لم نشتغل على عدد من (اليوم الثقافي) الأسبوعي بنفس مشاعر الحب والحماس التي اشتغلنا بها ونحن نفكر ونضع التصور تلو الآخر , ثم ونحن ندخل مرحلة التنفيذ لهذا العدد الخاص الذي نحتفي به، بقدر ما سمحت به للظروف والامكانات، بفائز محمود أبا ناقدا ومترجما وصحفيا , وقبل كل هذا الثالوث الذي اجتمع في شخصه , نحتفي به انسانا رائعا يحتضن صدره قلبا كبيرا مفعما بالحب للناس والحياة ولكل ما من شأنه جعل الحياة تليق بالانسان. لكن فيض الحب الذي نبادله فائز تحول الى مصدر قلق عارم ظل يساورنا بتواصل مزعج من اللحظات الأولي من التفكير في هذا العدد , وسوف يبقى مساوراً إيانا إلى بعد خروجه إلى النور. قلق وتوجس أن لا يكون هذا الملف لائقاً بقامة فائز السامقة، فهو الإنسان الذي يستحق بجدارة أن يكرم ويحتفى به بما هو أكبر من ملف وملف.. ما نقدمه وأحبة وأصدقاء فايز قليل جداً قياسا بما هو قار في الطموح. اتفقنا من البداية أن لا يكون هذا القليل المتواضع مناسبة لتحبير تراتيل البكاء والتأبين ففائز لا يزال على قيد الحياة ولا يخامرنا الشك في أنه قادر على الاستمرار في العطاء. وأنه يشاركنا الإيمان في استمرارية الحياة وبأنها يجب أن تشرب حتى الثفالة. نحن واثقون أن فائز لن يستسلم للمرض الذي غيبه وما غيبه ولن يغيبه وما التقاء هذه المجموعة من محبيه وأصدقائه سوى تأكيد على حضوره فضلاً عن أنه نتاج ما قدمه واعطاه أدبياً وثقافياً وقبل هذا ما منحه للآخرين من حب ومودة مطوقين بإكليل من تواضعه الجم. في الطرف الاخر من هذه الصفحة يشخص فائز في كتابة اخترناها لأنها تعبر عن الدور الذي نريد أن يلعبه "اليوم الثقافي" بتكامله وتفاعله مع الملاحق الأخرى كونها رافدا هاما للحراك الثقافي وكاشفا في الآن ذاته لفعاليته وتجليات حيويته واستمراريته. هل وفقنا في تقديم ما يليق بقامة فائز؟ هذا هو السؤال المؤرق الحارق الذي لا نملك الإجابة عنه، كما لا نملك الشكر الكافي لكل من ساعدنا على جعل إصدار هذا الملف أمراً ممكناً. شكر خاص لهناء حجازي التي رحبت بفكرة الملف ودعمته بكل ما تستطيع.