افرز النشاط التجاري الكبير الذي تعيشه المملكة نماذج متعددة من الانشطة والممارسة التجارية, وقاد نجاح قطاعات محددة الى استقطاب عدد من المستثمرين الجدد, الا ان القضية ان العديد من هؤلاء المستثمرين وضعوا كل البيض في سلة واحدة دون دراسة جدوى لمشروعاتهم فكان من البديهي ان يصيبها الكساد حيث ان العمل التجاري لا يعتمد على الحظ بنسبة مائة بالمائة فالدراسة لها القدح المعلى في هذا الخصوص. وتتعدد اصناف المحلات المطروحة للتقبيل اذ تدخل ضمنها البقالات بنوعيها الكبيرة والسوبر ماركت والصغيرة ومحلات بيع الاقمشة والاثاث وحتى الذهب يدخل في هذا الاطار.. ولايعني تقبيل المحل بالضرورة خسارة لصاحبه فالعديد من هذه المحال يكتب عليها للتقبيل لعدم التفرغ اما درءا للشماته اوحقيقة لانشغال صاحبها باعمال اخرى, الا ان السؤال الهام هنا هو لماذا اقدم هذا المستثمر على افتتاح محل ما دام انه غير متفرغ للعمل به, الاجابة تكمن في كلمة واحدة الطمع والبحث عن الثراء السريع دون وضع دراسة جدوى لمثل هذه المشروعات المحلات ذات الخدمات التفاعلية مثل ورش اصلاح الاجهزة والمغاسل مثلا عندما يتم اغلاقها تضيع معها حقوق الناس ويبدأ الكثيرون رحلة البحث عن اشيائهم والهرولة خلف صاحب المحل ونادرا ما يتم الحصول على الحقوق. الغرف التجارية وبعض المكاتب الاستشارية والبيوتات الاقتصادية تقدم العديد من الخدمات والدراسات الجاهزة لمختلف انواع الانشطة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة خدمة للمستثمرين الجدد الذين يودون الدخول في مجالات استثمارية محددة, بل وتقدم النصيحة والعون دون مقابل ربما لتلافي ظواهر الافلاس والتقبيل. وعلى الرغم من مواتاة السوق السعودية لقيام مختلف المشروعات لانها سوق مفتوحة الا ان ذلك لايعني ان يستثمر كل من يشاء في اي مجال يشاء فدراسة الجدوى امر ضروري وهام لاي مشروع مهما كان صغيرا واكبر دليل على ذلك ما يجري الآن في سوق الجوال حيث انتشرت المحلات بشكل مبالغ فيه حتى صارت التجارة في هذا المجال اكبر من غيرها من المجالات الاخرى, وكان هذا الكم نذيرا واضحا بزيادة المعروض مقابل الطلب فتساقطت العديد من المحلات التي لم تستطع الاستمرار ومني اصحابها بخسائر كبيرة نتيجة لعدم التخطيط السليم لمثل هذه المشروعات. ومن سلبيات هذا الامر ان تحولت العديد من المحلات مع الاسف للتعامل غير السوى عبر البيع والشراء في الجوالات المسروقة او المهربة او غير معلومة المصدر مما زاد حجم هذه التعاملات بشكل مخيف, والاكثر من ذلك ان تجد محلات التحريج في الحراجات في معظم المدن بدأت تعمل في مجال المزايدة على الجوالات مجهولة المصدر التي يرجح انها اما مسروقة او خربة ومعطلة عن العمل.