«المحل للتقبيل» عبارة أشعر بالحزن والأسى عندما أقرؤها لعلمي أن صاحب المحل لم يصل إلى هذا القرار إلا بعد أن يئس من أن يجد حلا لمشاكل عمله التجاري. ويا ليت الأمر يقف عند هذا ولكن خلف هذه العبارة إنسانا محبطا ومدينا. صحيح أنه ليس بالضرورة أن تنجح جميع المشاريع التجارية، ولكن لو نظرنا إلى مسببات الفشل، وهي عديدة، لوجدناها محصورة بنسبة كبيرة في سببين هما جودة الفكرة وقلة التأهيل. أفكار المشاريع التجارية الصغيرة في الغالب تكرار لما هو موجود في السوق ونادرا ما يكون هناك تعديلات طفيفة لا تضيف تميزا للمشروع. عملية النسخ واللصق هذه تجعل المشاريع في مهب الريح وعرضة للفشل بسبب المنافسة الكبيرة التي تجعل المقدرة على سداد الدين ثم جني أرباح أمرا صعبا وقد يحتاج إلى سنوات. وأعرف الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة لهم سنوات في السوق ولم يستطيعوا أن يخطوا خطوة واحدة للأمام بسبب أن عملهم التجاري بالكاد يغطي المصاريف مع ربح قليل لا يسمن ولا يغني من جوع. السبب الثاني هو قلة التأهيل حيث يدخل الكثير من رواد ورائدات الأعمال ولديهم رؤوس أقلام عن كيفية إدارة عملهم التجاري. صحيح أن صناديق التمويل وأقسام المشاريع الصغيرة بالغرف التجارية تعطي دورات مكثفة بعضها لمدة أسبوعين وبعضها قد يطول إلى أن يصل إلى شهر أو شهرين. هذه المدة لن تصل برواد ورائدات الأعمال إلى استيعاب المواضيع التي تدرس خصوصا أنها تغطي مفاصل رئيسية في العمل التجاري مثل المحاسبة، التسويق، كيفية عمل دراسة جدوى، أساليب كتابة خطة عمل للمشروع، إضافة لمواضيع صغيرة تناقش خلال فترة التدريب. من هنا يحتاج الأمر لتأسيس «رخصة العمل الحر» ملزمة لكل من يريد أن ينشئ عملا تجاريا صغيرا على ألا تقل مدة الرخصة عن ستة أشهر تجمع بين النظرية والتطبيق وتكون تحت إشراف إحدى جامعات المملكة. قد يعتبر البعض أن المدة طويلة نسبيا لكنها مهمة للتخفيف من الآثار السلبية لقلة التأهيل وبالتالي تقليل مشاهدة «المحل للتقبيل». * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية