(نحن نرغب في أن نعيش في سلام قدمنا للاسرائيليين كل شئ لكنهم لم يقبلوا يريدون أن يخرجوننا من ارضنا، فهم يقومون بقتلنا وتجريف ارضنا وبناء جدار عازل بيننا وبينهم ، هذا الجدار بمثابة سجن) هذه الرسالة التي وجهتها هنادي جرادات الى الاسرائيليين حسب محسن طويل احد نشطاء الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية في تصريحه ل(اليوم). واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن عملية حيفا الاستشهادية التي وقعت يوم امس الاول وقتل فيها قرابة 20 قتيلا وأكثر من 50 جريحا؛ كما اشارت السرايا الى ان منفذة العملية هي عروس حيفا هنادي تيسير عبد المالك جرادات( 29 ) عاما ً من السيلة الحارثية قرب جينين وهي شقيقة الشهيد فادي جرادات الذي اغتالته القوات الصهيونية سابقاً في جنين مع القائد صالح جرادات وكلاهما من سرايا القدس وتعمل الاستشهادية في مجال المحاماة. وأكدت سرايا القدس أن هذه العملية، جاءت رداً على سلسلة من جرائم الاغتيال لقادتها ومنهم محمد سدر ودياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة ومنير أبو عرمانة ومازن بدوي وغيرهم من رموز وكوادر المقاومة. وقال البيان موجها كلامه لشارون وحكومته إن الجدار الفاصل لن يجلب لكم الأمن. من جانبه توجه الجيش الإسرائيلي وعلي الفور الى جنين مسقط رأس الشهيدة وأقدم على هدم منزل اسرتها، فيما قصفت المروحيات الاسرائيلية من طراز أباتشي منازل ومنشآت تجارية تعود لمواطنين فلسطينيين في غزة، ومخيم البريج. وافاد شهود عيان بسقوط ثلاث قذائف على منزل يعود للمواطن منذر قرنيطة بجوار برج الياسمين السكني بالقرب من موقع ال( 17 )على الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة، وقد دمر بشكل شبه كامل، بينما تضررت عشرات المنازل المجاورة، وتحطمت نوافذها وشرفاتها، من جراء شدة الانفجارات. حيث نجت العائلة المكونة من عشرة افراد بأعجوبة قبل أن ينهار عليهم سطح المنزل. وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة قصفت طائرات (الاباتشي) منازل ومنشآت تجارية تعود لمواطنين في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ولم يبلغ عن سقوط شهداء او اصابات خطيرة ويأتي ذلك، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال لليوم الثالث فرض الطوق الامني والاغلاق الكامل على الضفة الغربية وقطاع غزة الذي بدأته منذ مساء يوم الجمعة ... حيث تم عزل الاراضي الفلسطينية عن العالم واعلنت اسرائيل انها لن تسمح للفلسطينيين من الضفة والقطاع بدخول اسرائيل الا في حالات خاصة جدا وبعد مصادقة لجان التنسيق والارتباط التابعة لجيش الاحتلال عليها. الى ذلك، تواصل الاوساط العسكرية والسياسية في اسرائيل الدعوة للقيام برد عنيف على عملية حيفا.. وكانت أوساط في الحكومة الإسرائيلية قد دعت الى تنفيذ قرارطرد الرئيس عرفات كما اقترح بعضهم بحث كل الطرق المتاحة بما فيها قتل الرئيس عرفات أو القبض عليه بهدف محاكمته!. وكان وزير الصحة الإسرائيلي، المتطرف اليميني، داني نفيه قد دعا الى العمل فورا لطرد الرئيس عرفات. وقال : هذه فرصة حقيقية للتخلص نهائيا من ياسر عرفات وتسريع بناء جدار الفصل معربا عن امله بان تقوم الحكومة باتخاذ خطوات صحيحة لوقف سفك الدم !! بدوره، قال وزير القضاء الاسرائيلي، يوسيف لبيد ان موقفه من طرد الرئيس عرفات سيحدد بعد ان يستمع الى تقارير الجهات الأمنية، وكان لبيد قد صوت الى جانب قرار حكومته ازالة الرئيس عرفات، أما الوزير، مودي زيندبرغ (من حزب شينوي) فقد قال انه حان الوقت للعمل ضد عرفات ملمحا الى امكانية اغتياله او القبض عليه بهدف محاكمته. وانضم الوزير اليميني المتطرف يسرائيل كاتس هو الآخر الى جوقة المحرضين وطالب بالعمل على طرد الرئيس عرفات فورا. كما ودعا الوزير زبولون أورليف حكومته الى تنفيذ قرارها السابق بخصوص (ازاحة) الرئيس عرفات وطرده في هذه الاثناء قامت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بدراسة سبل ردها المحتملة على العملية التي وقعت في مطعم "ماكسيم" في مدينة حيفا، وتقدر أوساط أمنية إسرائيلية أن الرد الإسرائيلي على العملية سيكون قاسيا. كما دعا غالبية الوزراء الإسرائيليين في اعقاب العملية إلى تنفيذ القرار الإسرائيلي الداعي إلى طرد رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات. وتقول مصادر إسرائيلية إن الأجهزة العسكرية على أتم استعداد لتنفيذ مثل هذا القرار، لكن الأمر منوط بقرار المستويات السياسية. ادانتان من جانبها دانت السلطة الفلسطينية العملية على لسان الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية ويستنكران بكل شدة، العملية التفجيرية في مطعم مكسيم بحيفا والتي راح ضحيتها مدنيون اسرائيليون وعرب خاصة وانها تأتي عشية عيد الغفران وان الرئيس ياسر عرفات يعتبر هذه العملية التفجيرية الخطيرة خروجاً على الاجماع الوطني في هذا الظرف الدقيق، وتعريضاً بالمصالح العليا لشعبنا الفلسطيني لافدح الاخطار ووصم شعبنا بوصمة الارهاب وذريعة لتعطيل جهود السلام الدولية، اننا ندين هذه العملية التفجيرية وهذا العنف الاعمى ضد المدنيين سواء اكانوا اسرائيليين او فلسطينيين. كما دعا البيان حكومة اسرائيل الى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والموافقة على المراقبين الدوليين على الفور، وتمكين قوات الامن الفلسطينية من تحمل المسؤوليات الامنية في كافة المناطق الفلسطينية التي اعادت اسرائيل احتلالها وفرضت عليها الحصار والاغلاق ودمرت بنيتنا التحتية فيها. كما قام رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، أحمد قريع أبو علاء، باصدار بيان ادان فيه هذه العملية. داعيا الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي التدخل سريعا لمنع التصعيد، كما دعا الفصائل الفلسطينية الى ضبط النفس. وهاتف أحمد قريع رئيس بلدية حيفا يونا ياهف وتعزيته بوفاة 18 إسرائيليا خلال عملية مطعم مكسيم. وفي تصريح ل(اليوم) دعا عضو المجلس التشريعي د. صائب عريقات الي التدخل الفوري والعاجل من قبل الادارة الامريكية واللجنة الرباعية للتدخل فورا وتحمل مسؤولياته المترتبة عليهم في خارطة الطريق. وطالب عريقات بتوفير مراقبيين دوليين على الارض وان يقوم هؤلاء بدور الحكم بالزام اسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات وخاصة في وقف الاستيطان وبناء الجدار والاغتيالات والاعتقالات والتوغلات ، مقابل التزام فلسطيني بتنفيذ ما جاء في خارطة الطريق مشيرا الي انه بدون هذه النظم فان الامور تتجه الي التصعيد والتعقيد ، وان المخرج من هذه الدوامة هو عبر التفاوض. من جانبها دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عملية حيفا واعتبرت ان القيام بها في هذا الظروف انما يخدم بعض السياسة الاسرائيلية التي كانت تنتظر الذرائع والفرص للتغطية على جرائم الحرب التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني. وتماشبا مع سياسة الرد المباشر قالت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي قام امس بتقسيم قطاع غزة الى اربعة اقسام معزولة تماما عن بعضها البعض وذلك كاجراء عقابي بعد العملية الفدائية التي اوقعت 19 قتيلا على ساحل مدينة حيفا. واوضحت المصادر نفسها ان الجيش الاسرائيلي قسم قطاع غزة الى اربعة اقسام حيث اغلق الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة خان يونس برفح جنوب قطاع غزة كما اغلق حاجز ابوهولي والمطاحن شمال خان يونس الذي يربط جنوب ووسط قطاع غزة اضافة الى اغلاق الطريق الساحلي الذي يربط وسط القطاع بمدينة غزة. وذكرت المصادر الفلسطينية ان الجانب ابلغها ان الاغلاق مستمر حتى اشعار اخر واعلن ذلك عبر مكبرات الصوت، مضيفة ان الجيش الاسرائيلي فتح النار واطلق قنابل الغاز لتفريق مئات المواطنين الذين تجمعوا على الحواجز. كما واصلت القوات الاسرائيلية فرض طوق امنى شامل على الضفة الغربية وقطاع غزة بحجة حلول ما يسمى بيوم الغفران وبموجبه منع الفلسطينيون من التوجه الى اسرائيل للعمل فيها وتعزز هذا الطوق والاجراءات الامنية المشددة بعد وقوع عملية حيفا. واعلنت مصادر اسرائيلية انه سيتم انقطاع حركة المواصلات وانقطاع البث الاذاعي والتلفازى بمناسبة يوم الغفران. واعلنت سلطات الاحتلال رفع مستوى الطوارىء بعد عملية حيفا الى اعلى درجة استعدادا للقيام بعدوان واسع النطاق وربما عملية نوعية قد يكون ابعاد عرفات احد أوجهها. فيما اعلنت حالة طوارىء فى الجانب الفلسطينى بعد ارتفاع وتيرة المطالبة بابعاد الرئيس عرفات اذ اتخذت الاحتياطات الكفيلة لمواجهة اى عدوان او محاولة غير محسوبة وفي الاردن اعلنت مديرية الامن العام عن اغلاق المعابر مع الاراضي الفلسطينية بدءا بجسر الملك حسين اضافة الى جسر دامية (الامير محمد) المخصص لنقل السلع والبضائع وعبور الشاحنات وكذلك جسر الشيخ حسين (المعبر الشمالي الذي يربط شمال الاردن بفلسطين المحتلة عام 48 اضافة الى معبر وادي عربة ايلات (المعبر الجنوبى) امام حركة القادمين والمغادرين اعتبارا من صباح اليوم حتى صباح يوم غد الثلاثاء.