بمناسبة احتفاء دول العالم أجمع ودول الخليج على وجه الخصوص باليوم العالمي للايدز الذي يوافق الأول من ديسمبر من هذا العام 2003م أوضح الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لم يكن غافلاً عن خطر مرض الايدز وعدواه منذ التعرف عليه في عام 1981 واكتشاف مسبباته الفيروسية بين عامي 1982م و1984 م وتشخيصه مخبرياً في عام 1985م.وبادر وزراء الصحة بدول مجلس التعاون بوضع استراتيجية خليجية لمكافحة الايدز واعتمادها تركز أساساً على الحد من احتمالات الإصابة بعدواه وتكثيف جهود التوعية للتعريف بالمرض وتقوية الوازع الديني خاصة بين الشباب والفئات المعرضة لخطر الإصابة. كما قرر المجلس ضرورة فحص القادمين للعمل بالمنطقة لاختبارات الايدز قبل منحهم تأشيرة الدخول، ويعاد تأكيد الفحص المخبري بعد وصولهم للمنطقة وقبل منحهم الإقامة النظامية.. ودعا الدكتور توفيق خوجة في ظل هذه المناسبة العالمية وزارات الإعلام في دول الخليج العربية والدول العربية والإسلامية إلى وضع أنظمة وسياسات خاصة لمنع البث الإعلامي المغرض للترويج للسلوكيات الهدامة، وأشاد خوجة في هذا الخصوص إلى البادرة الطيبة التي تعد الأولى على مستوى وزارات الصحة بالدول الأعضاء حيث قامت وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية بإنشاء إدارة خاصة للتوعية الدينية لها فروعها وأقسامها على مستوى الشؤون الصحية في المملكة ووضع برنامج وطني للتصدي لهذا الداء الفتاك. وبين الدكتور توفيق خوجة أن مرض الإيدز مشكلة عالمية تهدد كل أمة فهو مرض لا يعرف الحدود الجغرافية حيث لا علاج شاف منه حتى الآن حيث تشير الإحصائيات إلى أن اعداد الإصابات بالايدز عام 2001م وصل إلى ما يقرب من أربعين مليون إصابة في العالم وأن أكثر من 18 مليون شخص قد ماتوا منه وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الإيدز حالة كارثية صحية عالمية وأنه يجب العمل على إيقافها، وقد بدأ المرض يأخذ منحى خطيراً في جيبوتي حيث يعاني 6% من الشباب فيروس العوز المناعي البشري المسبب للإيدز وفي السودان حيث يعاني 450 ألف شخص من عدواه، أما في سائر بلدان الإقليم فإن الوباء يطال صغار السن وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مثل متعاطي المخدرات، فقد أودى بحياة 58 ألف شخص ويعاني حالياً أكثر من 750 ألفا من مواطني الإقليم مرض الايدز وعدواه، فيما يتهدد المرض حياة ملايين آخرين من الذين يعيشون ظروفاً تجعلهم أكثر عرضة للإصابة.. وإذا تطرقنا إلى انتشار فيروس الايدز في دول إقليم شرق المتوسط نجد أن العدوى بالفيروس تقدر بحوالي 000، 230 نسمة بنهاية عام 1999م ومعدل الإصابة يتفاوت من دولة إلى أخرى في نفس الإقليم فهو يتراوح بين 65، 31 و10 حالات لكل مائة ألف من السكان أما فيما يتعلق بالتمويل فقد أوضح خوجة أنه على الرغم من أن التمويل من أجل الدول النامية قد زاد بشكل واضح من 300 مليون دولار عام 1996م إلى حوالي 7، 4 بليون عام 2003، إلا أن هذا الرقم مازال بعيداً للغاية عن الدعم الحقيقي لمواجهة هذا المرض. وقال الدكتور خوجة ان الحماية من العدوى هي الوقاية وتعتبر توعية الجماهير بشأن المرض وطرق الوقاية منه الوسيلة الناجحة الوحيدة الآن لمنع انتشاره، ولهذا السبب يجب أن يعرف كل إنسان كيفية تفادي الإصابة بفيروس مرض الإيدز ومنع انتشاره، وعلى جميع الأهل أن يعلموا أولادهم طرق العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب كما أن على السلطات المسئولة نشر أسس الوقاية منه وتجنبه وتزويد المجتمع بالحقائق الضرورية عن كيفية نقل المرض وانتشاره حتى تساعدهم على الوقاية من فيروس الايدز . فمن حق الأطفال والمجتمع ككل أن يعرفوا الحقائق حول الوسائل اللازمة لمنع انتشار المرض , كما أن التعاطف مع المصابين بفيروس المرض يخفف عزلتهم ووطأة المرض عليهم ويستطيع كل شخص أن يسهم في الجهد المبذول لمنع انتقال فيروس الإيدز إلى الناشئة والأجيال القادمة مؤكدا على أهمية هذا العمل الجماعي , علما بأنه طبقا للتقرير الصادر عن منظمة اليونيسيف لهذا العام 2003 م فقد قامت 88 بلدا بتبني استراتيجيات لنشر الوعي والصحة الجنسية والتناسلية بين الشباب , وأعلنت 80 دولة عن سياسات قومية لمنع نشر العدوى من الام أو الأب المصابين الى الطفل في حين أن عدد البلدان المعنية بالسياسات الخاصة باحتياجات الأطفال اليتامى لا يتعدى الستين دولة. هناك اجماع على ان الشباب هم محور الأزمة وان ما يحدث لهم يحدد مسار الأرض في المستقبل. واختتم الدكتور خوجة حديثه بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظنا والجميع من كل سوء وأن يحفظ ابناءنا وفتياتنا من هذا الوباء الخطير , وان يديم على مواطنينا في هذا البلد خاصة ودول الخليج عامة الصحة والعافية والمحافظة على قيمنا الإسلامية وان يتولانا الله بحفظه ورحمته. التقنيات الحديثة لم تكتشف علاجا فعالا