أعلنت وزارة الثقافة أسماء الفائزَين بجائزتيّ الثقافة البحرينية لهذا العام، وهي: جائزة البحرين للكتاب، وجائزة البنكي لشخصية العام الثقافية، وذلك في احتفائية خاصة اختتمت فيها وزارة الثقافة فصلها الأول "السياحة الثقافية" بالمنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م في المسرح الوطني، بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من الشخصيات والمثقّفين والمهتمين بالأدب والفنون. وأشارت وزيرة الثقافة إلى هذا الحفل باعتباره ذاكرة سنوية تستلهم الجماليات والتوصيفات الثقافية وتحتفي بالمنجز الإنساني الذي تنسجه اشتغالات المفكّرين والمبدعين، موضحةً: "وحدها الثقافة فعل البقاء والحياة، لأنها تستمرّ رغم الأشياء كلها. مضيفة: "نحن اليوم نحتفي بما يملكه هذا الورق من صنيع دائم وملهم، كما نستحضر طيف الناقد الراحل محمد البنكي الذي قاوم الغياب بوجوده الثقافي وحقيقته التي كان يذكّرنا من خلالها دائمًا أننا في الثقافة نملك الحب والجمال، وأن هذا التكريس الذي يشتغل فيه الإنسان على إيجاد فكرة هو ما يحقّق هذا الوجود". مؤكدة: أن هاتين الجائزتين تبحثان الأنسنة الفكرية والمعرفية، وتحاولان إيجاد المختلف والمتمعّن من الأثر الثقافي والفكري. واختير الدكتور إبراهيم غلوم للفوز بجائزة البحرين للكتاب عن مؤلّفه "المسافة وإنتاج الوعي النقدي: أحمد المنّاعي والوعي بالحركة الأدبية الجديدة"، الذي قدّم من خلاله مبحثًا نقديًا عميقًا حول الأدب البحريني المعاصر من خلال نموذج المنّاعي، إذ رصد تجارب مرحلته الأدبية والثقافية وكشف عن التحرّر الفريد الذي اختصّت به سيرة هذا الكاتب الذي سبق أوان تجربة أٌقرانه. وأشار إلى الجائزة باعتبارها استثنائيّة لكونها تكرّم جيلاً مؤسساً للحركة الأدبيّة فالجائزة "تمثّل إشعاعاً ثقافياً وحيوياً سيؤثّر في الوطن العربي". وقد سبق للدكتور إبراهيم غلوم تقديم العديد من الدراسات النقدية والثقافية الملامسة لمثل هذه الحراكات منذ العصور الوسيطة وحتى العصر الحديث، بلغ عددها 17 كتابًا وعشرات البحوث ذات الصلة، متجاوزًا في أعماله حالة الوصف إلى نقد الوعي والتأصيل الثقافي. د. ابراهيم غلوم وتكريمًا لذكرى المفكّر الراحل محمد البنكي، استدرجت وزارة الثقافة روحه وشخصه من خلال جائزة البنكي لشخصية العام الثقافية، التي حصدها المخرج السينمائي الفلسطيني السيد عمر القطّان عن مجمل أعماله في حقل النشر الثقافي والإنتاج السينمائي والترويج للثقافة، إذ حمل بداخله إرث المشرق العربي، أحلامه وحكاياته وهواجسه، عبر أفلامه السينمائية العالمية التي قام بإخراجها، وفتح في سماء لندن متنفسًا يفضي للثقافة العربية عبر قاعة موزاييك لفنون العالم العربي، التي أشرف على إنشائها وعبر ترؤسه لمهرجان "شبّاك" للثقافة العربية المعاصرة في لندن 2013م. كما صمّم وأطلق البرنامج الفلسطيني للمرئي والمسموع في مجال السنيما والتليفزيون، ويعمل أيضًا كعضو في مجلس أمناء مؤسسة عبدالمحسن القطّان التي أنشأتها عائلته كمؤسسة خيرية، لتصبح مؤسسة ثقافية ورائدة في فلسطين والمنطقة. وتسلّم السفير الفلسطيني لدى مملكة البحرين السيد طه محمد عبدالقادر الجائزة بالنيابة عن القطان، ووجّه شكره إلى وزارة الثقافة بشخص معالي الوزيرة، كما أشاد بالعلاقات الثقافيّة البحرينية الفلسطينية. وقد استعانت وزارة الثقافة لاختيار وانتقاء الشخصيات الثقافية بلجنة تحكيم خاصة تضمّ كلاً من: الدكتور عبدالسلام المسدي (من تونس)، الدكتور علوي الهاشمي (من البحرين) والدكتور علي حرب (من لبنان)، وبرئاسة الدكتور صلاح فضل من مصر الذي أشاد بالتطوّر الملحوظ في جائزة البحرين للكتاب قائلاً "تضع الجائزة البحرين في قلب الوجدان العربي وفي بؤرة المعرفة الإنسانية حيث يمثّل النقد ذروة الوعي بالذات وبالآخر". واعتبر الدكتور فضل جائزة البنكي "تجربة بالغة الدلالة لطموح وإنجاز الشباب" مشيراً إلى أنها "المرة الأولى التي تتّجه فيها الجوائز العربية لترسيخ هذا الطموح والإبداعات والمنجزات بعكس سابقاتها". عمر قطان