احتفلت الكويت امس بذكرى يومها الوطني ال43 وذكرى التحرير ال13 لدولة الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم وهي تتشرف بين فترة واخرى باستقبال رفات أبنائها الأسرى الشهداء الذين قتلهم النظام العراقي البائد وزمرته على الرغم من نفيه طوال 13 عاما وجودهم لديه. وقد جعلت دولة الكويت من قضية الاسرى الكويتيين ورعايا الدول الاخرى قضية دولية نالت من الاهتمام العالمي مالم تحظ به غيرها من القضايا وسعت بخطى حثيثة للكشف عن مصيرهم بعد أن اعتقلتهم القوات العراقية عام 1990 رغم أن النظام العراقي تعامل مع هذه القضية باسلوب لا انساني رافضا تحديد مصيرهم حتى ازالته وبرغم ما انتهجه النظام العراقي البائد من مسلك اتسم بالمماطلة والتسويف فان دولة الكويت واصلت مساعيها على المسارات المختلفة لتحديد مصير أبنائها وكان من الواضح أن هذا النظام يحيط هذا الموضوع داخل العراق بالسرية والحذر الشديدين.وشكل اكتشاف المقابر الجماعية في العراق بعد سقوط النظام السابق ووجود رفات شهداء من الاسرى الكويتيين وغيرهم دليلا جديدا على وحشية النظام العراقي البائد وزيف ادعاءاته بعد أن أنكر وجود أسرى كويتيين وغيرهم لديه طوال13 عاما. وثبت للعالم بأسره ان النظام العراقي البائد تنكر لجميع الأعراف الدولية ولم يراع أي اتفاقات او أعراف دولية فقد انتهك جميع البنود الخاصة بأسرى الحرب ومعاملة المدنيين التي نصت عليها اتفاقات جنيف وتمثلت هذه الانتهاكات بطريقة الاعتقال ومعاملة المعتقلين داخل السجون العراقية. منذ أن تخلصت الكويت من الاحتلال العراقي الغادر وتحررت من ذلك الطغيان المدمر وهناك مرارة تعترض كل فرحة وبهجة وآلام تختلج في النفوس لفقد مئات من المواطنين اقتيدوا الى سجون الطغاة في العراق. وكانت مطالبة الكويت بمعرفة مصير اسراها ومفقوديها محل رفض من الاعلام العراقي وبعض مؤيديه لكن بعد أن تحررت العراق تبين حجم الكارثة الانسانية التي كان النظام يخفيها والمتمثلة في سجون رهيبة ومقابر جماعية واهتز الذين ما كانوا ليصدقوا موضوع أسرانا او ظلم النظام البائد المخلوع0 ومع سقوط النظام الفاسد في بغداد ومع سطوع شمس الحرية انفرجت أسارير أهالي الأسرى والمرتهنين واستيقظ أمل لقاء أبنائهم فتسارعت الأخبار هنا وهناك وتسابقت الاشاعات عن الأسرى وواكبتها رسالة اعلامية انسانية رائعة موجهة من الحكومة الكويتية الى أهالي العراق تناشدهم البحث عن الأسرى مع تخصيص جائزة مالية قدرها مليون دولار لمن يدلي بأي معلومة تدل على مكان وجود ولو أسير واحد.وتسابقت الجهود الرسمية والشعبية لخدمة هذه القضية تجاوبا مع سرعة الأحداث وتلاحقها. وحرصا من الكويت على سرعة تحديد مصير الأسرى فقد بادرت قبيل اندلاع حرب تحرير العراق على التنسيق مع دول التحالف من خلال الجهات المعنية بقضية الأسرى وعلى رأسها اللجنة الوطنية لشئون الأسرى والمفقودين ووزارة الدفاع الكويتية لمساعدة فرقها في عمليات البحث والتقصي وتأمين عمليات تفتيش السجون وكافة الأمكنة التي يعتقد بوجودهم فيها سواء من خلال المعلومات التي كانت ترد الى الكويت أوبما يدلى به الشهود في العراق. ولم يستطع غزو الخميس الأسود أن ينال من شموخ الكويت بل زاد من قوة تماسكها وعادت رفات الأسرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الوطن ليلحقوا بركب الشهداء ويوكدوا ان التضحية بالنفس من أجل الوطن واستقلاله تتساوى مع حب الحياة وأن هناك من لا يستسلم للطغاة مهما كانت قوتهم وحجمهم.