من غير الخافي على المتتبع للساحة الثقافية السعودية أن يلحظ وبوضوح أن المثقفة باتت تشكل رقمًا لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، سواء عبر منتجها الأدبي، أو مشاركتها في بعض النواحي الإدارية من خلال اللجان الثقافية بالأندية الأدبية في وقت سابق.. ومع المطالبة المستمرة من قبل المثقفات بتجاوز هذا الدور إلى المشاركة الفاعلة في مجالس الإدارات جاءت الاستجابة، لتجد المثقفة مقعدًا لها في هذه المجالس عبر الانتخاب الحر والمباشر، بما يشي بمقدار التقدير الذي باتت تجده المثقفة في المجتمع.. غير أن هذا الوضع يبدو أنه ليس كافيًا في أجندة طموح المثقفات.. فبعض المثقفات يرين أن القيود ما زالت تكبل خطواتهن، وأن ما يجري لا يغيّر من واقع الهيمنة الذكورية كثيرًا، وأن المجتمع ما زال على نظرته القديمة للمرأة ناهيك عن المثقفة.. وفي هذا الاستطلاع تكشف بعض المثقفات عن طموحاتهن التي تتفق حينًا وتفترق في أخرى.. نظرة ازدواجية تستهل الحديث الدكتورة عائشة الحكمي قائلة: حين نفكر في الوقوف على طموحات المثقفة السعودية لا بد أن نفكر قليلًا في فحوى كلمة مثقف، وهو الذي ينتج المواد الثقافية من الشعر، والقصة، والرواية، والكتابة المسرحية، والنقد، وأدب الطفل، والترجمة إلى الأغنية، والدراما، والتمثيل، والموسيقى، والسينما، والفنون التشكيلية، وفن المسرح وغيرها، كما أن الأمر يقتضي الاعتراف بأنه ليس بالإمكان الحديث عن المثقفة السعودية بوصفها شخصًا واحدًا أو جماعة واحدة، لأنها جزء من منظومة مثقفين وجماعات وفرق، ولكل منها ملامح ومشاعر وتواريخ ورؤى وأفكار وأحلام، بل وأمراض أيضًا. وتضيف الحكمي: والثقافة في المملكة في حاضرنا تعيش في أفضل حالاتها، المثقف والدولة والإعلام يرعون مجالاتها معولين عليها طموحات بعيدة المدى، تثبت تلك الرعاية الهبات الملكية الضخمة المودعة حديثًا في خزانة بيوت الثقافة السعودية الممثلة في الأندية الأدبية؛ فالدعم المادي هو المفتاح الأول، إضافة إلى الجوانب الأخرى من التطور الثقافي يجعلها تنشط بفعالية وتتحول إلى ظاهرة محسوسة في المجتمع، أضف إلى ذلك الانفتاح الثقافي على العالم عبر التواصل الإنساني الفعلي أو عبر التكنولوجيا وتوفر المادة لكثير من المثقفين مما يتيح لهم الوصول إلى العالم الذي يقرأه والحدود التي يحلم بالاقتراب منها، فلم تعد هناك عوائق أو صعوبات تحول بين المثقف وأفكاره أو أحلامه، فإذا فكّر مثلًا في اقتناء كتاب يتجه إلى الشبكة العنكبوتية ويشبع نهمه القرائي، أو يصور بسهولة الكتاب من أي شخص، أو يسمعه أو يقرأه كما هو.. هذا هو مثقف العصر الآن. وتتابع الحكمي حديثها مضيفة: والمثقفة السعودية جزء من هذا الواقع، ترنو إلى أن يكون صوتها مسموعًا وكلماتها مقروءة، وأن تكون مشاركة بقوة في الشأن الثقافي المحلي وخارج الحدود عبر وكالة الثقافة ورعاية الدولة. دون تلك الرعاية تبقى المثقفة امرأة؛ والمرأة كما نعرف في المنظور (العربي) مازالت مهمشة، وتوصم بالدونية وعدم التقدير، والمجتمع العربي أكثر تقبلًا لدور المثقفة واعتاد على ذلك، لكن مجتمعنا أحيانًا ينظر لكل ما تقدمه بإكبار وانبهار، وآخرون يتعاملون معها على أنها امرأة مهما فعلت، ولهذا أكيد نطمح أن يصحو مجتمعها من ازدواجية هذه النظرة، فمازالت المرأة المثقفة تعتب على مجتمعها في طريقة تعامله معها بدونية وتسلط، ووصمها بصفات قاسية حتى من بعض المثقفين من خلال وجودها وحضورها الحي مع المثقفين، هي تصدق أنهم يدعونها إلى مشاركتهم كل الفعاليات الثقافية بكل تفاصيلها، وهي تحاول؛ لكن المجتمع والمثقف يترصدان لها، ويحاولان تذكيرها بأنها امرأة فقط مهما فعلت، لكن قلمها يحاول معالجة هذه الصورة لتعيش في عالم يفكر في مصالح الإنسان العليا، ويسهم في تحقيق آمال وطموحات الأمة العليا.. وتختم عائشة بقولها: المثقفة السعودية تتابع وتعيش في بوتقة الحياة بكل أشكالها، فتحاول أن يكون لها موقع قدم على الأقل في الإسهام بفكرها وقلمها في كل شأن إنساني؛ لأنها إنسان تجد في ذاتها وقلمها ما يمكن تقديمه؛ ولأنها تعتقد بضرورة حضور فكرها وشخصيتها على المستوى المحلي والعالمي بصفة دائمة دون تمييز أو تساؤل، إذًا فهي ترى أنه يحق لها كل شيء في الحياة دون اندهاش أو تساؤل أو النظر إلى ما تقدمه على أنه دون المستوى، كما تطمح ألا تكون موضوعًا يتداوله المثقف وكأنه أمر ضعيف. استقلالية ضرورية وتلخّص الدكتور هناء حجازي أحلامها وآمالها بقولها: آمالي وأحلامي مثل أي امرأة واعية تطمح بالكثير وأن تكون لديها استقلالية تدفعها لتقديم ما ترنو إليه، كما أتمنى أن يكون لها وضع أفضل في شتي الجوانب، وتجد المكانة التي تليق بها كمفكرة أو مثقفة، أو في أي جانب من مجالات الحياة، ولكن المثقفة هي الأكثر مطالبة بحقوقها. سلاسل وقيود وتشارك الكاتبة سماح آل سعيد بقولها: إن مجتمعنا العربي وبالأخص السعودي وبحكم التقاليد العتيقة والعادات التي تحكم غالبية المجتمع، يقيّد الكاتبة بسلاسل المجتمع وهيمنة الرجل، وخلف قضبان الشك والظنون والحدود ما قبل الحمراء، والحواجز المتسلقة كل الجدران من حول أقلامهن. لذا ما تطمح إليه المرأة في السعودية تحديدًا بميادين الفكر أن تجد المساواة الأدبية والثقافية والإعلامية وغيرها الكثير بعيدًا عن التحيز والعادات التي باتت تخنق الكثيرات. كما يجب تفعيل دور المرأة في القيادة والإدارة واستحقاق المناصب العليا سواء على أصعدة ٍداخلية أم خارجية. مختتمة بقوله: أي نعم الوطن الآن يزخر بوفيرٍ من الإنجازات النسائية وبمختلف الميادين، واليوم يعد نقطة بدء لمسيرة المرأة نحو الأعلى، ولكنّ المرأة مازالت تطمح بالمزيد. ضد الإطار الجميل ومن وجهة نظرها ترى الكتابة والإعلامية فاطمة الغامدي أن: المثقفة السعودية ترنو إلى أن تكون حاضرة بقوة، لا إطارًا جميلًا يضاف لتحسين هيئة الثقافة السعودية، وأن يحترم شقيقها الرجل وجودها ككيان مثقف، له وجوده وحضوره ولا يمارس بحقها سلطة الذكور حتى في اللقاءات الأدبية والثقافية والتسلط ومحاولة السيطرة على الجلسة الثقافية برفع الصوت أو إسكاتها كما يفعل كثيرون، كذلك ترنو المثقفة السعودية إلى أن تلعب دورًا بارزًا في المحافل الثقافية المحلية والعالمية والدولية والمنظمات العالمية، خاصة تلك التي تمثل الطفل والدين والمرأة، والثقافة السعودية بجميع مشاربها، وترنو المثقفة السعودية أيضًا إلى أن يكون لها صوتها الفاعل في الانتخابات والجمعيات العمومية الوطنية والعالمية وأن تنال حقها التشريفي والانتخابي كما لشقيقها الرجل، وأن تعامل المثقفة السعودية بخصوصية دينها وعاداتها وتقاليدها؛ أي تعطى حقوقها احترامًا لفكرها وثقافتها ومركزها العلمي مع احترام خصوصيتها في الدين والعادات.. وأخير نأمل ألا يكون هناك اختلاف بين المنشور إعلاميًا وتعاميم الجهات التي تطرقها المثقفة. استمرار نحو الأفضل الروائية أماني السليمي اكتفت بالإشارة إلى أن أهداف المثقفة السعودية تتجلى في ألا تتغير وتهدر طاقاتها في عالم اللاشيء، وألا تقل طموحاتها عندما تزداد مسؤولياتها وتثقل بها، وتطمح المثقفة إلى الاستمرارية نحو الأفضل بشكل يرضي ذاتها وجمهورها. تجسيد قضايا المجتمع وترنو الكاتبة والشاعرة نجاة الماجد إلى أفق أبعد بقولها: على الصعيد العام أرنو كمثقفة سعودية إلى رؤية المزيد من الأسماء النسائية السعودية التي تسهم بشكل إيجابي في إعطاء صورة جميلة نبيلة عن مجتمعنا السعودي من خلال ما تخطه أقلامهن من إبداعات شعرية كانت أو نثرية تمس الجوانب المشرقة في حياة الفرد والمجتمع بعيدًا عن أدب الفضائح والتشهير الذي يسيء إلينا أكثر مما ينفع ومن ثم العمل على نقلها للمجتمعات الأخرى.. أما على الصعيد الشخصي فأطمح إلى إصدار كتاب يجمع أغلب مقالاتي الأدبية التي نشرتها ولازلت أنشرها حاليًا عبر زاويتي الأسبوعية في صحيفة الصباح الكويتية، كما أطمح إلى إصدار ألبوم شعري يحوي عددًا من قصائدي الشعرية مؤداة بصوتي.. هذا إلى جانب طموحي الأكبر وهو العمل على تجسيد قضايا المجتمع بقصائد تصل بوضوحها وعمق مضمونها للعامة قبل النخبة سيما ما يتعلق ببعض القضايا الحساسة التي تأنف بعض الشاعرات من معالجتها كالعنوسة والزواج. فرصة للتنافس الشريف وتقول الإعلامية فدوى الطيار: لا شك أن المثقفة السعودية استطاعت أن تلعب دورًا هامًا وفعّالًا في كل الميادين، ولكن هذا الدور لا يزال دون المستوى المأمول، علمًا بأن المثقفات السعوديات أصبحن مؤهلات وذوات خبرة ودراية ووعي ونضوج فكري، رغمًا عن ضيق المساحة المتاحة لهن والفرص المناسبة على الصعيد الثقافي والإعلامي. وهنا نطمح فقط ببعض الفرص الجديدة التي تمنح المثقفة دورًا أكبر ليكون لها تمثيل منصف وعادل في ظلال احتكار الذكور وهيمنة المثقفين على كثير من وسائل الإعلام. ونحن نرغب بهذه الفرصة التنافسية الشريفة مع الرجل لنمحي الصورة السائدة بأن المرأة تنحصر فقط في دورها الفطري التي جبلت عليه، وأنها عاجزة وقاصرة عن حل ومعالجة القضايا وتحقيق هدفها لخدمة المجتمع، فلا مانع من أن تعطي وترد لو بالقليل لهذا الوطن المعطاء، فهي ما أن أخذت دورها الصحيح ستبدع سواء كانت رئيسه لنادٍ أدبي ومرشحة لمجلس بلدي، أو حتى وزيرة للثقافة والإعلام فلا يوجد ما يمنع المرأة السعودية من استلام مناصب بارزة كبقية المثقفات في دول مجلس التعاون أو بقية البلدان العربية. ولكن مازال المجتمع عاجزًا عن تقبل فكرة أن المرأة ستحل وبكل جدارة في مواقع كثيرة، فهي مثابرة وطموحة مثلها مثل قرينها الرجل، ولكن يبقى الحاجز الحقيقي والأهم ألا وهو المجتمع. خطوة خجولة وشكلية أما الكاتبة والروائية سهام مرضي أبانت عن رأيها بقولها: عن نفسي ككاتبة روائية وشاعرة ومهتمة بالقضايا الفكرية والفلسفية أعتقد أن طموحات المثقفة السعودية تأتي مختلفة عن طموحات أي مثقفة أخرى في أي مكان آخر بالعالم لأنها -للأسف- مازالت تعاني تمييزًا عن شريكها في الحياة ككل وفي المشهد الثقافي من سلطة الذكورية، ومازالت تعاني على الصعيد المدني من فقدان حقوقها وصوتها كمشاركة في صناعة القرار وفي أداء دورها المهم والمحوري في الثقافة والإعلام، وإذا كانت المرأة المثقفة في كل دول العالم الأخرى لديها طموحات ذات سقف أعلى ولديها حق كامل في الانتخاب والتصويت وترأس المناشط الثقافية والتنويرية وكل ما من شأنه جعلها ندًّا للرجل في قيادة دفة الحياة الفكرية فإنها في السعودية مازالت تحلم بأبسط الأشياء والحقوق، صحيح أنه سُمح لها مؤخرًا بالترشح للجمعية العمومية في الأندية الأدبية وهذه خطوة للأمام وتستحق الإشادة لكنها مازالت خطوة خجولة وشكلية، تضاف للمزيد من الشكليات التي أجبرت المرأة إلى جانب العرف السائد إلى أن تبدو مفرغة من حقيقتها ومن رسالتها الحقيقية إلى مجرد وجه جميل أو وجود شكلي لإضافة نوع من القبول والتلميع له، وبالتالي طموحات وأحلام المثقفة السعودية أن تحصل أولًا على حقوقها المدنية وأن تصل بطبيعة الحال إلى كل المناصب الوزارية والثقافية وحتى رئاسة تحرير الصحف، لأنها أثبتت جدارتها في مجال الكتابة والتأليف والشهادات العليا وأثبتت أحقيتها بكل ما تتمتع به غيرها من نساء العالم ومنذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان. شيوع الثقافة أما الكاتبة سارة الخثلان فتقول: المثقفة ترنو وتطمح للكثير والكثير؛ ومن بين تلك الطموحات أن تكون الثقافة حق لكل فرد من أفراد المجتمع في أي جزء من الوطن الغالي، وأن تدخل الثقافة في كل مكان؛ الشارع والقرية والمدينة، وألا تكون محصورة في مجموعة معينة فقط، فدائمًا نلاحظ أن الأسماء التي نقرأ لها لم تطرح أفكارًا خلاقة تهم الجميع إنما هي أفكار مكررة في الغالب، فالثقافة يجب أن يصل مداها لكل مكان، وأن تكون في المدرسة والبيت ولا تحدد في أندية أدبية محصورة، فالواقع أن العلم تجاوزنا بسنين طويلة، وثقافتنا تبحث عن أوراق قديمة لم تجدد، وثقافتنا للأسف تؤخذ من تويتر والفيس بوك. تشدّق وتنميق الكاتبة والأدبية سلوى دمنهوري أجملت رؤيتها وتطلعاتها بقولها: تختلف المثقفات كاختلاف بصمة الأصبع، وكم من مثقفة يروقها التشدق وتنميق الكلمة وهي بعيدة كل البعد عن المعنى الحقيقي للثقافة الحقة التي تصبو دائمًا وأبدًا إلى الارتقاء بكل معانيها في الكلمة والتعامل والوصول إلى أرفع المراكز بعيدًا عن الفوقية وتصيد الأخطاء ليظهرن، وكما قيل في المثال خالف تعرف. بروبجندا ومحسوبيات الدكتورة وفاء خنكار قالت: المثقفة السعودية تتطلع إلى مزيد من الاهتمام الإعلامي المحلي الذي يكرس جهده بكل أسف على أسماء بعينها والتي تقريبا أخذت حظًّا وافرًا من العناية، ولكن لابد من الاهتمام بالأسماء الجديدة؛ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لابد من البحث الجاد عن التميز الحقيقي بعيدًا عن البروبجندا التي عادة ما تكون مبالغ فيها والتي تخدم ربما أسماء نسائية لا تحمل الكثير من العطاء والتميز، وذلك بسبب المحسوبيات والعلاقات الإعلامية الخاصة التي ربما تعطيها أكثر من حجمها الحقيقي.. لابد أن يحرص المجتمع على تقديم المثقفة الحقيقية وتقديم إنتاجها وفكرها بما تستحقه من اهتمام وأيضا إتاحة الفرصة أمامها لتقديم نفسها بالمحافل الثقافية المحلية والخارجية بعيدًا عن الصراعات والمحسوبيات.. مجتمع في ورطة وتكشف الكاتبة هاجر شرواني عن رؤيتها في سياق قولها: سأبدأ بجملتي المفضلة «المجتمع السعودي مجتمع في ورطة».. ومتى ما تخلص المجتمع السعودي من الورطة التي يعيشها ويفرض على نفسه ثقافة وفكرا واضحين سوف أتحدث بأمل التغيير.. لكن وحتى يتم ذلك سوف آمل أن يحيا المجتمع في توافق ثقافي وفكري مع نفسه بدلًا من استيراد ثقافات خارج حدوده. مضيفة بقولها: بالنسبة لي أرى أن الثقافة لدينا ثقافة ناقصة، ولذلك لن يكون طموحي سوى طموح ناقص أيضًا، حسنا إذن سأستبدل كلمة طموح بكلمة حلم فهو أكثر مطاطية ولهوًا مع الواقع، إذن أحلم كمثقفة سعودية أن تكون الثقافة لدينا واضحة وآلية نشرها وبرامجها واضحة وتوجهنا واضحًا؛ لأن من رأيي أن الثقافة مهما تنامت في فكر أصحابها والمهتمين بها لن تنجح إلا إذا اقترنت بقيمة وعقيدة راسخة فمنذ الأزل كان أسلافنا لا يفصلون بين الثقافة والإسلامية أي الدين منبع للثقافة والثقافة باب للدين يعني أن تكون ثقافتنا إسلامية لا علمانية. هذا أولًا أما ثانيًا: فأحلم بأن نكون واضحين في مسألة المثقفة والمثقف وأطالب بالمساواة الكاملة جدًّا في كل ما يتعلق بالنوادي الأدبية والمحطات الثقافية، ففي حين يتاجر البعض في القول بأننا منحنا المثقفات المساواة تجد أن المثقفة ليست سوى تابع لرئاسة رجالية في المنابر الثقافية والإعلامية، وأقول حتى لا نظل في ورطة إما أن يفصل الخطاب الذكوري عن الأنثوي وتتم المنافسة الشريفة وإما أن يتم الدمج الكامل والمقنن في الأندية والمنابر الثقافية.. والمثقفة لن تكون سوى ناجحة جدًّا في إدارة ناد أو محفل أدبي ثقافي، أما أن تظل هناك لجنة نسائية داخل النوادي فهذا سيعمق الورطة. وثالثًا: آمل ألا تُستخدم المثقفة وتستغل من قبل المثقف وصاحب القرار في هذا المجال كأداة لرفع المعنويات الذكورية واستعراض عضلات رجولية يفتقدها المثقف في منزله ومع أنثاه وألا يلعب دور الفارس النبيل مع المثقفة وهو مع أنثاه الحقيقية مجرد مكمل للدور. ورابعًا وعلى الصعيد الشخصي: أتمنى أن أكون رابطة للمثقفات نصنفها كما في المجال الاقتصادي قطاع خاص وخاص جدا لها برامجها المستقلة ونشاطها المستقل، وأيضًا أحلم بأن تكون لي زاوية أو بوق حتى أصرخ فيه بما شئت من مرئياتي الخاصة. ومن ناحية أخرى أن أجد من يساعدني على إنتاج كتاب يتناول المجتمع السعودي ثقافيًا وفكريًا بعنوان (مجتمع في ورطة). مختتمة بقولها: والنقطة الأهم على الإطلاق التي أتمنى أن تتواجد داخل نفس كل مثقف سعودي هي احترام المثقفة ومعاملتها كفكر لا كجسد، كروح لا كإغواء أو ملهاة، آمل أن يتعامل المثقف مع المثقفة بهذا الإطار، فقد نسمع عن أديبة أو مثقفة في خلال فترة قصيرة شاركت في مهرجانات وأمسيات بل ويطبع لها كتب -جمعًا- لا كتاب أو كتابين- وفي داخل هذا الإطار سوف ينقى الأدب لدينا ونستمتع بفكر راق وعال بعيدًا عن كلمة أنثى المقيتة وتبرز كلمة مثقفة على ذلك لتشكل فعلًا سبيلًا للمساواة الحقيقية.