هناك عبارات يستخدمها بعض المسؤولين للتمويه على واقع الحال، والتهرب من اتخاذ قرار واضح وصريح ومباشر في قضايا تبدو شائكة اجتماعيا وثقافيا. مثل عبارة: (لا مانع من..) التي تستخدم عادة في التعليق على القضايا الحيوية للمرأة. فاستخدام العبارة جانب، وما يتبعها من إجراءات أو خطوات تفاعلية جانب آخر. مما أدى إلى خروج العبارة من معناها الحقيقي لتصبح الوجه الساخر لعبارة: (هذا لن يحدث أبدا). على سبيل المثال: لا مانع من... قيادة المرأة، ولا مانع من... حضور النساء للمباريات الرياضية، ولا مانع من... عمل المرأة في أي مجال تريد، ولا مانع من.. ما لا مانع منه. ليس هناك جديد. فيما يتعلق بقضية ترشيح نساء لرئاسة الأندية الأدبية، التي ظهرت مؤخرا على الساحة الأدبية وأخذت منحنى اجتماعيا لتعلقها بالجانب الأنثوي، لم يتردد المسؤولون في استخدام عبارة (لا مانع من) للخروج من هذا المأزق. وكأن نطق تلك العبارة والتصريح بها كفيل بغسل الضمائر وإبراء الذمة أمام الله. المطلوب هو وضع آلية لتطبيق عبارة (لا مانع من..)، وفتح المجال القانوني، وتغيير صيغة النص النظامي للائحة الذي جاء بصيغته المذكرة، فالمادة الثالثة من لائحة الأندية الأدبية: (مصطلحات اللائحة) لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى أن الرئيس يعني (الرجل والمرأة). يجب أن يعدل كل أولئك لتكون عبارة: (لا مانع من..) بروغماتية وقابلة للتنفيذ، أكثر منها مجرد عبارة فاقدة للشرعية. إن تولي امرأة لرئاسة النادي الأدبي سيضيف للمجتمع بشكل عام وجها مضيئا آخر في مسيرته الثقافية، والأكثر أهمية، هو الوجه الآخر للثقافة والأدب السعودي الذي ستضيفه المرأة عبر ترؤسها للنادي الأدبي. فالمرأة لها لمسات إبداعية، وفكر منطلق، وفهم أعمق لفنون الحياة. سيبدأ النادي الأدبي الذي ترأسه امرأة بمناقشة قضايا أدبية حيوية ترتبط بالأسرة والسلوك الإنساني والطفل... وستكون القضايا أكثر ارتباطا بالمجتمع، وستظهر العلاقة الحقيقية بين الأدب والأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات من ناحية، وبين المجتمع بكل شرائحه وأطيافه من ناحية أخرى. فحقيقة.. (لا مانع من) أن تترأس النادي الأدبي أية امرأة ترى في نفسها القدرة على إدارته،رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم وضع آلية واضحة وصريحة ومباشرة تضمن ترشيح امرأة لرئاسة النادي الأدبي، وأن تضمن أيضا توليها للمنصب لو كانت مستحقة له. فرئاسة النادي الأدبي يجب أن تكون متاحة للجميع.. ومن حق الجميع أن يكون الأفق أمامهم مفتوحا للوصول إلى خط النهاية، وعلى الوزارة ممثلة في وكالتها الثقافية أن تزيل أي عقبات تقف أمام شريحة النساء للوصول إلى ذلك الخط.