيجاد الوحدات والمراكز الصحية المهمة مثل مركز مرضى السرطان فالمنطقة الشرقية تفتقد ذلك.
سرطان الكبد
ويؤكد الدكتور علي الجبران ان سرطان الكبد من اكثر أنواع السرطانات انتشارا في المملكة بل يعتبر الأول بسبب انتشار التهاب الكبد الوبائي, وانه لابد من مسح شامل لكل المصابين بالمرض الوبائي في المملكة حيث معظم الحالات يتم الكشف عنها في وقت متأخر ولا يمكن علاجها لعدم القيام بالمسح, وعدم وجود المراكز المتخصصة في العلاج لاستئصال المرض وإعطاء الدواء الكيماوي وزراعة الكبد.
دائما يكشف متأخرا
ويرجع حسن الهليل سبب انتشار السرطان واستفحاله بصورة لا يمكن علاجها إلى التشخيص الخاطىء و الاكتشاف المتأخر للمرض من الأطباء نتيجة عدم القدرة على الكشف أو نتيجة النقص في الأجهزة مثل الأشعة المقطعية كما يحدث في محافظة الأحساء ذات الكثافة السكانية الكبيرة حيث لا يوجد بها إلا جهاز واحد ودائما يكون خارج الخدمة للعطل المتكرر وإذا تعطل يبقى مدة طويلة.. والمتضرر هو المراجع لعدم توافر جهاز بديل في مستشفى آخر في المحافظة مؤكدا ان هذا الوضع يتكرر في أكثر المناطق مثل القطيف..
أهم الأسباب
ويحدد الدكتور قاسم العلوان (استشاري أشعة تشخيصية وأشعة أطفال) أهم الأسباب للكشف المتأخر للمرض:
أولا: هو قلة الوعي الصحي لدى الشريحة الأكبر من المواطنين و عدم الاهتمام بالشكل الحقيقي مع وجود الأمراض.
ثانيا: عدم توافر الأجهزة والمعدات الطبية الضرورية لكشف الأمراض الخبيثة مثل السرطان في المراحل الأولى مثل جهاز الأشعة المقطعية وجهاز الرنين المغناطيسي و الأشعة السينية و المختبرات في اغلب المستشفيات والمراكز نتيجة ارتفاع أسعارها.
ثالثا: عدم توافر الكوادر الطبية القادرة على التعامل مع هذه الأجهزة, وكذلك الأطباء في الكشف. فهناك قلة في عدد المتخصصين في مجال التشخيص عن طريق الأشعة (خاصة من قبل النساء) لعدم وعي الأطباء بأهمية هذا التخصص.
طرق اكتشاف السرطان
الفحص السريري: حيث يقوم الطبيب بالكشف والفحص السريري لمكان الآلام و توقع المعطيات المستخلصة عن الكمّ السرطاني مما يمكن للطبيب رؤيته و تحسسه، و تحديده بالفحوصات السريرية.
التحاليل المخبرية: إجراء الفحص المخبري في المختبرات الإقليمية المتطورة من خلال اخذ عينة للدم أو اخذ عينة من مكان الألم و عبر الحقن والمناظير.
الاختبارات التصويرية: طبيب الأشعة التشخيصية ساهم بنسبة 90 بالمائة من عدم التدخل الجراحي في الكشف عن وجود مرض السرطان بحيث لا حاجة لفتح البطن جراحيا لاكتشاف نوعية السرطان و موقعه وحجمه ومرحلته مما يسهل دور العلاج بل وتحديد نوعية العلاج المناسب وإمكانية الاستفادة من الدواء.
الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي
ويعرف الدكتور قاسم الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي قائلا: عبر الأشعة المقطعية يمكن أخذ صور ثلاثية الأبعاد لأعضاء وأنسجة الجسم حيث يعطي هذا التشخيص صورا أفضل لأنسجة الجسم من الأشعة العادية كما يعطي تفاصيل دقيقه ومفيدة جداً حول موقع الورم، حجمه ونوعه, ويستغرق هذا التشخيص حوالي ساعة واحدة..كما يحتاج أحيانا لحقن المريض بصبغه خاصة في احد الأوردة قبل التصوير. أما الرنين المغناطيسي فهو يصور المناطق داخل الجسم التي لا يمكن أن ترى باستخدام الطرق الأخرى, وهذا التصوير يعطي نتائج أفضل عند تصوير أورام قريبة من العظام, و يستغرق هذا الفحص من 30 إلى 60 دقيقة وهو يصدر ضوضاء عالية جداً, وأحيانا يحتاج المريض لحقن صبغة خاصة في احد الأوردة قبل الفحص.
من يحدد السرطان
وأكد الدكتور قاسم العلوان: أن طبيب المناظير و بالذات طبيب الأشعة التشخيصية هو الأكثر قدرة على تحديد وجود أو عدم وجود سرطان عبر استخدم الأشعة التشخيصية المتنوعة المتطورة التي ذكرنا البعض منها والتي ساهمت بشكل فعلي في سرعة اكتشاف المرض بدون القيام بإجراء أي عمل جراحي, وتحديد مدى امتداد السرطان بمواضع مختلفة، و في فترات زمنية مختلفة.
أصعب اللحظات
من أصعب اللحظات على المريض وعائلته لحظة المعرفة بوجود المرض (السرطان) فهي لحظة عصيبة وربما قاتلة تتسبب في كارثة نفسية هائلة فغالباً ما يشعر المصاب بما يشبه الشلل الذهني عند سماعه عن إصابته بهذا المرض.. وان ردة فعل المريض النفسية تختلف من مريض لآخر.. حتى أقرباء المريض وأصدقائه قد يحسون بنفس الشيء.
لحظة وداع
عن هذه اللحظة الصعبة والمؤثرة تحدث صلاح البقشي قائلا: أصيب والدي بمرض مفاجىء أثناء سفره إلى أمريكا برفقة والدتي التي تتعالج هناك وفيما هو في المستشفى شعر الوالد بخفقان وتعب وجهد فادخل المستشفى وتم إجراء الفحوصات السريعة عليه فلم يجدوا في البداية أي أعراض حقيقية لهذه الحالة المفاجئة التي أخذت في الازدياد فقرر الأطباء إجراء تصوير بالأشعة المقطعية حيث اكتشفوا ورما خبيثا متطورا في رأسه.. ويقول صلاح: اللحظة الأكثر تأثرا في حياتي و التي من المستحيل ان أنساها هي عندما خرجت نتيجة تصوير الأشعة المقطعية للوالد حيث كنت أركز النظر في وجوه الأطباء الذين تغيرت ملاحهم ونظراتهم عند الاطلاع على النتيجة حيث شعرت بأن الوالد مصاب بمرض خطير, ومن تلك اللحظة قلت إن الوالد سيودع الحياة.
معرفة المرض
وعن كيفية معرفة والد صلاح بالمرض قال صلاح: الأطباء في المستشفى المخصص لأمراض السرطان في أمريكا يتعاملون مع المرض بأسلوب راق جدا بل هناك أطباء نفسيون يدرسون حالة المريض.. وهولاء الأطباء يساهمون بشكل كبير في تهيئة المريض نفسيا لتقبل كل شيء بطريقة علمية, والأطباء الغربيون يتعاملون مع المريض بوضوح وصراحة وشفافية على أن ذلك جزء مهم من العلاج ولهذا قام احد الأطباء بإخبار الوالد بالمرض.
الصدمة
حول ردود فعل المريض بعد المعرفة بالإصابة قال الدكتور علي الجبران: الصدمة وعدم التصديق بالإصابة هما ردة فعل المريض الفورية لسماعه خبر الإصابة بالسرطان.. ردة الفعل هذه تجعل المريض غير قادر على التفكير والتلقي من أي شخص حتى الطبيب المعالج.. ويكون سببه الخوف من هذا المرض - كمرض خطير - قاتل وشعوره بأن الموت مصيره وتدور في ذهنه الصور وبالذات السلبية التي تتناقل بين الناس عن المصابين بمرض السرطان الذين لا علاج لهم, ويضيف الدكتور الجبران: إن بعض المرضى بشكل تلقائي بعد سماع الخبر تدور في ذهنه أسئلة منها ما سبب إصابتي بالمرض, ولماذا الآن, وما مصيري ؟ وبعض المرضى يرغبون في البقاء وحيدين وعدم مناقشة المشكلة مع المحيطين بهم ويكون هذا لما سببه لهم المرض من إحباط.
رفض المرض والعجز
بعض المرضى يتعاملون مع المرض - السرطان - بإنكار وجوده أصلاً ويرفضون التحدث عنه مع الآخرين.. كردة فعل صلاح يقول عن ردة فعل والده: والدي في البداية تأثر كثيرا ولكنه مازال متماسكا ظاهريا ربما يخفي الألم والخوف في قلبه إلا انه رفض منذ البداية نشر خبر إصابته أو التعامل معه بأنه مريض مصاب بمرض خطير والتعامل معه بأنه سليم معافى لكي لا يرى في وجوه الآخرين علامات المسكنة التي تزيد من آلامه وأوجاعه ولقد احترم الجميع رغبته وكان الوالد يتعاطى الدواء بشكل دقيق وكان يتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي( وهذه حالة من ردة الفعل).
مواجهة المرض
من أهم الأشياء التي ينبغي على المريض (بعد التعرف على المرض) التسلح بها من اجل الانتصار على المرض: الثقة والاطمئنان وتسليم الأمر لله والمحافظة على التوازن عبدالله المسلم مر بهذه التجربة فقال: في البداية أصبت بنزيف حاد في الأنف بشكل مفاجئ.. راجعت الطبيب.. بعد أكثر من زيارة بدون فائدة قرر الطبيب إجراء تصوير أشعة مقطعية حيث اكتشف وجود سرطان في الأنف فاخبرني الطبيب بالأمر بطريقة إنسانية راقية, و اخبرني بان العلاج ممكن وان الشفاء نسبته عالية لأن الإصابة في بدايتها وهي صغيرة جدا, انه من الممكن البدء بخطوات العلاج من الآن.. فسألني ما ردة فعلك و ما رأيك قلت الحمد لله على كل حال, وانه يمكنك يا دكتور البدء في العلاج فوضع الدكتور يده على كتفي وقال ما دمت بهذه الثقة وهذه الشجاعة في مواجهة المرض فانك قطعت أكثر من 50بالمائة من مرحلة العلاج و إن العلاج سيكون أسرع وقريبا جدا... وخلال 63 جلسة علاج شفيت من المرض بشكل كامل والحمد لله.
أجهزة تفتقد لها الكثير من المستشفيات
رسم بياني يوضح ارتفاع حالات الاصابة بالسرطان في المملكة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.