المتتبع لحضور المرأة السعودية وفاعلية عطاءاتها محليا وخارجيا يجدها أنها استطاعت وبجدارة فائقة ومنقطعة النظير إثبات ذاتها وتجسيد طاقاتها ومكامن قدراتها على مختلف مشاربها وشتى اتجاهاتها علميا واجتماعيا واقتصاديا وفي مجالات الطب والحياة, وأمور التجارة, واستثمارات الأموال, ومشاريع تطوير الشخصية, وفي حل المشاكل الأسرية, وهموم المرأة وما بين البين في ضروب الأدب والفكر والثقافة والفنون الجمالية المتباينة الأطياف والمتنوعة الرؤى وعليه وقد لاقت جُلَّ التكريم باعتلائها مناصب الدولة العليا ومن دون وجل من صُنَّاع القرار وذوي المسؤولية وأجادت الأدوار المناطة إليها ولم تُستبعد من رئاسة تحرير المجلات المحلية والخارجية والاستشارات الثقافية، لكن يبقى السؤال الحاضر هنا: هل الرجل الأديب والمثقف الكاتب سيتقبل أن تترأسه امرأة في مؤسسة ثقافية أدبية كلها صراعات؟ لذا فلا غرابة لو اعتمد ترشيحها وبأكبر عدد من أصوات الناخبين المتميزين ثقافيا من مختلف الفئات لرئاسة نادٍ أدبي ثقافي تابع لوزارة الثقافة والإعلام، ومن هنا تأتي الأدوار الثلاثة الدّاعمة لتأييدها ابتداء من شقيقاتها وذوات جنسها النساء وشقها الآخر الرجل ومن مسؤولي الدَّولة الناهضين بالوطن وما دام ربّ الثقافة والإعلام السعودي الوزير «خوجة» أكد أن وزارته لن تمانع ترشيح المرأة لرئاسة الأندية الأدبية وأن هناك الكثير من السُّعوديات المؤهلات لذلك، واستشهد بالروائية الفائزة بالبوكر الدولية «رجاء عالم»، فإن الإشارة تأخذ الأديبة السعودية ومثقفات المملكة إلى منحى آخر ومسار يتوافق وتوجهات الدولة في تفعيل دورها أدبيا وثقافيا وفكريا إيمانا منها بأهمية ذلك الجانب في النهوض بمستوى الوطن واثبات أنها قادرة على قيادة دفَّة الأدب وزمام الثقافة بفكرها الأغر وفلسفة يقينٍ جازم بقدراتها الإبداعية فيما يخدم الوطن، وأنها ليست أقل من المعلمة التي أصبحت نائبة وزير تعليم, ورئيسة صندوق التنمية البشرية في الأممالمتحدة, والفائزة بجوائز علمية وفي الطب والجراحة القانون والحقوق، لذا على الأديبة السعودية ألا تتهاون في الفرصة التي وهبها إياها الوطن وأن تأخذها على محمل الجد. ولكن يبقى السؤال الحاضر هنا: هل الرجل الأديب والمثقف الكاتب سيتقبل أن تترأسه امرأة في مؤسسة ثقافية أدبية كلها صراعات وتيارات واصطدامات في الرأي ووجهات النظر؟ وهل الغيرة التي عرفت فيها النساء ستغيب عنهن في معقل من معاقل الفكر ويتحدن جميعا فيما يساعدهن في خلق بصمة مميزة في سجل الأدب السعودي خلال ترؤسها المنصب؟ آمالٌ عِذَابٌ تحدونا جميعا لأدبٍ سُعُوديٍّ مُشرق وثقافة سعودية مُماثلة. [email protected]