تشرق شمس المملكة على مواطنيها والمقيمين فيها كل عام مسدلةً أشعتها الخيّرة إعلاناً لولادة يومٍ جديد وفصلٍ بهيج، متأهبة كعادتها لصنع مجدٍ مجيد لا تختزل فيه نفسها بل على أهبة الاستعداد للإمساك بأيادي غيرها من الشعوب لتتألق وتحتفي معاً بكل لحظة من إنجاز فارقة في مسيرة مستضاءة بنور قوافل بها وبرؤيتها مؤمنين. فقد أثبتت الأعوام وأعربت لغة الأرقام إنجازاتٍ سعودية تترى داخل حدود خارطة النماء وخارجها، ودونت أيدي المؤرخين انتصاراتٍ رفعت راية التوحيد سامقةً، وسجلت الأذهان بذهولٍ لا استغراب نتاج فعلِ يمين قائد الرؤية ولي العهد الأمين، وأقرت الوقائع والبراهين مدى سعة أفق أسلافنا وسدادهم ومدى صلابة الأرض التي أرسوا عليها قواعد ثابتة جعل منها قادتنا ركيزة لم يظهر منها للأعيان سوى الشيء القليل؛ فما تختزنه من مخططات بناءة في صُلبها دفين. الإنجاز السعودي متجدد ومُبهر، وليس ذلك مستغرباً.. فما هذا إلا امتدادٌ عهدناه لحكامٍ عُرفوا بالحكمة وملوكٍ هم يعدلون، فالسلامُ وأطيب التحايا لولاة أمرنا ملكنا المفدّى خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين مهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله-، وللأسرة المالكة والشعب الأصيل المُوالي لدولة نبراسها السلم، وسيرها ارتقاءً على سلم المجد بسلام. شعبٌ تستشف في مُحيا كل منهم بريق العزة والفخر والإباء، ينهجون نهجاً يرمي إلى الاستقرار، سلاحهم العلم وبوصلتهم ضميرٌ سليم وعاداتٌ محمودة وقولٌ ثابت مستمد من كتاب الله وسنة رسوله خاتم الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام. فمنذ أن وحّد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود مملكة العز حتى يومنا الوطني هذا الرابع والتسعين ونحن من خيرٍ إلى خير، نستشعر مع إشراقة شمس كل صباح انبثاقَ بارقة أملٍ لا تمحُها المآلات ولا تبددها الظروف والمعضلات، نرى على متن أشعتها الوهاجة فرصاً تأخذ بيدنا بهمة نحو قمةٍ يعرفها كل السعوديون الوصول إليها ممهدٌ ويسير قد أزيلت منه الوعورة، وفي نهايته بداية جديدة نبراسها رؤية خلاقة يحقق غايتها مواطنون طموحون هم عماد لها بقيادة عُظمى لا تعرف المستحيل ترى شعبها أكبر استثماراتها، مؤكداً ذلك ولي العهد الأمين المفعم بالفأل التواق لصناعة مجد تسري خيراته على البلد والأجيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في كلمةٍ ألقاها حيث قال: «منذ انطلاق رؤية المملكة 2030.. والمواطن نصب أعيننا، فهو عمادها وغايتها». فعلى الحدود نرى جنودنا البواسل يبذلون الجهود مفتدين بأرواحهم وبكل غالٍ ونفيس، وفي السلك التعليمي نجد أن الغرس يؤتي ثماره يوماً بعد يوم لما يقدموه لجيلٍ صاعد من تربية سديدة وتثقيفٍ رصين. وإن أمعنّّا، لذُهلنا من الخطى المدروسة بودٍ وإتقان في خدمة ضيوف الرحمن، فلا المسؤولون يتخاذلون ولا المواطنون في العطاء يبخسون، يقدمون ما استطاعوا من تسهيلات على الحجيج والمعتمرين؛ إذ يرونه جميعهم واجباً وطنياً وإكراماً لمن شدوا الرحال لوجه الكريم. ختاماً، فخرٌ يعلوني ويعلو كل مُواطن سعودي.. فكل عام ووطن العز في تقدم وشموخ، وكل عام ونحن نرفل بخيره على صدره الحنون، وعاماً تلوَ عام تتحقق -بعون الله- الرؤى والأحلام، ولا أنسى كلمة قائد الرؤية من لا يعرف قاموسه المستحيل وهو مخاطباً إيانا نحن السعوديين قائلاً: «ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحدٍ مع الزمن، سنجني قريبًا منجزات وأعمالًا لا تخطئها الأنظار». وها نحنُ ذا نعيشُ عصراً في زحامٍ من الإنجاز وقد توجهت إلينا الأنظار، والفكرة أضحت حقيقة وواقعاً مُعاشاً.